السبت، 20 أكتوبر 2018

ضد الأريوسيين- ق أثناسيوس ج2



يواصل القديس أثناسيوس في المقالة الثالثة الرد على بعض الآيات التي يفسرها الأريوسيون بطريقة خاطئة كالتالي:

الآية
كيف فهمها الأريوسيون؟
كيف أجاب أثناسيوس؟
يو 17: 3 "ويعرفونك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته"
قالوا إن المسيح بنفسه قال إن في إله واحد حقيقي
- ق أثناسيوس جاب آيات أخرى تقول إن الابن هو الإله الحق.. يو 14: 6 "أنا هو الحق"، و1يو 5: 20 "نَعْلَمُ أَنَّ ابْنَ اللهِ قَدْ جَاءَ وَأَعْطَانَا بَصِيرَةً لِنَعْرِفَ الْحَقَّوَنَحْنُ فِي الْحَقِّ فِي ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. هذَا هُوَ الإِلهُ الْحَقُّ وَالْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ"
- وشرح أن الآية بتستثني فقط الألهو اللي مش حقيقيين.. ولو قصد انه يستثني الابن مكنش أضاف "ويسوع المسيح الذي أرسلته"
يو 10: 30 "أنا والآب واحد"
قالوا إن الوحدة هنا وحدة الإرادة والعمل وليس الجوهر
- قال الملايكة برضو بتعمل إرادة الآب فيحق ليهم أن يقولوا "إحنا والآب واحد".. وده محصلش.. هل قيل عنهم أنهم صورة الله وكلمته؟
- بيذكر 1تس 3: 11 "وَاللهُ نَفْسُهُ أَبُونَا وَرَبُّنَا يَسُوعُ الْمَسِيحُ يَهْدِي طَرِيقَنَا إِلَيْكُمْ" وبيقول ان الآية بتقول "يهدي" وليس "يهديان". "فهو بهذا يحفظ وحدة الآب والابن" (3: 11)
عدم علمه ببعض الأمور: "اين وضعتموه؟" ، "من يقول الناس إني أنا؟"، "كم رغيفًا عندكم؟"

- يبدأ أثناسيوس من السؤال عن عدد الأرغفة، وبيقول "لماذا نظن أنه يجهل؛ لأن من يسأل فهو لا يسأل بالضرورة بسبب أنه يجهل" (3: 37) وبيجيب دليل على كده يو 6: 6 لما سأل فيلبس من أين نتباع لهم خبز: "إِنَّمَا قَالَ هذَا لِيَمْتَحِنَهُ، لأَنَّهُ هُوَ عَلِمَ مَا هُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يَفْعَلَ" يعني هو عارف هيعمل إيه.. بس بيمتحنهم. وبالتالي "فهو لا يسأل عن جهل ولكنه يسأل عن معرفة".
- بيقيس على كده كل الحالات المشابهة. وبيطبق القاعدة "ليس هناك جهل في اللاهوت، ولكن عدم المعرفة هو من خصائص الطبيعة البشرية" (3: 37).
- ده قال إن لعازر مات وهو بعيد عن المكان (يو 11: 14)
- وكان بيعرف أفكار التلاميذ (يو 2: 25)
- مرة أخرى "الجسد هو الذي يجهل، أما الكلمة نفسه باعتباره الكلمة، فهو يعرف كل الأشياء".
مت 28: 18: "دُفع إليّ كل سلطان"

- قال ق أثناسيوس: تُفهم ناسوتيًا.. وبيشرح أن أي شيء سيقال أن الابن أخدها طبق عليها القاعدة دي.
- ما فائدة أن يأخذ أي نعمة؟ بيشرح إن أي نعمة هياخدها إنسان عادي هي معرضة للضياع (نفتكر آدم) لكن: "لكي تبقى النعمة غير متغيرة وغير قابلة للضياع، وتظل محفوظة للبشر بشكل أكيد، لذلك فهو يمتلك العطية لنفسه ولهذا يقول أنه أخذ سلطانًا كإنسان" (3: 38).
يو 17: 5 : "مجدني"

- نفس الشيء
- بالإضافة أنه جاب آية "لو عرفوا لما صلبوا رب المجد" (1كو 2: 8) فهو رب المجد نفسه.
- وبيقرأ في نفس الآية اللي وردت فيها الكلمة (يو 17: 5)، أن المجد كان للابن منذ تأسيس العالم.
عدم معرفته بالساعة..
مر 13: 32

- ق اثناسيوس بيقول ده هو خالق الأزمنة والأوقات..
- وزي ق غريغوريوس النزيانزي بالضبط بيقول "الذي يعرف عما يحدث قبل ذلك اليوم، يعرف بالتأكيد اليوم أيضًا" (3: 24). لو لم يعرف الساعة لما كان قد تكلم عن الأمور التي تسبقها.
- بيستخدم تشبيه ظريف جدًا عن واحد بيوصف لواحد عنوان.. فبيشرحله كل شيء لحد النقطة اللي فيها البيت.. وبيسأل إزاي يبقى عارف السكة كلها وميعرفش مكان البيت!؟ هو عارف الساعة كويس.
- طب ليه قال إنه مش عارف؟ "لأنه لا يستطيع أحد أنه يفحص ما صمت الرب عنه". طب ليه قال "ولا الأبن أيضًا"؟ "قال هذا كإنسان بسبب الجسد، فهذا ليس نقصًا في الكلمة، بل هو بسبب الطبيعة البشرية التي تتصف بعدم المعرفة "3: 43)
- طب هل ده مش بيقلل من الابن المتجسد: "بالاكثر هذا لائق بمحبة المخلص للبشر، لأنه منذ أن صار إنسانًا لم يخجل- بسبب الجسد الذي يجهل- أن يقول لا أعرف لكي يوضح أنه بينما هو يعرف لأنه هو الله، فهو يجهل جسديًا"
- ق اثناسيوس بيقول أنه مقالش "ولا ابن الله أيضًا"، بس قال "ولا الابن ايضًا" أي في حالة تجسده.
- ومقالش "ولا الروح ايضًا".. علشان يأكد أن الجهل ده يخص الجسد البشري.. الروح القدس لم يتجسد.
- قال هو يعرف كل شيء، لأن "به كان كل شيء" (يو 1: 3)، و"فيه يقوم الكل" (كو 1: 17)
- لماذا قال لا أعرف "حتى يوقف تساؤلاتهم" وعلشان مصلحتنا لأننا لو عرفنا النهاية سنتراخى ولن نكون مستعدين.
- بيربط بسؤال التلاميذ مرة أخرى بعد القيامة عن الأزمنة برضو فقالهم "ليس لكم أن تعرفوا... " وبيقول إن الإجابة المرة دي مختلفة "لأن الجسد قام وخلع الموت وتأله، ولم يعد يليق به أن يجيب حسب الجسد" (3: 48).
- بيقول إن حتى الله قال لآدم في الفردوس "أين أنت؟"، وقال لقايين "اين هابيل أخوك؟" فلماذا الاستغراب إذا قال لا أعرف!
لو 2: 51 "أما يسوع فكان يتقدم في الحكمة، والقامة، والنعمة، عند الله والناس"

- من حيث لاهوته مفيش "أكثر من كونه الكلمة والحكمة والابن وقوة الله" (3: 51). هو الكامل مش محتاج يتقدّم في شيء. وهو الحكمة ومش محتاج يزداد في الحكمة.. وهو اللي بدي نعمة للآخرين وبالتالي مش محتاج يتقدّم في النعمة. ومن ناحيتنا "تقدمنا ليس هو شيئًا آخر غير أن نتخلى عن المحسوسات وأن نصل إلى الكلمة نفسه" (3: 52)
- وبالتالي "التقدم ليس تقدمًا للحكمة ذاتها، بل تقدم الناسوت في الحكمة". والدليل أنه لم يقل الكلمة بل يسوع.
- بيجيب أم 9: 1 "الحكمة بنت بيتها" أي الجسد.
مت 26: 39 "إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس"
يو12: 27 "الآن نفسي قد اضطربت"
كيف يكون الله ويخاف ويضطرب؟
- يكرر ق أثناسيوس ولا يمل "هو الكلمة في الجسد" فممن يخاف وهو الله؟ ولماذا يخاف الموت وهو نفسه الحياة؟
- يقتبس يو 10: 18 عن سلطانه على ذاته، وبالتالي كان يستطيع تجنب الموت. "فكونه يضطرب فهذا أمر خاص بالجسد.. وأن يكون له سلطان أن يضع نفسه أو أن يأخذها.. فهذا أمر خاص بقوة الكلمة" (3: 57). مفيش إنسان عادي بيموت بسلطان نفسه بل بضرورة الطبيعة ورغم إرادته.
- ثم يقول: "هذه الانفعالات لم تكن من خصائص طبيعة الكلمة، بكونه الكلمة، بل كانت من خصائص الجسد الذي اتخذه الكلمة" (3: 55)
- كيف يخاف وهو الذي هرب منه بوابو الجحيم وتفتحت القبور عند موته (مت 27: 54).
- انتهر بطرس عندما حاول ان يثنيه عن الألم.
- "حينما صار جسدًا أخذ جسدًا يخاف.. لكي بإبادته لهذا الضعف، يعطي الإنسان مرة أخرى أن يكون شجاعًا أمام الموت." وده اللي حصل مع التلاميذ.   


الجمعة، 19 أكتوبر 2018

الخطب اللاهوتية- غريغوريوس النزيانزي



كانت الخطب اللاهوتية الخمسة (من 27- 31) سببًا في تلقيب ق غريغوريوس بلقب "اللاهوتي"، وتميزت بالبلاغة اللغوية والدقة الاهوتية المتناهية؛ وسميت بالخطب اللاهوتية لأنها تتحدث بالأساس عن الله وصفاته ووحدته.
الخطبة الأولى (27): شروط مناقشة الحقائق اللاهوتية
يصدم ق غريغوريوس كبرياءنا عندما يقول: "ليس لكل إنسان أن يتفلسف (بالمعنى الإيجابي) في شأن الله" (27: 3). هو لا يريد أن يمتنع الناس عن التكلم عن الله، بل يقول "علينا أن نذكر الله أكثر مما نتنفس" (4). هو ببساطة يريد ممن يتحدثون في اللاهوت أن يكونوا لاهوتيين بالمعنى الحقيقي، هؤلاء الذين تطهروا، او على الأقل بدأوا طريق الطهارة، وأن يراعوا مع من يتكلمون، والتوقيت، والقدر الذي يتكلمون به. كأنه يصف ما نراه اليوم على مواقع التواصل الإجتماعي التي تحولت إلى منصات جدل عقيم ومشاجرات لفظية في بعض الأحيان، والقضية الأساسية (عن الله) تموت. وأسبابه في ذلك، أننا نعطي صورة سيئة للمخالفين عنا، ونعثر الضعفاء من ناحية أخرى: "لماذا تلف الضعفاء بخيوط عناكبك، كما لو كان في الأمر شطارة وموضوع افتخار؟" (9)
الخطبة الثانية (28): طبيعة الله وصفاته
يناقش ق غريغوريوس أننا لا نستطيع أن نحيط الله علمًا، بل إننا في معرفتنا لله نشبه موسى الذي صعد على الجبل ودخل الجبل "ليرى قفا الله، محتميًا بالصخرة، أي الكلمة الذي صار جسدًا" (28: 3). نحن لا نرى الطبيعة الخالصة لله، "بل ما يقع من الطرف"، لأن "التعبير عن الله مستحيل، إن إدراكه أشد استحالة" (4). لكن بالنظر إلى الطبيعة نستنتج صورة تقريبية عن الله؛ فنرى أنه "ليس له جسد.. وليس من العنصر الخامس كالملائكة". ثم ينتقل من الكلام بالنفي، ويقول "ليس كافيًا أن نتوقف عن قول ما ليس هو... بل يجب علينا، بعد قول ما ليس هو، أن نقول أيضًا ما هو" (9). أي لابد أن ننتقل من اللاهوت الأبوفاتي (السلبي) إلى اللاهوت الكتافاتي (الإيجابي). لأنه بيقول إن اللاهوت السلبي عامل زي واحد بيسأل ما هو مجموع 5 + 5 ويكون الرد لا هو 2، ولا 3، ولا 4، ولا 5، ولا 20.  (28: 9).
يشرح ق غريغوريوس أن العقل تجاوز عبادة الأوثان من خلال النظر إلى انتظامية الكون والتناغم بين المخلوقات. ويقول: "هذا العقل ارتقى بنا إلى الله انطلاقًا من الكائنات المنظورة" (28: 16). ثم يشرح إن ظهورات العهد القديم كانت نسبية وليست مشاهدة تامة (18). وهناك ظهورات للأنبياء كانت مجرد اختبار لحضور الله وليس إدراك طبيعته إدراكًا كاملاً. حتى في العهد الجديد يقول حتى بولس أقصى ما يتمناه أن يدرك أحكام الله وليس طبيعته.
ثم يقودنا في رحلة عبر الحيوانات بأنواعها البرية والبحرية، بلغة تصويرية جميلة، كأنك بتتفرج على ناشيونال جيوجرافيك. عن جمال الطاووس، والذكاء الفطري لدى الحيوانات، والبناء السداسي للنحل، والبناء الهندسي للعنكبوت. ثم يقول: "الطبيعة بسطت أمامك كل شيء، وكأنه وليمة أعدت للجميع؛ بسطت الضروري كما بسطت الممتع، إذا أخلصت الرؤية نرى الله في صنائعه ويبعث فيك فقرك مزيدًا من الفطنة والتيقظ." (28: 26). ثم ينتقل إلى التأمل في الشمس، والقمر، والتجمعات النجمية، والبحر، واتساعه، والهواء والسحب وانحباس المياه فيها.
الخطبة الثالثة (29): وحدة الجوهر للأقانيم الثلاثة
يقول إن وحدانية الله (مونارخية) قائمة على الكرامة المتساوية والاتفاق في الإرادة بحيث "إن وجد اختلاف في العدد، لا يوجد أي تفسخ في الجوهر" (29: 2). توجد مساواة في الأزلية بين الابن والابن، فلا بداية للأبن، ولا بداية لأبوة الآب. وللرد على قصة هل ولد الابن بإرادة الآب أو بغير إرادة؟ يقول إن "الولادة فوق الإرادة"، ويقول "إن وجد المريد والمراد داخل الله.. لأصبح قابل للتقسيم" (29: 7). أما بشأن كيفية الولادة فهي عصية على الفهم، وحتى الملائكة يجهلون ذلك. الكيف يعرفه الآب الذي ولد والابن الذي ولد "وما فوق ذلك محجوب وراء غمامة" (8).
ثم يسرد ق غريغوريوس مجموعة من الآيات الكتابية التي تؤكد لاهوت الابن، ثم يفند الآيات التي يتسلح بها الهراطقة. ويقول قاعدة آبائية هامة، وهي "أرجع ما هو أسمى إلى الألوهة، إلى الطبيعة التي هي فوق الأهواء وفوق الجسد، وما هو دون ذلك إلى المركب التجسدي" (29: 18).
الخطبة الرابعة (30): دحض الآراء الأريوسية
يبدأ غريغوريوس في تطبيق قاعدته اللاهوتية مؤكدًا عليها كالتالي: "وجهنا الألفاظ الأشد سموًا والأكثر جدارة لله، وما كان أشد وضاعة وبشرية وجهناه إلى مَن كان لأجلنا آدم الجديد والإله المتألم بسبب آثامنا." (30: 1) ثم يسرد بعض النصوص الكتابية المختلف عليها مع الأريوسيين بالأخص كما يلي:
أم 8: 22 "الرب قناني (خلقني) أول طرقه"
بيميل ق غريغوريوس أن الآية بتتكلم عن الحكمة والكلام رمزي زي ما بنقول "السموات تحدث". لكنه بيرجع يفترض أنها بتتكلم عن المسيح (الحكمة الحقيقية). بيقول: "الله ليس له علة.. لكن الجسد المخلوق للابن له علة" والعلة غائية "هي خلاصنا". وبالتالي "ما نجده مع العلة نرده إلى الطبيعة البشرية. وما نجده بسيطًا بغير علة نرده إلى الألوهة" علشان التعبير "خلقني" مرافقًا للعلة.
وبيقول لما سفر الأمثال قال "ولدني" لم يذكر السبب/ العلة. في أم 8: 25 قبل التلال ولدني (سبعينية).. وده نفس كلام ق أثناسيوس في ضد الأريوسيين.
1كو 15: 25 "لأنه يجب أن يملك حتى يضع جميع الأعداء تحت قدميه"
الأريوسيين قالوا ماذا يكون بعد ذلك؟ أيكون انتهاء لملكه أم سيطرد من السماوات"
بيقتبس ق غريغوريوس من لو 1: 33 "ولا يكون لملكه انقضاء"
ثم يفسر كلمة "حتى" (دكتوراة في حتى).. وبيقول إن "كلمة حتى لا تحد الزمن المستقبل حدًا مطلقًا".. وبيجيب آية "ها أنا معكم إلى (حتى) انقضاء الدهر" (مت 28: 20).. وبيشرح أن خضوع المسيح معناه إتمام مشيئة الآب.
عب 5: 8 "تعلم الطاعة بما تألم به"
والكلام عن أنه قدم صراخ ودموع..
بيقول إنه لما يكون الابن في صورة العبد فهو "يتنازل إلى مستوى إخوته في العبودية ومستوى العبيد، فيأخذ صورة غريبة عنه، ويحملني في ذاته.. حتى يذيب فيه ما في من شر كما تذيب النار الشمع.. وحتى اشترك في هذا الاختلاط فيما له." (30: 6)
آية "أبي أعظم مني"
كذلك "إلهي وإلهكم" يو 20: 17
وكذلك اف 1: 7 "ليعطيكم إله ربنا يسوع المسيح أبو المجد... "
قال المقصود بيها الابن من حيث هو إنسان. وقال زي ما قال أعظم قال مساو.. "أليس من الثابت أن الأعظم للعلة وأن المساوي للطبيعة؟" (30: 7)
يو 5: 19 "الابن لا يقدر أن يعمل من نفسه شيئًا"
بيقول إن ده مش معناه العجز وإنما الاستحالة.. زي ما بنقول 2 +2 لا يمكن يكون 14. وبيجيب آيات كتابية فيها المعنى ده.. "لا يمكن أن تخفى مديمة مبنية على جبل" (مت 5: 14)، و"هل يقدر بنو العرس أن يصوموا" (مت 9: 15)، و"لم يقدر أن يصنع هناك شيئًا من القوات لعدم إيمانهم.. "(مت 13: 58)
يو 14: 24 "أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته"
هو بيقول الإله الحقيقي وحدك علشان في حاجات تانية تحمل اسم الله وليسوا بآلهة.. ولو قصد أن يستبعد الابن مكنش اضاف "ويسوع المسيح الذي أرسلته" (30: 13)
عن الابن الذي يشفع فينا.. كأنه بيركع من أجلنا..
الروح أيضًا يشفع فينا
فهو يشفع فينا بحكم أنه لا يزال مع الجسد الذي اتخذه..
عدم علمه بالساعة
بيطيبق نفس القاعدة، وبيقول: "يعرف كإله، وأنه بقوله لا يعرف يشير إلى الإنسان" (30: 15)
وبيقتبس من ق باسليوس أنه قال: "لا يعرف اليوم أو الساعة على غير معرفة الآب لهما" ثم يؤكد أن كل التعبيرات المشبوهة "ترجع إلى الطبيعة المتألمة لا إلى الطبيعة التي لا تخضع للتحول، ولا يدركها ألم"

الخطبة الخامسة (31): دفاع عن ألوهية الروح القدس
قال الهراطقة "من أين تأتينا بهذا الإله الغريب الذي ليس له في الكتاب اي أثر؟" وكانوا يعتبرون الروح القدس مخلوقًا، لكنه قال "إن كان من رتبتي فكيف يصيرني إلهًا" (31: 5) ثم يثبت أن الروح القدس شخص وليس قوة أو صفة، فهو يفرز للخدمة، ويحزن، ويغضب، وهذه لا تنطبق على المخلوقات. ثم يؤكد مرة أخرى على استحالة شرح هذا الانبثاق. وأي "انتقاص تلحقه بالثلاثة تلغي به الكل" (31: 12). لاحقًا يثبت ألوهة الروح القدس بأنه الوحيد الذي لا يغتفر التجديف عليه (مت 12: 31)، وفي قصة حنانيا وسفيرة قبل أنهما كذبا على الروح القدس، وعلى الله (أع 5)
ثم يتحدث على فكرة الإعلان المتدرج ويشرح وجود 3 زلازل كبيرة: من الاوثان إلى الناموس، ومن الناموس إلى الإنجيل، ومن الإنجيل إلى الملكوت الأبدي. (31: 25) لماذا يكون الإعلان متدرجًا؟ "كان علينا أن نقتنع لا أن نُكره، لأن ما يخالف الإرادة لا يدوم" (31: 25). "العهد القديم أعلن الآب في وضوح والابن في غموض. العهد الجديد أعلن الابن، وألمع بألوهة الروح القدس" (31: 26). لابد ان يسير الأمر تدريجيًا وإلا صار حسب تشبيه ق غريغوريوس كالأكل الثقيل. أما إذا جرى الأمر بالمراقي (الصعود تدريجيًا) "فإن نور الثالوث يتلألأ أكثر فأكثر."   
في النهاية يتحدث عن فكرة التشبيهات التي نسوقها عن الثالوث، ويبين عجزها وقصورها ويتحفظ عليها. فهو يتحفظ على تشبيه الينبوع والجدول والنهر "لأنهم شيء واحد يتخذ أشكالاً مختلفة"، ويتحفظ أيضًا على تشبيه الشمس والشعاع.
على هامش الكتاب
-       عجبني اقتباساته الكثيرة من أفلاطون، ويقول "إني أوافق على قول القائل، وإن كان القائل من غير جماعتنا"
-       كان بيتكلم عن الطوفان اللي أغرق العالم وقال بالأحرى أغرق "نواة العالم" (28: 18).. هل هنا يقصد طوفان محلي محدود.. محتاجة بحث.
-       وصف الإنسان بأنه كون مصغر (microcosm) علشان أحد الآباء الموقرين انتقد الفكرة دي وقال أنها مستمدة من تعاليم اليوجا وخلافه. "هذا العالم المصغر الذي هو الإنسان" (28: 22).
-       كلامه عن التأله في أكثر من موضع لإثبات ألوهية الابن والروح القدس. وتأله الإنسان باختصار هو "الاتحاد بالله" بفضل التجسد، فهو يقول: "أصبح أنا إلهًا بقدر ما أصبح هو إنسانًا" (29: 19). ويقول :"يدعى الله إنسانًا ويدعى الإنسان إلهًا بسبب اتحاد الإنسانية والألوهة" (صفحة 132)
-       زي ما في تلميح للنظرية الشفائية للخلاص، في تلميح للبدلية العقابية فبيقول في (30: 21): "اتخذ في ذاته ما كان محكومًا عليه، لكي يحرر الكل من ربقة الحكم، وذلك عندما صار للجميع كل ما نتحن عليه- ما عدا الخطية- جسدًا ونفسًا وروحًا".
-       أختم كلامي بكلام ق غريغوريوس الجميل على الطاووس "هذا الطائر المتغطرس.. من أين له هذه الأناقة الفريدة والاعتداد بالنفس، بحيث أنه وهو المدرك لكل ما أوتي من جمال، إذا أبصر مقتربًا، أو إذا مر أمام إناثه، نصب عنقه، ونشر ذنبه من طيه، بريش كالذهب الوهاج نثرت عليه الكواكب" (28: 4). هذا الحيوان الجميل تحدث عنه ترتليان أيضًا "فإن الطبيعة هي المعلم والنفس هي التلميذ. فوردة برية واحدة، ولا أقول وردة جميلة من بستان، وأية صدفة على البحر، ولا أقول لؤلؤة من البحر الأحمر، وأية ريشة لطائر، ولا أقول ريشة طاووس، لا يمكن أن تكشف بأن خالقها شرير" (ضد ماركيون 1: 13: 5). الغريبة أن دارون صاحب نظرية التطور قال إن " a feather in a peacock's tail makes me sick إن ريشة الطاووس تصيبني بالغثيان." لماذا؟ سبحان الله! ربما لأن ريشة الطاووس تهدم نظريته! 
   

الأربعاء، 10 أكتوبر 2018

ضد الأريوسيين- ق أثناسيوس ج1



قراءة في المقالة الأولى والثانية في الرد على الأريوسيين
من كتاب "ضد الأريوسيين" للقديس أثناسيوس الرسولي
ترجمة د. نصحي وآخرون، ومراجعة د. جوزيف موريس
إصدار المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية

الهرطقة وموقفها من الكتاب المقدس

يقول ق أثناسيوس في المقالة 1: 1 أن الهرطقات "مثل أبيها الشيطان تظاهرت بلبس كلمات الكتاب المقدس، لتحاول الدخول مرة أخرى إلى فردوس الكنيسة لكي تظهر بغير وجه حق كأنها تعاليم مسيحية." وفي موضع آخر يقول إن الشيطان.. يستعير "أقوال الكتب المقدسة كغطاء يتستر من ورائه لكي ينفث سمومه الخاصة ليخدع البسطاء" (مقالة 1: 8). ويقول عن الهراطقة أنهم "يتعللون بالأقوال الإلهية، ويفرضون عليها تفسيرًا منحرفًا محرفين إياها بحسب فكرهم الخاص" (مقالة 1: 37)، وكذلك أنهم "يلوذون مرة أخرى بنصوص الكتب المقدسة، التي عادة لا يشعرون بها، فلا يدركون معناها الصحيح، ولكنهم جعلوا من عدم تقواهم الذاتي قاعدة طابقوا عليها هذه الأقوال الإلهية وحرفوها" (مقالة 1: 52).

نأتي الآن لبعض الآيات التي اعتمد عليها الأريوسيون وكيف رد عليها ق أثناسيوس:


الآية
كيف فهمها الأريوسيون؟
الفهم الصحيح من وجهة نظر ق أثناسيوس
في 2: 9، 10 "لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْم. لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ"
توقف الأريوسيون عند أداة الربط "لذلك" وقالوا أنها بتعبر عن نوع من المكافأة على تقوى المسيح، فرفعه الله ومجده. وبمعنى تاني أن ألوهيته دي بالنعمة وهي نوع من الارتقاء كأجر على فضيلة.
- ق أثناسيوس بيجيب النص كله بتاع فيلبي 2: 5- 11 علشان يوضح السياق. وهيلاقي أن الآيات بتقول أنه كان في صورة الله أصلاً.. فلم يحتاج إلى الترقي.. بل على العكس ده كان في المجد ورضي بالذل من أجلنا. "لم يكن في حالة وضيعة ثم ترقى.. بل كان إلهًا وصار عبدًا" فأين فكرة الأجر والمكافأة! ولماذا يُرفع وهو الله أصلاً الأكثر رفعة فوق الكل. "وكيف نال الاسم للعبادة، وهو الذي كان دائمًا معبودًا باسمه" (ص108).
- وبيقول إن "رفَّعه.. لا تعني أن جوهر الكلمة قد ارتفع.. لكنها تعني ارتفاع بشريته"، "الرفعة تقال عنه بسبب الجسد."
- وعلشان يثبت أثناسيوس أنه كان ليه مجد من قبل التجسد استشهد بالآتي: 1- كيف يفرح به الآب لو لم يكن كاملاً "كُنْتُ عِنْدَهُ صَانِعًا، وَكُنْتُ كُلَّ يَوْمٍ لَذَّتَهُ، فَرِحَةً دَائِمًا قُدَّامَهُ" (أم 8: 30)
2- كيف يسجد له إبراهيم وموسى.. ظهورات العهد القديم
3- كيف يقول للآب: "مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ" (يو 17: 5)
نيجي لنقطة تانية: طب ليه هو اتقال عنه رفَّعه.. بيثبت ق أثناسيوس أن هذه الرفعه والتمجيد والارتقاء هو من أجلنا نحن.. "نيابة عنا ومن أجلنا" ويستشهد بعب 6: 20 "دخل يسوع كسابق لأجلنا".. هو خالق السماء لكنه دخل السماء لأجلنا.. وصعد لأجلنا وبينا.. وحتى مز 24 بتاع "ارتفعي ايتها الأبواب الدهرية" قيلت ليس لأنها كانت مغلقة في وجهه، وإنما كانت مغلقة في وشنا إحنا وبسببنا كُتب هذا الكلام. "إن كان الابن هو البر، إذن فهو لم يرتفع بذاته كما لو كان في حاجة إلى الرفعة، بل نحن الذين ارتفعنا (تمجدنا) بسبب البر الذي هو المسيح ذاته." (مقالة 1: 41).
- مينفعش ترفع حاجة هي نفسها مرتفعة.. لأنه "في الحقيقة لم يحصل منا على شيء يرتقي به، لأن كلمة الله ليس في احتياج إلى شيء لأنه كامل؛ بل بالأحرى نحن الذين نلنا منه الارتقاء" (1: 41)
- وبيذكر الآية بتاعة "لأَجْلِهِمْ أُقَدِّسُ أَنَا ذَاتِي، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا مُقَدَّسِينَ فِي الْحَقِّ" وبالتالي هو مَن يقدِّس ذاته.
- نيجي للنقطة التلتة.. طب ليه هو عمل كده؟ في جملة رائعة بيقول: "لأن مجد الله الآب.. أن يوجد الإنسان.. أن يحيا الذي مات.. أن يصير هيكلاً لله" (1: 41). ودي تكرار لجملة إيريناؤس الشهيرة: "مجد الله أن يحيا الإنسان" (ضد الهرطقات 4: 20).
- نيجي لنقطة أخرى ونسأل: إيه الميكانزم اللي بيه تم كده؟ بيقول ق أثناسيوس جملة ايضًا في منتهى الروعة ويقول: "أخذ كإنسان ما كان له دائمًا كإله، وذلك لكي تصل إلينا عطية مثل هذه النعمة" (1: 41). وبكده يتحقق نعمة خلاص البشرية من خلال انتقال النعمة من خلال اللوغوس.
- وبالتالي رفعة جسد المسيح لتأليه الجسد. لرفعة ناسوته.. لرفعة الطبيعة البشرية.. لحسابنا إحنا.
- بيصل ق أثناسيوس أن الاريوسيين بيركزوا بلا جدوى على أداة الربط (لذلك).. لكنه بيقول شرح آخر للآية بيوصل لمعنى متطابق مع اللي فات.. وهو أن الآيات دي بتتكلم عن قيامته من الأموات.. فهو أذل نفسه حتى الموت كإنسان لكنه قام وتمجد كإله وبكده "القيامة والتمجيد يدومان فينا بالضرورة بسببه" (1: 41)
مزمور 45: 7، عب 1: 9،
"أَحْبَبْتَ الْبِرَّ وَأَبْغَضْتَ الإِثْمَ، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ مَسَحَكَ اللهُ إِلهُكَ بِدُهْنِ الابْتِهَاجِ أَكْثَرَ مِنْ رُفَقَائِكَ"
الأريوسيون ركزوا برضو على أداة الربط "من أجل ذلك"، واعتبروها نوع من المكافأة على أنه أحب البر وأبغض الأثم. لكن ده كمان بيعبر أن كان في إمكانه أنه يختار عكس كده، وبالتالي الابن له طبيعة متغيرة.
- نفس الشيء ق اثناسيوس بيقتبس بقية الآيات أي عدد 6 في المزمور علشان يقرأ النص في سياقه.. فبيلاقي أن الآية السابقة بتقول: "كُرْسِيُّكَ يَا اَللهُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. قَضِيبُ اسْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ" فبيلاحظ أن الأية بتقول أنه هو الله، فبيقول: "فهو هنا لا يُمسح لكي يصير إلهًا، لأنه كان إلهًا حتى قبل أن يُمسح.. بل إن هذا قد كُتب لأجلنا." (مقالة 1: 46). وبيقول تاني: "فهو كإنسان يُسمح بالروح وذلك حتى يبني فينا نحن البشر سكنى الروح وألفته تمامًا مثلما وهبنا الرفعة والقيامة" (46).
- بيقول ان نزول الروح عليه في الأردن ده من أجلنا "بسبب لبسه جسدنا" (47). "وهكذا لم يصر لترقية اللوغوس بل من أجل تقديسنا من جديد، ولكي نشترك في مسحته.. هو يتقدس "من حيث أنه صار إنسانًا"  والذي يتقدس هو جسده. فمن ذلك الجسد "بدأنا الحصول على المسحة والختم".
- بيلجأ إلى يو 15: 26 وبيقول هو اللي بيرسل المعزي! وهو هو أمس واليوم والى الأبد غير متغير (عب 13: 8) وبالتالي يقول ق أثناسيوس: "هو ذاته العاطي والآخذ: فهو يعطي كونه كلمة الله، ويأخذ كونه هو إنسان" وبالتالي ليس اللوغوس هو الذي ارتقى ولكن البشر اللي بياخدوا من اللوغوس علة وجودهم هما اللي يرتقون (48).
- بيوصل اثناسيوس إلى أنهم بيستخدموا تعبير "من أجل ذلك" تحقيقًا لرغباتهم الخاصة. فالنص لا يعني "أجر فضيلة.. بل السبب الذي من أجله نزل إلينا." (50)
- بالنسبة لموضوع أن الابن له طبيعة متغيرة: بيقول أثناسيوس بالعكس عبارة "أحببت البر وأبغضت الاثم" بتعبر عن ثباته وليس تغيره.. لأن الإنسان فقط ممكن يحب البر ثم بعد فترة ينقلب ويتغير.
عب 1: 4
"صَائِرًا أَعْظَمَ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ بِمِقْدَارِ مَا وَرِثَ اسْمًا أَفْضَلَ مِنْهُمْ"
الأريوسيون ركزوا على كلمتين: صائرًا وقالوا أن اللوغوس مخلوق أو مصنوع.. له بداية وجود. وكلمة أفضل.. وقالوا أنه من جوهر يشبه الملائكة.؟؟
- نفس الشيء في (1: 55) بيلجأ أثناسيوس إلى الأصحاح من أوله علشان يشوف السياق اللي وردت فيه الآية. وبيقول إن الآيات بتتكلم عن أن "خدمة الابن أفضل من الخدمة التي يقدمها العبيد (أو الخدام/ الملائكة أو الانبياء)"
- تاني حاجة أنه قال إن "كلمة أفضل لا تُذكر للمقارنة، بل بسبب اختلاف طبيعة الابن عن طبيعة الملائكة" (1: 54). و"لم يستعمل كلمة صائرًا عن جوهر اللوغوس، بل عن الخدمة الصائرة عنه.. تشير إلى خدمته والتدبير الذي صار فعلاً" (1: 61). يبقى يقصد الخدمة التي صارت بالتجسد.
- وبيجيب آيات من العهد القديم بتقول أن المرنم بيقول ليكن لي ملجأ أو صار لي ملجأ.. فهل هذا يعني "بداية وجود"؟! بالطبع لا.
وجاب آية "صار ضامنًا لعهد جديد".. وبالتالي لا تعني أن جوهر اللوغوس مخلوق.. بل يقصد الإحسان الصائر لنا بتأنسه. 
- بيلجأ إلى عب 1: 13، 14 "ثُمَّ لِمَنْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ قَطُّ: اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي" علشان يميز بين الابن والملايكة.. ده هو اللي خلق الملائكة اللي هي ارواح خادمة.. وبيذكر ايضًا عب 1: 6 عن ان الملائكة تسجد له. وبالتالي لما اتقال عن الابن أنه أفضل.. بقدر الفرق والاختلاف بين الابن والخادم.
- بيقول ق أثناسيوس حاجة غريبة جدًا.. أن "الابن نفسه لم يقل: أبي أفضل مني حتى لا يظن أحد أنه غريب عن طبيعة الآب بل قال أعظم مني." (1: 54).. تعبير غريب شوية.. 
- وبيجب آيات من شأنها تثبت أزلية الابن زي يو1: 1.. وعب 1: 10 والكلام على ان المخلوقات تبيد وأنت تبقى.. وده دليل على أزليته.
- وكمان لجأ إلى عب 2: 1- 2 وأنه اختص بمن يعصى اللوغوس بأعظم عقاب.. وده لا ينطبق على الملائكة.
عب 2: 3
"حَالَ كَوْنِهِ أَمِينًا لِلَّذِي أَقَامَهُ"
الأريوسيون شافوا أن تعبيرات زي أقامه، قناني، صنعه أو حتى خلقه.. كلها بتثبت أن الابن مخلوق له بداية بمشيئة الله.
- اثناسيوس بيحب يبدأ بالله كآب وليس كخالق.. ثم من خلال أبوته يستنتج أن آب من غير ابن يشبه: "النور الذي لا يضيء وكالنبع الجاف" (2: 2)
- بخصوص أنه مخلوق بالمشيئة بيقول ق أثناسيوس حاجة قوية جدًا: "لما لا يقرون بأن في الله شيء أعلى من المشيئة، ألا وهو الطبيعة الخصبة. وأن يكون أبًا لكلمته الذاتي؟" (2: 2).. يعني هو بيقول طبيعة الله الولودة أعلى وأسبق من مشيئة الخلق.
- كمان بيأكد أنه ميهمناش الألفاظ.. الألفاظ غير سابقة على جواهر الأشياء.. اتأكد الأول إن الجوهر مولود (مش مخلوق) ساعتها الألفاظ زي صنع وصار مش هتتفهم بالمعنى الحرفي. بل "صنع استخدمت ببساطة بدلاً من ولد"
- بيقولهم ابحثوا الأول إن كان ابن/ كلمة/ حكمة.. بعد كده مفيش مشكلة في المصطلحات..
- يجيب من العهد القديم قصة سليمان وأنه اتقال عنه أنه عبد لداود وهو ابن له.. "دعي سليمان عبدًا رغم كونه ابنًا"
- بيجيب شاهد ذكي جدًا عن حواء لما ولدت قايين قالت "اقتنيت لي رجلاً" .. قالت اقتنيت بدلا من ولدت.. "ولا يظن أحد أنها بسبب قولها اقتنيت أنها اشترت قايين من الخارج، أو أنها لم تلده من بطنها" (2: 4)
- بخصوص كلمة أقامه (صنعه) جاب بقية النص علشان السياق.. وسأل أمتى اتقال الكلام ده.. أمتى صار رسول.. امتى صار رئيس كهنة.. أمتى اقام الجسد.. "عندما اشترك هو نفسه في اللحم والدم" (2: 9). وبالتالي فهو "لا يشير إلى جوهر الكلمة ولا إلى ميلاده الطبيعي من الآب.. لكنه قال هذا لأنه أراد أن يظهر نزوله إلى البشر، ووظيفة رئاسة الكهنوت التي صارت" .
- بيجيب من جامعة 12: 14 إن الله هيحضر كل عمل إلى الدينونة.. وإن كان اللوغوس مخلوق "فأين تكون الدينونة إذن، إن كان الديان نفسه يدان؟" الابن هو الديان.. ولعله يشير إلى كلام المسيح في يو 5: 22.
- بالنسبة لكلمة أمين.. بيقول إن الكلمة دي جاية من مؤمن (يناسب البشر) وأمين (يناسب الله).. وبيجيب شواهد اتقال على الله نفسه أنه أمين زي تث 32: 4؛ 1كو 10: 3. وأمين بمعنى الحقيقي.. وانه معناها غير متغير سواء في وعوده أو في جوهره.
أع 2: 36
"اللهَ جَعَلَ يَسُوعَ هذَا، الَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمْ، رَبًّا وَمَسِيحًا"
برضو فهموا كلمة جعل زي صار.. تعني بداية لجوهر الابن المخلوق..
- في السياق بطرس بيتكلم بعدها على طول وبيقول "الذي صلبتموه أيضًا" وبالتالي بيتكلم عن تدبير التجسد. وبالتالي كلمة جعل ليست عن جوهر الكلمة بل على ناسوته (2: 12). ويتحداهم أنه لم يقل "جعله كلمته" بل "جعله ربًا".
- بيثبت أنه مبقاش رب بعد التجسد فقط.. وبيجيب من موسى اللي قال "أمطر الرب على سدوم وعمورة.." وعن داود "قال الرب لربي".. حيلة ذكية!
- "بافتدائه الكل بالصليب، قد صار رب الجميع وملكًا عليهم" ، "لا يريدون أن يقروا بأنَّ جعل تعني أظهر". يعني جعله ربًا معناها أظهر ربوبيته وارسله مسيحًا ليقدس الجميع بالروح. جعله ربًا ومسيحًا أي "جعله لكي يسود ويملك".
- بيجيب شاهد ذكي جدًا هو تك27: 37 عن ربنا بيقول لعيسو عن يعقوب "جعلته سيدًا عليك". هل الآية دي لا تعني بداية خلق يعقوب أو جوهره!؟ وإنما "سيادته على أخيه هي التي حدثت بعد ذلك"
- وبالتالي فإن كلام بطرس اللي اعترف اصلا أن المسيح ابن الله.. لم يقصد أن جوهر الكلمة مخلوق.. "لكنه يقصد بها ملكوته وسيادته التي تحققت وصارت فينا بحسب النعمة" (2: 18)
أم 8: 22
"الرب قناني أول طرقه لأجل أعماله" (سبعينية) لأن الترجمات العربية الحالية بتقول "من قبل أعماله" لكن ق أثناسيوس بيحاجج بناءً على أنها "لأجل أعماله"
ده أهم نص بيعتمد عليه الأريوسيون..
الأريوسيون كانوا بيلعبوا في الكلام وفي ردهم على البابا ألكسندروس قالوا ان الابن "مخلوق لكن ليس كأحد المخلوقات".. لكن اثناسيوس بيقولهم يإما يكون مخلوق أو خالق.. ومفيش احتمال تالث..
الأريوسيين قالوا فكرة أن يد الله تقيلة ومش هينفع تخلق مباشرة.. ولازم وسيط.. وبالتالي الآب خلق الابن..
- اثناسيوس قال الابن في هذه الحالة هيكون مخلوق برضو (لم تُحل المشكلة) ومينفعش "أحد المخلوقات يكون علة خالقة".. يعني مينفعش يكون خالق ومخلوق في نفس الوقت. وضرب مثل بالشمس وقال عمرك ماهتشوف الشمس خالقة لشيء تاني.
-  الكتاب المقدس بيتكلم في مواضع كتير عن الابن وليس عن المخلوق: مت 3: 17 "ابني الحبيب الذي به سررت"- مت 4: 11 الملائكة بتخدمه – عب 1: 6 الملايكه بتسجدله، وتوما بيقول "ربي وإلهي" – ومتنساش إن السجود لله وحده. (2: 22) "فهو ما كان ليُسجد له، أو تقال عنه تلك الأقوال لو أنه كان من بين المخلوقات"
- بخصوص يد الله الثقيلة.. والفجوة الكبيرة بين الخالق والمخلوق.. اريوس كان الحل بتاعه أنه يقول بمخلوق آخر من خارج الله.. لكن أثناسيوس كان الحل بتاعه من داخل الله؛ الابن يتنازل للخليقة.. محبة إلهية متنازلة. اثناسيوس بيقول  "لو قالوا أن الله يستنكف أن يخلق الاشياء.. فقد صنع الابن.. وسلم خلقة الاشياء للابن كمساعد.. فإن هذا غير لائق بالله، لأن الله ليس عنده كبرياء" وبيستشهد بجزء كبير من مت 6: 25- 30 عن زنابق الحقل وطيور السماء واهتمامه بأدق تفاصيل الخليقة زي شعرة الرأس.. هو بيعتني بيها أهو لأنه خالقها.
- لو في إمكانية أن الابن يُخلق من الآب.. يبقى نفس الإمكانية ممكنة لبقية المخلوقات..
- لو الابن مخلوق يبقى هو كمان محتاج لوسيط.. والوسيط محتاج لوسيط.. إلى ما لا نهاية "وبذلك يكون من المستحيل أن تقوم للخليقة قائمة" (2: 26)
- قالوا ان ربنا معتاد على قصة الوسيط دي .. موسى مثلاً ربنا استخدمه لخروج الشعب.. اثناسيوس قال موسى وسيط خدمة وليس وسيط خلق.. وفي فرق كبير. في كتير مرسلين للخدمة من الانبياء والملائكة.
- بعضهم قال ان الابن اكتسب الخلق بالتعلُّم.. أثناسيوس قال: الابن هو الحكمة، فكيف يكون حكمة "إن كان لايزال في حاجة إلى دروس؟ وماذا كان حاله قبل التعلم؟" (2: 28)
- اثناسيوس بيذكر يو 17: 5 "أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل" علشان يأكد ان عمل الخلق مشترك ومش متوقف وان الآب بيعمل ويخلق أيضًا مش بيستنكف من الخلق. في الآية "يُرى الآب عاملاً حتى بعد وجود الابن" وبالتالي حسب كلامكم الابن لا لزوم له.
- أثناسيوس بيقول انه لو الفكرة دي صح.. يبقى الابن جُعل لأجلنا.. يعني لم نخلق نحن لأجله بل هو خُلق لاجلنا.. وبالتالي هو مديون لينا وليس العكس. "لأنه خطط لوجوده بعد أن خطط لوجودنا" وده مش صحيح (2: 30). وبيقول شيء لافت جدًا.. "أنه حتى لو لم يستحسن الله أن يخلق المخلوقات، فالكلمة مع ذلك كان عند الله وكان الله فيه" (2: 31).
- أهم جزء هنا هو الاحتكام لليتورجيا (المعمودية). وبيسأل أثناسيوس ليه بنقول باسم الآب والابن.. لو الابن مخلوق يبقى "أية مشاركة هنا بين المخلوق والخالق"، "فليس باستطاعة مخلوق أن يقدم معونة لمخلوق آخر، حيث إن الجميع محتاجون لنعمة الله" (2: 41). وبيقول كده هيضيع على الاريوسيين سر المعمودية لأنه مفيهوش اي نعمة، "وليس فيها شيء يعين على التقوى". ليه؟ 
لأنهم بيعمدوا باسم خالق ومخلوق. حتى لو كانوا بيقولوا باسم الآب والابن بنفس الطريقة؟ أيوه لأن مت 28: 19 بتقول عمدوا وتلمذوا.. وبتربط الإيمان السليم بالتعليم السليم بالمعمودية السليمة.
- نقطة تانية بيقولها اثناسيوس أنه لو الابن مخلوق مش هيقدر يوحدنا مع الله "إذ يربطون أنفسهم بالمخلوق فلن ينالوا من المخلوق أية معونة. وإذ يؤمنون بمن هو مختلف عن الآب وغريب عن جوهره، فإنهم لن يتحدوا مع الآب طالما ليس لهم الابن الذاتي النابع منه بالطبيعة" (2: 42).
مبدأ اثناسيوس: "كيف يمكن لمخلوق أن يتحد بالخالق بواسطة مخلوق؟ لأن اي معونة يمكن أن يحصل عليها متماثلون من مماثليهم ماداموا هم أيضًا محتاجين إلى نفس المعونة".
مرة تانية: أم 8: 22
"الرب قناني أول طرقه لأجل أعماله

- أثناسيوس بيرجع مرة أخرى ويقول أن قناني أو خلقني لا يقصد به الولادة الأزلية وإنما تدبير التجسد.. وبيجيب أم 9: 1 "اَلْحِكْمَةُ بَنَتْ بَيْتَهَا" وقال ان البيت هنا هو الجسد اللي اتخذه الابن.
- مرة تانية بيحاول يجيب آيات فيها كلمة "يخلق" ولكنها بمعنى آخر. مز 51 قلبا نقيًا اخلق في مثلا. بيقول انه اكيد مش هيخلق قلب جديد لكن المقصود التجديد. وبيجيب شاهد ذكي جدًا هو أف 2: 15 بيتكلم عن المصالحة بين اليهود والأمم "لِكَيْ يَخْلُقَ الاثْنَيْنِ فِي نَفْسِهِ إِنْسَانًا وَاحِدًا جَدِيدًا، صَانِعًا سَلاَمًا".. ويخلق هنا معناها يجدد.. و"طالما الاثنين خُلقا فيه.. يكون من الملائم تمامًا أن يقول الرب خلقني" (2: 55).
- اثناسيوس بيقول إن "خلقني أول طرقه" تساوي "الآب هيأ لي جسدًا" (عب 10: 5). "فإذا سمعنا في الأمثال لفظ خلق فلا يجب أن نفهم ان الكلمة مخلوق حسب الطبيعة، بل أنه لبس الجسد المخلوق" (2: 47).
تفسير عبارة "من أجل الأعمال"

- أثناسيوس بيقول ان الكتاب بيقول "من أجل الأعمال" ومقالش "خلقني قبل الأعمال" (طبعًا عكس ترجمة فاندايك اللي بين إيدينا). ومقالش خلقني علشان أصنع الأعمال لأن كده هيعبر عن ولادته الأزلية.. وده مش صح. لكن أثناسيوس بيقول ان الأعمال كانت موجودة بالفعل وبالتالي كلمة خلق تعني خلق جسده في تدبير التجسد. يعني خُلق انسانًا حتى يجدد الأعمال. 


- حجة تانية.. بيقول طالما إحنا خُلقنا فيه يبقى ينفع يتقال عنه "خلقني". هو "تنازل وتحمل لقب المخلوقين، ولم يكن هذه لقبه الخاص" (2: 55، 56).
- حجة تالتة: أثناسيوس حط أم 8: 22 قدام أم 8: 25 اللي بتقول "لكنه قبل كل الجبال ولدني" (في الترجمات الحالية ولدني موجودة بس في اليسوعية وترجمة كتاب الحياة.. غير كده وجدتُ وأبدئتُ) وبيقول في حالة ولدني يبقى قبل الكل يعني ولادته الأزلية.. لكن في حالة خلقني هيشير إلى الأعمال والسبب اللي هو يخص التجسد. وبيقول إن أداة الربط "لكن" بتعطي حماية كافية للفظ خلق. و"قبل الكل" تعني أنه شيء آخر غير الكل وليس أول الكل.
تفسير عبارة "أول طرقه"

- في البداية أثناسيوس بيستشهد بكولوسي 1: 18 الذي هو البداءة، بكر من الأموات.. يبقى أول طرقه معناها أول طريق القيامة.. أو رأس الخليقة الجديدة (زي تعبير بكر كل خليقة). وبيقول عمر ما الكتاب ماهيقول "بكر الله أو الآب" وإنما هيقول "الابن الوحيد" من حيث علاقته بالآب.. لكن لفظة بكر دايمًا هتكون من حيث علاقته بالخليقة.
- هو بكر من الأموات، "لأن قيامة الموتى تنبع منه وتلي قيامته" (2: 63)، وبيستشهد ب عب 1: 6 "متى أدخل البكر إلى العالم". وبيقول إن "دخول البكر إلى العالم ساهم في تسميته بكر الكل.. من أجل تبني الجميع" (2: 65)
- نرجع تاني لأول طرقه.. بيقول إن الطريق الأول كان عن طريق آدم وقد ضعنا فيه وانحرفنا.. أما يسوع فقد "كرَّس لنا طريقًا حيًا حديثًا بالحجاب أي جسده" (عب 10: 20). دي مرة تانية بالضبط نظرية الانجماع الكلي اللي اتكلم عنها إيريناؤس وآخرون.
- بيضيف أثناسيوس حجج اخرى: زي أنه لو كان مخلوق مكنش هيلغي حكم الله ويبطل اللعنة. وكان يقدر بكلمة واحدة يلغي الحكم.. وكانت هتظهر قدرته في هذه الحالة لكن "الإنسان كان سيظل كما كان" (2: 69).
- حجة تانية: لو كان مخلوق كان هيئن مع بقية الخليقة ومحتاج انه يتحرر من عبودية الفساد. لكن الكتاب بيقول "إن حرركم الابن" وبالتالي يتضح انه ليس مخلوق بل الابن المولود الذاتي لله.
أم 8: 23 "أسسني قبل الدهر" ومش مترجمة كده في الترجمات الحالية.. فادايك مثلا "منذ الأزل مُسحت"

- أثناسيوس هيستخدم نفس الحجة الخاصة بأنها تتعلق بتدبير التجسد.. لكن العقبة المرة دي تعبير "قبل الدهر".. لكن أثناسيوس بيقول دي متزعجناش خالص. وبيستشهد ب 1كو 3: 11، 1كو 3: 10.. وبيقول صحيح النعمة دي ظهرت بالتجسد.. لكن النعمة دي قد أعدت قبل أن يخلقنا بل حتى قبل أن يخلق العالم. والسبب في هذا صالح مذهل. "فلم يكن من اللائق أن يفكر الله بخصوصنا بعد أن خلقنا لكي لا يظهر أنه يجهل الأمور التي تتعلق بنا" (2: 75).
وبيستشهد ب 1تي1: 8 -10 وكلام عن القصد والنعمة، وأف 1: 3- 5 عن اختيارنا في المسيح من قبل تأسيس العالم. "كيف سبق فعيننا للتبني قبل أن يخلق البشر إن لم يكن الابن نفسه قد تأسس قبل الدهور آخذًا على عاتقه تدبير خلاصنا؟" (2: 76).
"كيف حصلنا على النعمة قبل الأزمنة بينما لم يكن قد خلقنا بعد... لو أن النعمة التي وصلت إلينا لم تكن مودعة في المسيح" علشان كده نفهم آية "رثوا الملك المعد لكم من قبل تأسيس العالم"، "لأن الإرادة والتخطيط قد أعدا منذ الأزل، أما العمل (التنفيذ) فقد تحقق عندما استدعت الحاجة وجاء المخلص إلى العالم" (2: 77).