1-
السرد القصصي التاريخي: يظهر السرد القصصي التاريخي في أسفار مثل التكوين
والخروج وغيرها، لكنه يظهر أيضًا في أسفار الأنبياء. سفر يونان يتكون كله من سرد
قصصي، وجزء من سفر دانيال، وجزء من إرميا وحزقيال، وبشكل محدود للغاية في هوشع
وعاموس وإشعياء. يظهر السرد القصصي في شكلين:
§ السيرة biography: كما يظهر في الأصحاحات الستة الأولى من سفر دانيال.
§ السيرة
الذاتية autobiography: تظهر في
الأصحاحات الخمسة الأخيرة من سفر دانيال. إذ يتحدث دانيال بظمير المتكلم عن نفسه
عن حلم الأربعة وحوش (أصحاح 7)، ......
أمّا محتوى هذا الشكل من
السير أو السير الذاتية ما يلي:
§
دعوة النبي: وهي تقرير عن تكليف النبي بالمهمة المكلف بها. إش 6
يسرد كيف دعى الله إشعياء، وإر 1 يسرد دعوة إرميا، وكذلك حز2 يسرد دعوة حزقيال. هذه
لإظهار مصداقية النبي أمام شعبه ونوع من تأسيس لشرعية النبي.
الأسلوب الأدبي لحادثة التكليف:
يرى بعض الدارسين أن هناك بعض السمات المشتركة في الروايات الخاصة بتكليف
الأنبياء (والقادة مثل جدعون)، هذه السمات تشكّل أسلوبًا مميزًا يعبر عن حقائق
لاهوتية خاصة بفهم شعب الله لقادتهم وأنبيائهم. هذا الأسلوب به 5 عناصر، هي
كالتالي: 1- مواجهة/ أو مقابلة مع النبي أو القائد في سياق أزمة أو مشكلة أو فترة
من الشدة والضيق. 2- ثم يأتي التكليف من الله برسالة ما أو إجراء ما، 3- ثم يقدم
الشخص بعض الاعتراضات التي يدعي فيها بعدم أهليته للمهمة، ثم 4- تأتي تأكيدات
وتطمينات من الله وغالبًا في عبارة معناها "أنا سأكون معك". ثم 5-
العلامة التي تؤكد هذا التكليف الإلهي متضمنة في التكليف ذاته.
مثال على ذلك: دعوة إرميا (إر1: 4-10):
-
المواجهة: ع 4
|
"فَكَانَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَيَّ
قَائِلاً"
|
-
التكليف: ع5
|
"قَبْلَمَا صَوَّرْتُكَ فِي الْبَطْنِ
عَرَفْتُكَ، وَقَبْلَمَا خَرَجْتَ مِنَ الرَّحِمِ قَدَّسْتُكَ. جَعَلْتُكَ
نَبِيًّا لِلشُّعُوبِ"
|
-
الاعتراض: ع 6
|
"آهِ، يَا سَيِّدُ الرَّبُّ، إِنِّي
لاَ أَعْرِفُ أَنْ أَتَكَلَّمَ لأَنِّي وَلَدٌ"
|
-
التطمينات الإلهية: 7-8
|
"فَقَالَ الرَّبُّ لِي: «لاَ تَقُلْ
إِنِّي وَلَدٌ، لأَنَّكَ إِلَى كُلِّ مَنْ أُرْسِلُكَ إِلَيْهِ تَذْهَبُ
وَتَتَكَلَّمُ بِكُلِّ مَا آمُرُكَ بِهِ. لاَ تَخَفْ مِنْ وُجُوهِهِمْ،
لأَنِّي أَنَا مَعَكَ لأُنْقِذَكَ، يَقُولُ الرَّبُّ"
|
-
العلامة: 9-10
|
"وَمَدَّ الرَّبُّ يَدَهُ وَلَمَسَ
فَمِي، وَقَالَ الرَّبُّ لِي: هَا قَدْ جَعَلْتُ كَلاَمِي فِي فَمِكَ. اُنْظُرْ!
قَدْ وَكَّلْتُكَ هذَا الْيَوْمَ عَلَى الشُّعُوبِ وَعَلَى الْمَمَالِكِ،
لِتَقْلَعَ وَتَهْدِمَ وَتُهْلِكَ وَتَنْقُضَ وَتَبْنِيَ وَتَغْرِسَ"
|
البعض يقسّم الحالات
المشابهة إلى سرد قصصي مثل إر1: 4- 10 وفيها حوار مع يهوه، بينما النوع الآخر مثل
دعوة ميخا وحزقيال تُسمى ب "ثيؤفانيا العرش". [1]
فيما يلي أمثلة لدعوة النبي
أو القائد والسمات المشتركة بينها:
العناصر الخمسة
|
موسى
خر
|
جدعون
قض
|
صموئيل
1صم
|
إشعياء
إش
|
إرميا
إر
|
حزقيال
حز
|
ميخا
1مل
|
المواجهة
|
3: 7-9
|
6: 11-13
|
3: 2-10
|
6: 1-7
|
1: 4
|
2: 1-2؛ 3: 12-15، 22-24.
|
22: 19
|
التكليف
|
3: 10
|
6: 14
|
3:11-14
|
6: 8-13
|
1: 5
|
2: 3-8أ؛ 3: 4-11، 16- 21، 25-27.
|
22: 20-21.
|
الاعتراضات
|
3: 11، 13؛ 4: 1، 10، 13.
|
6: 15
|
؟
|
1: 6
|
|||
التأكيدات الإلهية
|
13: 12، 14-22؛ 4: 2-9، 11-12، 14-17.
|
6: 16
|
1: 7-8
|
||||
العلامة
|
4: 2-9، 17.
|
6: 17-24
|
1: 9-10
|
2: 8ب-3: 3
|
يمكننا الاستنتاج أن هذه
الدعوة لم يكن ليسعى إليها أحد، ولم يكن أحد جديرًا بها نظرًا لإمكانياته أو
مواهبه بل هي دعوة من الله تؤازرها معونة الله ونعمته. كذلك نتعلم أن الاعتراف
بعدم الاستحقاق يتبعه دائمًا تأكيدات بمصاحبة الله ومؤازرته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق