الاثنين، 28 يناير 2019

عن الكهنوت- ق يوحنا ذهبي الفم (ج1)


عن الكهنوت
النص ده اترجم مرتين..

الأولى بواسطة أبونا تادرس يعقوب في الكتاب ده
والثانية في الكتاب ده
من إصدارات منشورات النور..

بيحكي ذهبي الفم عن صديق له ويقول ”لم نكن لنتفارق أبدًا.. أخذنا العلم على نفس المعلمين“. وبيقول كانت ظروفهم حتى الاقتصادية والفكرية متقاربة أيضًا. وبيقول إنه ترهب.. وأنا مازلت مشدودًا بالأرض (ص37) بقيت الصداقة وفقدت العمق.. والسبب: ”عندما تختلف الاهتمامات.. يصعب أن توجد حياة مشتركة“ (38). كان ذهبي الفم محامي وبيروح مسارح لكنه صديقه وجه عقله نحو الرهبنة. حاول صديقه يقنعه بالرهبنة، لكن أمه لمّا عرفت بنواياه احضرته لغرفة نومها.. وقالتله أن أبوه تركها وهو طفل.. لكنه بيقول حاجة غريبة ”انفتحت عيني لتبصر لأول مرة نور الوجود“ وقالته كلام أزعجه جدًا.. وقالتله إن التزامات تربية الصبيان أصعب من البنات! ومردتش ادّخل راجل غريب في بيت أبيك- ”اجتزت وحدي أتون الترمل“ ولكن ”العناية الإلهية لم تتخلَّ عني“ (ص39).. لكن اللي كان بيبصرني وجهك أنت.. صورة أبوك إللي فقدته. وصرفت عليك من جيبي ولم ألمس تركة أبوك.. واترجته ”لا تذيقني الترمل ثانية“ انتظر رحيلي من هذا العالم (40). وبعد كده سافر حيث شئت.. ”ارم نفسك في بحر اختيارك“.
جات فرصة أن يترسم ذهبي الفم وصاحبه- حاول ذهبي الفم يقوله مش وقته ولا داعي للتعجل.. وفي النهاية اترسم صاحبه لكن يوحنا لم يحضر إلى الكنيسة. صديقه صعب عليه.. وبكي.. لكن بعد شوية قال ليوحنا.. اضحك زي ماء أنت عاوز -أنت كسرت صداقتنا- وأنت أحرجتنا حتى قدام الناس اللي انتخبونا.. زمانهم بيقولوا إحنا شوية أحداث.. أنت خدعتني وخنتني.. وأنا غلطان اللي باعتبك أصلاً. للأسف أنا كنت فاكر صداقتنا قوية.. لكن طلعت مريضة. مين دلوقت يعزيني؟ مين دلوقت أفتحله قلبي؟!
راح ذهبي الفم يقوله هدي نفسك شوية.. أنا هأقولك عملت كده ليه.. أزعل قوى إنك تتهمني بقلة الوفاء وأني كفرت بصداقتنا (ص45). أنا عملت كده لمصلحتك.. والخدعه مباحة في الحرب.. (المناورة) أو الخدعة في الحرب ممدوحة جدًا؛ لأنها بتوفر خسائر في المال والرجال، والخدعة مباحة أيضًا في حالة الزوج مع امرأته.. ومع الأولاد والصديق يعني (في مجال العلاقات). وجاب أمثلة زي ميكال اللي انقذت داود وخدعت أبيها.. ويوناثان عمل نفس الحكاية (ص47).[1]
صديقه بيقوله ده لا ينطبق على حالتنا.. فيوحنا بيقوله ”الخدعة جائزة الاستعمال لا في الحروب ومع الأعداء فقط، بل مع الذين هم أحب الناس إلينا“ الخدعة مهمة ”شريطة أن تُستخدم في مقصد نبيل ومفيد“. وفي هذه الحالة لا تسمى خدعة، بل فطانة وحُسن تصرف" صديقه بيقوله.. إذن مع هو القصد / أو المنفعة.
المقالة الثانية:
المنفعة.. أنك بقيت راعي ترعى خراف ربنا يسوع اللي اشتراها بدمه.. دي وظيفة رسولية. والصوم والصلاة والنسك أمر سهل لكن ”عندما تكون القضية، قضية إدارة الكنيسة وقيادة النفوس، فهذه مهمة عظيمة“، وبيقارن بين الراعي (للأغنام) والكاهن.. وبيقول الحرامية أهم حاجة عندهم القطيع.. لكن الشيطان في حالة الكاهن عاوزة يقضي عليه هو الأول.. علاج الأغنام أسهل من علاج النفوس ”لأن لا أحد يعرف الإنسان إلى روح الإنسان الذي فيه“ وبعدين بيقول ”ليس في المسيحية إكراه للمرء على إصلاح نفسه“ وده عكس السلطات المدنية.. اللي من حقها الردع واستخدام القوة. ”ليس لنا سوى وسيلة الإقناع، ”شفاء المريض بالقوة هو أمر مستحيل“ في نفس الوقت بلاش تساهل أو قسوة، بل يجب مراعاة حالة الخاطئ.. ”حتى لا يزاد الفتق من حيث يراد رتقه“.. ممكن التعنيف الشديد يفقده الحياء. لذا يحتاج الكاهن دائمًا إلى وضوح الرؤية والتمييز.
ذهبي الفم بيقول: ”الناسك لا يعمل إلا لنفسه، أما الكاهن فيعمل لأجل الشعب كله.“ وبعدين يقول خدمة النفوس شاهد على محبتنا للمسيح. فيقوله صديقه.. وأنت مش بتحب المسيح برضه؟ فيجيبه: طبعًا بحبه جدًا.. لكن خايف أسيئ خدمة من أحبه. فيقوله صديقه: ما السر؟ أنا مش فاهم! فيقول يوحنا: أنا أشك في كفاءتي لهذه الوظيفة. قاله أنا أتاكدت دلوقت أكثر من خيانك لصداقتنا. لأنه لو كلامك صح.. والكهنوت مسؤولية ثقيلة..كنت نصحتني وأبعدتني عنه.. لكن أنت شفت مصلحتك أنت بس.. ويقوله صديقه: ما أنت عارفني بخاف وبرتبك.. وكنت بتسخر مني أحيانًا.
ذهبي الفم يقوله: ده كان هزار صدقني.. لكن أنا هثبتلك من أعمالك وكلامك.. أن ده تواضع منك.. أنت فيك المحبة اللي قال عليها المسيح.. ويذكره بموقف أظهر فيه محبة باذلة وخلّص واحد بريء من المحكمة بشجاعته. فيقوله صديقه: طب هل المحبة بس كافية لخلاص النفوس؟ يقول يوحنا: هي أهم من كل شيء.. لكن أنت كمان عندك حكمة.. يقوله صديقه: كيف نرد على إهانة الناخبين اللي رشحونا للكهنوت؟ يقوله: أهم حاجة ربنا وبيحكي عن المعايير الغلط في اختيار الكهنة. فمثلاً يقول: ”لا يجب أن يمنع الكهنوت عن حديث السن مطلقًا، بل عن حديث الإيمان، غير المجرب، وبين الاثنين هوة كبيرة وفرق عظيم.
المقالة الثالثة:
وبيقوله عندما تنجلي الحقيقية ستختفي الاتهامات. الكهنوت وظيفة ملائكية. وبيوصف مشهد التناول.. وبيقارن بمشهد إيليا على جبل الكرمل، لكن في القداس الكاهن مش بيستدعي نار لكن الروح القدس. ده يُرى بعين الإيمان. سلطان الربط والحل لم يُعط للملائكة، وبيقول إن عظماء العالم عندهم سلطان الربط والحل لكن على الأجساد فقط. ”ما يقرره الكاهن على الأرض يُقرَّر في السماء“ وكرامتهم من كرامة المسيح اللي أعطاهم هذا السلطان. بيتكلم على أننا بنتناول من إيده ”فكيف لنا أن نجتنب نار جهنم.. بدون الكاهن؟“ إحنا اتولدنا روحيًا على إيديهم للحياة أبدية. الكاهن كمان بيصالحنا مع الله.
ثم يقول ”إذا أوليت مقاليد الأمور في الدولة إلى رجل ليست فيه كفاءة واستقامة.. تكون النتيجة السير بالبلاد إلى الخراب“ فماذا عن إدارة أمر كنيسة المسيح. وبيقول إنه لا يستحق عمل الكهنوت زي اسكافي أو حداد كُلف بقيادة حملة عسكرية. وزي واحد بيقوله: خُذ السفينة دي بركابها وبضايعها وقودها.. فما بالك بهلاك النفوس مش في بحر وإنما في أعماق جهنم. ”إنني أعرف نفسي. أعرف ضعفها وحقارتها، كما أني أعرف عظمة الكاهن ومصاعب وظيفته“ (ص67).
بيقول ذهبي الفم إن أول صخرة بيصطدم بيها الكاهن هي محبة المجد الباطل اللي هي أخطر من السيرين ودي ”سمكة بحرية تجتذب المسافرين بصيفرها الجميل لتبتلعهم“(ص67). وبيقول إن اضطراب الكنيسة سببه.. ”اختيار الكهنة أو أساقفة دون معرفة تامة بأنفسهم، ودون معرفة للناس بهم“ (ص69). بيوصف فساد كثير متعلق بالكهنوت في بلده .. ومحسوبيات وشهوة للأسقفية وصلة القرابة، ومن أحسن تملق الناس وخداعهم، وبيقول ”إن اشتهاء الكهنوت شقاء“(ص70).
يجب أن يكون للكاهن ألف عين ليرى كل ما حوله“ (ص71)، و”لا سبيل لإخفاء عيوب الكاهن. فإن أصغر هفواته تنتشر بسرعة أمام عيون الملأ“، وقالك ”إن الناس لا يقيسون الهفوة بنسبة فظاعتها، بل بنسبة قيمة الشخص الذي ارتكبها“ (ص74). والناس هتفضل فكراله أخطاؤه، الناس عايزه تشوف في الكاهن ”ملاكًا انعتق من كل ضعف بشريًا“ (ص74). بيقول الكاهن مينفعش يبقى غضوب. الإنسان الغضوب الأفضل ما يصاحبش كثير (2 أو 3 بس).. علشان نبعد الوقود من النار. كل ده خلاه يقول إنه يجب أن ”نختار للكهنوت النفوس التي لا تتغيّر، زي الفتية الثلاثة..“ لأن الكاهن برده بيدخل في أتون أصعب.. حتى التقوى بس مش كفاية، لازم معاها حسن الإدارة. وبيتكلم عن رهبان كانوا كويسين في الدير وفشلوا في المجتمع. والشعر الأبيض مش معيار للترقي في الكهنوت.. ده في ناس بيرسموهم كهنة علشان خايفين منهم!
بيقول سبب اضطراب الكنيسة:كهنوت في يد غير نقية أو في يد ضعيفة. الأولى تدنس قداسته، والثانية تعجز عن تحمل مسؤولية (ص77). ”إن أبناء المسيحية يلحقون من الشر بالكنيسة أكثر من خصومها“ (ص78). حتى خدمة التوزيع بدون تمييز تجلب متاعب كثيرة (ص80). يعدد ذهبي الفم مصاعب الكهنوت.. من اهتمام بالأرامل، والحفاظ على العذارى، والناس ضعاف النفوس اللي دايمًا بينتقدوا.. والحزن اللي هيشعر بيه لو اضطر يقطع حد من شركة الكنيسة.


[1] بالمناسبة في تشابه مع حديث شريف بيقول إن الخدعة/ الكذب مباح في ثلاثة مواقف: الحرب، والزوج وزوجته، وفي العلاقات بغرض الصلح بين الناس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق