الأحد، 16 يوليو 2017

تاريخ الهرمنيوطيقا الكتابية-5




القديس أغسطينوس (354- 430م): بدأ حياته مؤمنًا بالحركة المانوية، والتي كانت تهاجم فكرة التجسيم ونسب صفات بشرية لله، حتى وجد أغسطينوس صعوبة في فهم العهد القديم، حتى حُلت هذه الصعوبة عندما سمع القديس أمبروز يعظ في كاتدرائية ميلان في إيطاليا مقتبسًا (2كو3: 6): "الْحَرْفَ يَقْتُلُ وَلكِنَّ الرُّوحَ يُحْيِيمما جعل أغسطينوس يقبل التفسير الرمزي لحل مشكلاته مع العهد القديم.  قدّم أيضًا نظرية رباعية قريبة من النظرية التي طورها يوحنا كاسيان،  وقد سادت في العصور الوسطى، وهي كالتالي:

-        معنى تاريخي  historical
-        معني تعليلي etiological
-        معنى رمزي allegorical
-        معنى قياسي analogical 

وضع أغسطينوس عدة قواعد يجب مراعاتها في التفسير، وهي كالتالي[1]:

1-   لابد أن يملك المفسّر إيمانًا مسيحيًا صادقًا.
2-   يجب أن يُعطى المعنى التاريخي الحرفي اعتبارًا كبيرًا.
3-   النص الكتابي له أكثر من معنى، ولهذا فإن أسلوب التفسير الرمزي يمثل طريقة صحيحة.
4-   هناك دلائل متأصلة في الأرقام الواردة في الكتاب المقدس.
5-   العهد القديم هو كتاب مسيحي لأن صورة المسيح في كل أسفاره.
6-   إن مهمة المفسر هو فهم معنى الكاتب، وليس أن يضفي المعنى الذي يفهمه هو على النص.
7-   لابد أن يرجع الشارح إلى الإيمان الأرثوذكسي السليم.
8-   يجب أن تُدرس الآية في سياقها، وليس في معزل عن الآيات التي حولها.
9-   الروح القدس ليس بديلاً عن ضرورة تعلُّم فهم النص الكتابي. يجب على المفسر أن يتعلم العبرية واليونانية والجغرافيا وموضوعات أخرى.
10-                       إذا كان معنى النص غير واضح، فليس في النص شيء يهم الإيمان الأرثوذكسي.
11-                       النص الغامض يجب أن يُحال إلى النص الواضح.
12-                       يجب أن يراعي الشارح أن الإعلان الإلهي متدرج.  



[1] Henry A. Virkler, Hermeneutics: Principles and Processes of Biblical Interpretation, Baker Academic, p. 54.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق