الأربعاء، 16 يناير 2019

الحركة الآبائية المُحدثة Neo Patristic Movement


الحركة الآبائية المُحدثة[1]

هي حركة أرثوذكسية بدأت في القرن العشرين وضمت مجموعة من اللاهوتيين اللي دافعوا عن ضرورة عودة اللاهوت الشرقي للآباء والتحرر من شباك اللاهوت المدرسي الاسكولاستيكي. ارتبطت الحركة باسم اللاهوتي الشهير جورج فلوروفسكي (الصورة المرفقة)، اللي أدرك أهمية استقلال الفكر الأرثوذكسي عن اللاهوت الغربي، بالاعتماد على فكر الآباء- مش باقتباس كتاباتهم بقدر اقتباس ذهنيتهم أو عقليتهم.[2] (فيما بعد هيجي جون مايندورف بينادي بفكرة التوليف Synthesis بين الفكر الحديث والتقليد الآبائي- وهو صاحب تأثير كبير في هذه الحركة وبيعتبروه مع فلورفسكي المؤسس المشارك للحركة).
شارك الفكرة دي مع فلوروفسكي زملائه فلاديمير لوسكي، وديمتريو استانيولاي. وسيطرت أفكارهم في النص الثاني من القرن العشرين. الفكرة أن لا أحد يستطيع أن يغفل الاسهامات المهمة للحركة الآبائية المحدثة (رجعت مثلاً الاهتمام بفكر الآباء كتقليد حي مش أفكار عتيقة أكل عليها الزمن وشرب)، لكن في نفس الوقت لا نستطيع أن نغفل أن مبالغة الحركة في تأكيدها على ضرورة تحرير الفكر الأرثوذكسي من اللاهوت الغربي المدرسي، وإصرارها على منهجية تقوم على الفسلفة اليونانية فقط، ده خلى بعض الدوائر تشعر في نفسها بالفوقية والزهو، وفي نفس الوقت الانعزالية، مع التشكك في كل ما يأتي من ناحية الغرب. والواضح أن ده أدى إلى تقلص دور الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية في الحوار المسكوني.
مع أن فلوروفسكي نفسه بيقول أنه ”القطيعة مع الغرب لن تؤدي إلى تحرر حقيقي“.[3] وفلاديمير لوسكي بيأكد أنه هو شخصيًا ”متغرب“ ومتجذر في الثقافة الغربية.[4]  والجدير بالإشارة أن فلورفسكي ولوسكي عملوا علاقات جيدة جدًا مع دارسين كاثوليك فرنسيين زي هنري دي لوباك وجان دانيلو. وكلا الفريقين ناضلوا من أجل تنحية اللاهوت المدرسي لكنهم لم يرفضوا اللاهوت الغربي جملةً وتفصيلاً.
ديمتريو ستانيولاي مثلاً ستجده مستعد للتعلُّم من نظرائه من الكنائس الأخرى وإدماج أفكار غير أرثوذكسية في فكره اللاهوتي. على سبيل المثال، فكرة الروح القدس كرابطة حب أزلية بين الآب والابن.[5]
من مقال آخر:[6]   
جورج فلورفسكي مثلاً ادعى أن المسيحية نشأت هلينية. لكن التعميم ده مش صحيح. في دراسات حول بقية كتاب العهد الجديد بخلاف بولس ومدى تأثرهم بالفلسفة والثقافة الهلينية. وحتى وإن كان أهم كتابات الآباء هي للآباء اليونانيين لكن لا نستطيع إغفال إسهامات آباء لاتين زي أغسطينوس أو سريان زي مار إفرام.
كريستوس ياناريس مثلاً: في كلمة ليه في افتتاح كلية لاهوت اسمها (Holy Cross)[7] بيتكلم عن ”الغيوريين“ (Zealots)- غيوري هذا العصر- في دفاعهم المتزمت عن الأرثوذكسية. وبيفكرهم أن رفضهم للعمل المسكوني، وفي نظرتهم للمسيحيين الأرثوذكس بأنهم هالكين، فهم يعكسون نفس ”الفرادنية الغربية“ التي رفضوها باستماتة. وبيقولهم أن زماننا الحالي يختلف عن زمن الانشقاق الكبير الثاني بين الشرق والغرب (1054 م)، وأن المسيحيين كلهم دلوقت متأثرين بالثقافة الغربية بشكل أو بآخر، ولازم النقد يشمل أيضًا المسيحية الشرقية.  


[2] G. Florovsky, “St. Gregory Palamas and the Tradition of the Fathers,” pp. 109 and 113.
[3] The Ways of Russian Theology, vol. II, pp. 301 and 303.
[4] V. Lossky, Seven Days on the Roads of France: June 1940, pp. 96 and 98.
[5] Theology and the Church, pp. 11-44.

هناك 3 تعليقات:

  1. عاوز أكلمك وأتعرف عليك شخصيا أنت ممتاز

    ردحذف
  2. أنا جرجس يوسف صيدلي ومترجم ومعني بالآبائيات والحركة الارثوذكسية الأصيلة والهوية القبطية المسيحية يا ريت نلتقي حتى ولو بالهاتف

    ردحذف
  3. ده حساب الفيسبوك بتاعي
    https://www.facebook.com/adel.zekri.7

    ردحذف