الاثنين، 20 نوفمبر 2017

حوار نصف الليل

التوقيت: بعد الساعة الواحدة بعد منتصف الليل.
المكان: subcomment  على بوست أحد الأصدقاء.
 الهدف: كان عندي أرق.. ومش قادر أنام.. فحصل الحوار التالي بالصدفة.. (المهم أني قررت أستعمل نفس أسلوب التشكيك الذي يتبعه بعض الأحباء.)
أمنية قلبي: يا جماعة قبل ما تنتهج أسلوب في التشكيك أو مهاجمة فكرة مش عجباك لغرض ما في نفسك.. طبق نفس المعايير على أفكارك أنت.. حتى تكون أمينًا مع نفسك.
إليكم الحوار كما هو بتعديلات بسيطة للغاية:
--------------------
عادل (ردًا على صديق): بس أنت عارف أن لوقا مؤرخ.. يعني الطبيعي ان تكون القصة دي حرفية (أقصد حنانيا وسفيرة(.
هاني: إيه هي الأعمال التاريخية الأخرى للوقا؟
عادل: متزعلش.. تتبع (لوقا) منهج كتابة التاريخ.. في لوقا والأعمال.. كده كويس؟
هاني : آه. المقدمة بتقول انه تأريخ. هتفرق بقا لوقا وللا غيره ؟ ثم مين لوقا دا اصلا
مينا: عندك دليل إن لوقا كتبه أصلاً؟
عادل (ردًا على مينا): عندك أنت دليل إن لوقا مكتبوش؟
هاني : الدنيا مبتمشيش كدا. البينة على من ادعى .بس هتفرق إيه اسم الكاتب؟
عادل: أنا يا سيدي مطمئن قلبي إن لوقا هو اللي كتبه .. انت اللي شككت؟
هاني: ربنا يزيد قلبك اطمئنان.
عادل: شكرًا على الدعاء
عادل: عندك معلومة مين اللي كتب السفر .. لو مكنش لوقا هو اللي كتبه؟
هاني: اللى كتبه واحد اسمه كالستوس من بيرية. (لايك من مينا)
عادل: يالا فيدنا وقولنا مين الأخ (كاليستوس) ده .. وليه بتظن انه هو اللي كتب؟
هاني: دا كان معاصر للتلاميذ وشاف كل حاجة.كل اصحابي مطمئن قلبهم ان كالستوس هو اللى كتب انجيل لوقا.
عادل: أنت اتريقت على موضوع قلبي مطمئن ده.. لا تنهَ عن خُلق وتأتي بمثله!
مينا: تعريف كتبة الأناجيل الأربعه جاء في القرن التاني...لوقا اتكتب سنه ٨٠ (في الرينج ده...)
عادل (ردًا على مينا): دي مش إجابة .. أنت شككت في لوقا .. قول أنت مين اللي كتبه؟
هاني: أنا معروف وسط اصحابي إنى قديس وجاد لا أعرف السخرية
عادل: أنت بتشتت الحوار ليه؟
مينا: الكاتب غير معروف....أنا لا أعرفه... هو في رأيي في الأغلب شخص يوناني ولوقا لغته معقدة بعض الشيء.. يبقي كل الي اقدر اقوله انه يوناني علي معرفة جيدة بها (طبعا ده رأيي الشخصي)
عادل: طيب أنت عاوزني آخد برأيك الشخصي؟
هاني: الأناجيل نُسبت لأشخاص عرفا/ اصطلاحا. ميفرقش مع أى حد مين اللى كتبها.
عادل: يا أخ هاني .. أنت اللي شككت .. ترجع تقول ميفرقش .. طب ليه اتكلمت من الأول؟
هاني: حاضر مش هتكلم.
عادل: أنت طبعا حر .. بس يعني متفتكرش إنك كل ما هاتشكك في فكرة معينة .. إن أنا هجري وراك واتبنى آراءك.
مينا: رأيي الشخصي من جهة انه يوناني، اما من جهة انه غير معروف فده رأي المجتمع العلمي.
عادل: مين المجتمع العلمي ده؟
مينا: أول مصادر سمت انجيل لوقا بالاسم ده كانت في القرن التاني.
عادل: طب ما كويس القرن الثاني .. يعني حوالي ٤٠ سنة من كتابة السفر .. زي الفل .. جيل واحد .. قشطة!
مينا: الدنيا مبتمشيش كده، العادي في الوقت ده كان ان حد يكتب بيوجروفي لحد وينسب كاتبها لحد معروف... اللي يخليك تصدق إن لوقا كاتب انجيل لوقا يبقي صدق نفس الكلام عن انجيل توما.
عادل: تدرس كل حالة بحالتها .. الأدب الرؤيوي كان بينسبوا الاعمال لشخصيات زي أخنوخ .. لكن يوحنا في العمل الرؤيوي بتاعه ذكر اسمه بوضوح.
عادل: ها يا شباب .. في أي اعتراض تاني ؟؟؟
عادل: يا أستاذ هاني .. أتكلم براحتك .. يا لا أتكلم .. قولي ايه بتعترض عليه تاني..
هاني: أنا معترض إن الروح نزل في المعمودية على هيئة حمامة. ليه مش حصان أو كلب ؟
عادل: وليه مش حمامة؟
هاني: كفايةكدا. أنا فعلاً سلمت بضعف قدرتى على إقناعك.
عادل: لا .. لِسَّه .. أنت عندك كتير..
مينا: المسيحيه خرافات و حواديت... ولازال البعض يستميت في الدفاع عنها.
عادل: طب ليه متقولش إنك شخصيًا مصدق خرافة وبتستميت في الدفاع عنها. ؟؟؟
مينا: زي؟
عادل: الكومنت اللي فات على طول.
 مينا: مش فاهم قصدك.

عادل: المسيحيه خرافات و حواديت... ولازال البعض يستميت في الدفاع عنها.. (ليه معتبرش إن دي خرافة وأنت بتستميت في الدفاع عنها؟؟؟

الاثنين، 6 نوفمبر 2017

موجز نظريات أصل النفس

هناك 3 نظريات أساسية عن أصل النفس وكيفية اتصالها بالجسد. وهي كالتالي:
1- نظرية الوجود السابق (Pre-existence): مستمدة من الفلسفة الأفلاطونية، وتقول بأن النفوس كلها مخلوقة بشكل مسبق، ثم تنزل في الأجساد، غالبًا كفترة عقوبة على خطايا سابقة. البعض يقول إن النفوس خُلقت مع خلق السموات والأرض. تبنى هذه النظرية أوريجانوس، وإن كان البعض بينفيها عنه. إشكالية: هذه النظرية لا تؤكد على وحدانية الجنس البشري.. مقارنة بالنظريات التالية.

2- نظرية الخلق (creationism): النظرية دي باختصار تقول إن الله يخلق الأجساد بشكل غير مباشر في عملية طبيعية عن طريق الوالدين، أما النفس فيخلقها هو بشكل فائق للطبيعة بشكل مباشر مع كل طفل يُحبل به دون واسطة من الوالدين. (ربما في لحظة الإخصاب.. أو في مرحلة لاحقة زي توما الأكويني مثلاً بيقول إن النفس بتخلق بعد 40 يوم من الإخصاب في حالة الصبي، و90 يوم في حالة الصبية.) المهم، تبنى نظرية الخلق المباشر (في لحظة الإخصاب) معظم الآباء اليونانيين ومعاهم أمبروسيوس، وجيروم، وتوما الأكويني، وكالفن.
إشكالية النظرية دي إن النفس بتُخلق جديدة من الله.. فكيف يطالها فساد آدم وحواء. ولو خُلقت بفساد طبيعي، هيكون الله هو المسؤول عن هذا. كده يبقى ربنا خلق حاجة فاسدة من الأول!
مناصرو هذه النظرية بيعتمدوا على أنه في قصة الخلق، كان في تمييز بين خلق الجسد، وخلق النفس بالنفخة. ويعتمدون مثلاً على عبرانيين 12: 9 ”قَدْ كَانَ لَنَا آبَاءُ أَجْسَادِنَا مُؤَدِّبِينَ، وَكُنَّا نَهَابُهُمْ. أَفَلاَ نَخْضَعُ بِالأَوْلَى جِدًّا لأَبِي الأَرْوَاحِ، فَنَحْيَا؟“ الآية بتميز بين آباء الأجساد، والله أبو الأرواح. طبعًا ده تفسير. وآيات زي ”نَسَجْتَنِي فِي بَطْنِ أُمِّي.“ (مز 139: 13). وآية من زكريا بتقول عن الله ”جَابِلُ رُوحِ الإِنْسَانِ فِي دَاخِلِهِ.“ (زك 12: 1) الإشكالية التانية، لم يُذكر أن الله نفخ في حواء.. مثلما فعل في آدم؟؟

3- نظرية الانتقال (Traducianism): النظرية دي بتقول إن النفس بتتشكل من بذرة الوالدين (البويضة والسائل المنوي)، وكده معناه إن النفس والجسد مولودين، بواسطة الوالدين. الكلمة traducian من الكلمة اللاتينية tradux ومعناها فرع من شجرة. يعني نفس الجنين بتتفرع من الأصل (الأب والأم). تبنى هذه النظرية العلامة ترتليان، ومارتن لوثر.
مناصرو هذه النظرية اعتمدوا هما كمان على رسالة العبرانيين في سياق الحديث عن لاوي قال كاتب رسالة العبرانيين ”كَانَ بَعْدُ فِي صُلْبِ أَبِيهِ حِينَ اسْتَقْبَلَهُ مَلْكِي صَادَقَ“ (عب 7: 10). وبيعتمدوا على فكرة أن الله استراح من الخلق في اليوم السابع، وأنه خلق نفس آدم، ومنها كل البشرية بعد كده. لكن المسيح قال، في موقف متعلق بالسبت ”أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى الآنَ وَأَنَا أَعْمَلُ.“ (يو 5: 17).
النظرية بتؤيد فكرة التناظر والوحدة بين النسل البشري كله، وبتقدم تفسير طبيعي بيولوجي جيني لوراثة الخطية (في إشكاليات في الفكرة دي أيضًا). وهنا نيجي لموقف القديس أغسطينوس اللي قال إنه عاجز عن اتخاذ قرار في المسألة دي. وكان بيتأرجح بين نظرية الخلق ونظرية الانتقال. تخوّف أغسطينوس من نظرية الانتقال لسببين: 1- أنه بتعطي الوالدين القدرة على خلق نفس خالدة (كتير عليهم بصراحة)، 2- أن نظرية الانتقال بتعطي انطباع بأن النفس مادية تُنقل بالولادة الطبيعة. (وطبعًا النفس من جوهر غير مادي). النفس جوهرها بسيط وغير مركب. مش هينفع تتقسم بين الأب والطفل (لأنها غير قابلة للانقسام).. فضلاً أنها مش هينفع ناخد جزء من الأم وجزء تاني من الأب (لأنها غير قابلة للتركيب).

بالرغم أن نظرية الانتقال بتقدم شرح واقعي أكتر لوراثة الخطية، لكن هتقابل إشكالية إن الخطية ليس لها جوهر ينتقل بالولادة، ومن ناحية تانية هيكون الزواج ليس وسيلة بركة وإثمار، بل لعنة وانتشار الخطية! طب إزاي نفسر وراثة الخطية في ضوء نظرية الخلق اللي يبدو فيها أن الله بيخلق نفس كل إنسان بشكل مستقل؟ الحل الأمثل، اللي شرحة كثير من الآباء، وعلى رأسهم ق أثناسيوس، إن الإنسان بطبعه فاسد وقابل للانحلال والموت لأنه مخلوق من العدم. وأنه في جنه عدن كان الخلود وعدم الفساد مُعطى له على سبيل نعمة، كانت ستستمر له بشرط الطاعة، ولكن مع العصيان فقد هذه النعمة. وكل حاجة رجعت لأصلها.. بس.