الخميس، 13 يوليو 2017

تاريخ الهرمنيوطيقا الكتابية-4

هرمنيوطيقا آباء الأسكندرية وآباء أنطاكية
إكليمنضس الأسكندري (155- 216 م) تأثر بالمدرسة الرمزية لفيلون في الأسكندرية والفلسفة الأفلاطونية أيضًا، وقال إن أي نص قد يحمل 5 معاني: 1- تاريخي (في قصص الكتاب المقدس)، 2- عقيدي: أي تعاليم أخلاقية ولاهوتية، 3- نبوي، 4- فلسفي (رموز في أشخاص تاريخيين مثل سارة التي ترمز للحكمة الحقيقية وهاجر التي ترمز لحكمة الفلسفة الوثنية)، 5- معنى سري أو روحاني أو صوفي (Mystical). وكان يؤكد أن هذا المعنى السري مستتر ومخفي وراء المعنى الحرفي:
-        علّم بأن تحريم أكل الخنزير والعقاب والنسر والغراب (لا11: 7- 9) يرمز إلى شهوة الأكل والظلم والسرقة والجشع.
-        في إشباع الخمسة آلاف (لو9: 10-17) يشبه السمكتان بالفلسفة اليونانية.
-        في مثل الابن الضال (لو 15: 11-32) الثوب يرمز إلى عدم الموت، والحذاء إلى التقدم الروحي، والعجل المسمن إلى المسيح مصدر شبع المؤمنين.
أوريجانوس (185- 254م).. تلك الشخصية العملاقة. ألَّف السداسية Hexapla وهي ستة أعمدة متقابلة تحتوي النص العبري مع 5 ترجمات أخرى. وألّف العديد من التفسيرات والعظات. يؤكد أوريجانوس على أن النص الكتابي مليء بالألغاز والأمثال؛ فلابد أن يكون المعنى موجودًا في مستوى أعمق. في نفس الوقت أكد على وجود أكثر من معنى للنص، مع أن الرسالة هي رمزية (روحية) بالأساس بناءً على 1كو2: 6- 7. قدّم أوريجانوس 3 معاني للنص: جسدي (حرفي أو تاريخي- ويصل إليه البسطاء)، ومعنى نفسي (باطني- ويصل إليه المتقدمون في الإيمان)، وروحي (ويصل إليه أصحاب الكمال الروحي) على مثال الإنسان الذي يتكون من الجسد والنفس والروح. وبنى ذلك على ما جاء في (1تس 5: 23): "وَإِلهُ السَّلاَمِ نَفْسُهُ يُقَدِّسُكُمْ بِالتَّمَامِ. وَلْتُحْفَظْ رُوحُكُمْ وَنَفْسُكُمْ وَجَسَدُكُمْ كَامِلَةً بِلاَ لَوْمٍ عِنْدَ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ". هذه النظرية الثلاثية مهدت الطريق لنظرية رباعية في القرن الخامس.  
-        فسّر "اليوم" في تك 1 رمزيًا حيث لم تكن الشمس قد خُلقت بعد.
-        فسّر رمزيا تمشي الله في الجنة، وتعبير وجه الله، وزنا لوط ببناته، وسكر نوح.. إلخ.
-        قال إن الفلك يرمز إلى الكنيسة، ونوح يرمز إلى المسيح.
-        في دخول المسيح أورشليم: الجحش يرمز إلى العهد القديم، والأتان ترمز إلى العهد الجديد، والتلميذان يرمزان إلى التفسير الحرفي والتفسير الروحي للكتاب.

تجاوز أوريجانوس في التفسير الرمزي. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق