الخميس، 27 يوليو 2017

مقارنة بين المذهب الطبيعي ومذهب المؤلهين

المذهب الطبيعي Naturalism
مذهب الألوهية Theism
الكون
الكون (الطبيعة/ المادة) هو الكائن والذي كان والذي يأتي. الكون هو الأزلي. لا يوجد إله.  
الله هو الكائن والذي كان والذي يأتي (رؤ1: 4، 8). الله هو الأزلي. يوجد إله محب وقدوس وصالح وقدير.

القوانين الطبيعية نتاج الصدفة أو في خواص المادة. وبالتالي "القوانين" هي نتاج العشوائية.
أحكم الله خلق الكون بقوانين ثابتة ومتناهية الدقة fine-tuned.
الوجود
تتألف طبيعة الوجود من المادة فقط التي وجدت بالصدفة، وعمليات عشوائية لا عقل لها.  
تتألف طبيعة الوجود من عنصر طبيعي، وعنصر فائق للطبيعة. يوجد خالق للكون قدير وكلي المعرفة.
الإنسان
الإنسان نتاج مادة غير حية لا عقل لها- ونتاج الصدفة
الإنسان مخلوق على صورة الله.

الإنسان له طبيعة أحادية monistic
الإنسان له طبيعة ثنائية dualistic (جزء مادي/ وجزء غير مادي- روحاني)
الحياة
الحياة ليس لها قيمة في ذاتها..
يبدو الانتحار خيارًا بديهيًّا في مرحلة ما.
الحياة تستمد قيمتها من الله الذي أوجدها.
ليس للإنسان سلطان على حياته.
معنى الحياة
لا يوجد معنى مطلق للحياة، أقصى ما يفعله الإنسان هو أن يزحف كالضفدعة (بلا غاية)
يوجد معنى لحياة الإنسان يجده عندما يخرج عن ذاته ويلعب دوره في خطة الله العليا.
الموت
الموت يساوي فناء. الموت هو توقف المخ عن العمل، وفقط.
الموت ليس هو النهاية.. الموت أيضًا هو انفصال الروح عن الجسد.
الحرية
الإنسان مستعبد في حلقة تطورية لصفات حتمية في المادة، وعمليات تطورية خارج نطاق سيطرته.
الحرية الإنسانية نتيجة خلق الإنسان على صورة الله، وهي حرية نسبية بالطبع لتتناسب مع إمكانياته.
الأخلاق
الأخلاق يحددها الفرد بناء على آرائه واهتماماته. ليس هناك تفسير للشعور بالالتزام الأدبي (الأخلاقي) لدى الإنسان.
الأخلاق تتبع الميتافيزيقا. وإذا أردت أن تكون حقيقيًا جدًا، فلابد أن تشبه الحقيقة المطلقة (الله).  

متغيرة حسب الظروف الزمانية والمكانية والثقافات المختلفة. لا يوجد معيار مطلق للأخلاق.
ثابتة لا تتغير لأنها مستمدة من طبيعة الله الذي لا يتغير. هناك معيار مطلق للأخلاق.

لا توجد ضمانة تضمن ثبات الأخلاق في أي مجتمع يتنبنى المذهب المادي/ الطبيعي. قد يتحدث أتباع هذا المذهب بلغة أخلاقية.. ليس لا مرجع في هذا المذهب.
الأخلاق منحوتة على الحجر. يجوز أن يتحدث المؤمن بلغة أخلاقية، ويصدر أحكام أخلاقية على كل شيء (وفقًا لمعيار مطلق).

الفرد هو السلطة العليا والمرجعية النهاية لنفسه.
لابد من قانون عام يحكم كل الأفراد وإلا حلت الفوضى.

لا يوجد أساس للأخلاق؛ لأن الإنسان هو نتاج عمليات تطورية ليس لها طبيعة أخلاقية.
وضع الله قانونًا أخلاقيًا يعكس طبيعته الصالحة القدوسة. ليس لأنه متعسفًا، وليس لأنه تحصّل على معرفة الصواب  والخطأ من خارج ذاته. 

الغيرية مثلاً "نافعة" لجيناتنا، والاشمئزاز "نافع" للحماية من الأمراض. السؤال بأي معيار نحكم مقدار النفع؟ كيف هذا والبقاء للأقوى والأصلح؟ أليس من المحتمل أن يكون المرض هو خطوة ضرورية في مسار التطور والارتقاء!
دافع الغيرية هي الرأفة والمحبة وبذل الذات.. وكل الصفات الأخلاقية في كل إنسان ترجع إلى أنه مخلوق على صورة الله ومثاله سواء اعترف بهذا أو أنكر.

ليس هناك أساس لمحاربة المرض.. والعناية بكبار السن والمهمشين والمشوهين.
المحبة أساس في الدفاع عن المنبوذين وقبولهم.. ومحاربة المرض لتخفيف المعاناة عن المحتاجين.
الشر
لا يوجد معيار للخير والشر.. ولا يمكن وصف ما يحدث من مآسي وقتل بأنه شر. فكل فرد يرقص على موسيقى الDNA الخاص به (ريتشارد دوكنز).
صلاح الله يوفر سياقًا للتمييز بين ما هو شر وما هو خير.

لا يوقد قصد أو غاية من كل الشرور والمآسي التي نراها..
يوجد قصد وغاية- ولكل شيء دور في خطة ومشيئة الله العليا.
المنطق
لا يوجد ما يفسر لماذا يفكر الإنسان مستخدمًا قوانين المنطق العامة.
قوانين المنطق نتاج نبضات كهربية في المخ!!
قوانين المنطق ما هي إلا أعراف اتفق عليها الناس!!
قوانين المنطق هي انعكاس لطريقة الله في التفكير (2تي 2: 13) لماذا لا تختلف من شخص لآخر؟!
لماذا لا تختلف من ثقافة إلى أخرى؟!

الرياضيات مثلاً هي امتداد للعالم الطبيعي!!
لماذا توجد مفاهيم رياضية ليس لها ما يقابلها في العالم الطبيعي. (+30 Dimensional space)

لا يوجد شيء يقيني على الإطلاق!!
إذا كنا كذلك يحق لنا أن نتشكك في كل المنتوج الفكري لأنصار المذهب الطبيعي.
العلم
لا يوجد ما يفسر "تماثل" الطبيعة، ويفسر قدرتنا على فهم الطبيعة، سوى أن كل شيء حدث بالصدفة العمياء وعمليات لا عقل لها.
الله الخالق- كائن منطقي- خلق كونًا يمكن فهمه بقوانين منطقية أودعها في الإنسان.. وهذا يفسر إمكانية العلم.
الديموقراطية
نؤمن بالديمقراطية!! (مع أنهم يقولون البقاء للأقوى)
نؤمن الديموقراطية (إيمانًا بكرامة الإنسان.)
حقوق الإنسان
نؤمن بحقوق الإنسان (مع أن الإنسان هو حيوان ناطق- ليس له قيمة في ذاته)
نؤمن بحقوق الإنسان (إيمانًا بحرية الإنسان الممنوحة من الله)
سيادة القانون
نشجع سيادة القانون (مع أن في التطور الغلبة للقوي)
نؤكد على سيادة القانون (لأن الله وضع منظومة الدولة لكبح جماح الشر في العالم)

“إن الجدل حول وجود الله يشبه إلى حدٍّ ما الجدل حول وجود الهواء. بمقدورك أن تتخيّل شخصًا يزعم أنه لا يوجد هواء، وقد يقدّم "براهين" مفحمة تنفي وجود الهواء، بينما في ذات اللحظة يتنفس الهواء، ويتوقع منّا أن نسمع ما يقوله؛ إذ ينتقل الصوت عبر الهواء.”
(Jason Lisle)



الخميس، 20 يوليو 2017

المغالطات المنطقية-5


24- مغالطة الهجوم الشخصي ad Hominem
وفيها يتعمّد المتحدث الطعن في شخص الآخر بدلاً من تفنيد ما يقوله، أو كما يقال قتل “الرسول” بدلاً من تفنيد الرسالة. غير أن ما يحدد صحة الحجة ليس له علاقة بقائلها أو ظروفه. نخطئ عندما نقول: فلان كذاب وكلامه غير موثوق فيه مهما قال، ولا يجب قبول كلامه على أنه صحيح في أي الأحوال.
مثال آخر:
-         مرقس: أؤمن أن الإجهاض شيء منافٍ للأخلاق.
-         عادل: بالطبع أنت تقول ذلك، لأنك كاهن (أو خادم بالكنيسة).
-         مرقس: ماذا عن الحجج التي قدمتها لأدعم وجهة نظري.
-         عادل: هذه كلها لا تهم لأنك كما قلت كاهن، ولابد أن تقول إن الإجهاض خطأ. أيضًا أنت من عائلة كهنوتية، ولا يمكن أن أصدق كلامك.
تنقسم هذه المغالطة إلى أربعة مغالطات فرعية أخرى هي:
أ- القدح الشخصي (السَّب) ad hominem – abusive
يقوم أحد الطرفين بالقدح الشخصي ليشتت الانتباه عن الحُّجة الأصلية بالحديث عن قائل الحجة وعيوبه، فيبدو أن الحُّجة التي يقدمها ستكون معيبة مثله! مثال: لماذا أبالي بآراء الإعلاميين، إنهم حفنة من المرتزقة. القدح الشخصي ليس مغالطة في حد ذاته، وإنما تحدث المغالطة حين تجعل عيوب الشخص سببًا في رفض آرائه. (الحجج ينبغي أن تقوم على أرجلها الخاصة).
ب- التعريض بالظروف الشخصية ad hominem – circumstantial
ويُشار فيها إلى الظروف الخاصة للخصم التي جعلته يتبنى هذا الرأي الذي يتبناه، وأن له مصلحة ما من وراء ذلك. فمثلاً نقول: لا نتوقع من رجال الأعمال أن يعارضوا ارتفاع الأسعار، لأنهم أصحاب مصالح.
ج- مغالطة “أنت أيضًا” (You too Fallacy- tu Quoque)
وفيها يتحقق قول الشاعر أبو العلاء المعربي: لا تنه عن خلقٍ وتأتي بمثله...عارٌ عليك إذا فعلت عظيمٌ. يظن الشخص الذي يلجأ إلى هذه المغالطة أنه قلب الطاولة على خصمه، لأن خصمه يقول بعكس ما يعظ به. ولكن هذا أيضًا لم يفنّد حججه، لأن الخطأ لا يعطي مشروعية لخطأ آخر. والخطآن لا يصنعان صوابًا (Two Wrongs doesn’t make a right) فمثلاً:
-         يقول الأب المدخن لابنه: اقلع عن التدخين يا ابني؛ لأنه يتلف الصحة ويبدد المال.
-         الابن: لا أصدقك يا أبي، لأنك تدخن منذ كنت في نفس سني.
أو يقول شخص آخر: كيف أستمع لنصيحة طبيبي بضرورة خفض وزني إذا كان هو بدينًا. هذا يُسمى منطق الاستحلال والاستباحة. هذه المغالطة تُعد نوعًا من مغالطة أخرى تُسمى مغالطة “الإشارة إلى خطأ آخر” pointing to another wrong أو حتى ما ذكرناه سابقًا تحت مسمى “خطآن يصنعان صوابًا”.
فمثلاً تقول: – لماذا كل هذه الضجة على الفساد في بلادنا، الفساد يضرب أرقى دول العالم. أو- لماذا نهتم باضطهاد مسيحي واحد في مصر، والمسلمون يُضطهدون في كل دول العالم.
د- مغالطة تسميم البئر poisoning the well

وهي مبادرة بضربة وقائية بحيث مهما قال الطرف الآخر بعد ذلك يصعب الوثوق به. الفرق في هذه الحُّجة عن الحجج السابقة أنها تكون مُقدمًا.. أي قبل أن يأخذ الخصم فرصة لعرض قضيته. مثلما يقول شخص: لا تسمع لهذا الشخص لأن نواياه تجاههنا غير سليمة على الإطلاق. أحيانًا تكون هناك مشكلة بين طرفين فيتعرضا للمساءلة أمام مديرهما. فيدخل الأول ويقدم وجهة نظره للمشكلة، ثم يعقب ذلك بقوله (سيدخل الطرف الآخر وسيحاول خداعك بكذا وكذا). فإذا تأثر حكم المدير برأيه هذا، يكون قد نجح الشخص في تسميم البئر.

المغالطات المنطقية-4


15- مغالطة رجل القش Straw Man fallacy
سميت هكذا لأن الشخص يجتزئ الكلام ويصنع منه “رجل قش” ويهاجمه؛ ليقول أنه انتصر على خصمه، لأن مهاجمة رجل القش أسهل من مهاجمة الشخص نفسه. تتضمن هذه المغالطة اجتزاء الاقتباسات، وإخراجها من سياقها، ونسب كلام لم يُقال في الأساس.
مثال (1):
-         نريد أن ندعم المساواة بين الرجل والمرأة وحرية الملبس.
-         هل تريد أن يمشي الناس عرايا. (بالطبع هنا ينسب كلامًا لم يُقال من الأساس.)
هذه المغالطة تأخذ عدة أشكال:
أ- التحريف بالتجزيئ. أي عندما يجتزئ الشخص جزءًا صغيرًا من موقف الخصم، ويضخمه.
ب- التنميط أو القولبة stereotyping وضع الأشخاص والأفكار في قوالب فكرية ثابتة.
16- مغالطة إغفال المقيدات Ignoring qualifications
وتنقسم إلى نوعين أ- مغالطة “العَرضَ المباشرfallacy of accident، وتحدث حين نطبق تعميمًا على حالات فردية لا يشملها التعميم. من أمثلة ذلك:
مثال:
-         لا يُسمح للسيارات أن تتجاوز السرعة المقررة.
-         سيارة الإسعاف هي سيارة.
-         إذ لا يُسمح لها بتجاوز السرعة المقررة.
مثال آخر:
-         قطع أجساد الناس جريمة.
-         الجراحون يقطعون أجساد الناس.
-         إذن الجراحون مجرمون.
مثال آخر:
-         مادامت حرية التعبير مكفولة للجميع.
-         إذن من حقي أن أصرخ “حريق حريق” في مسرح مزدحم.
أو ب- مغالطة “العَرض المعكوسfallacy of converse accident، وتحدث عندما تأخذ مبدأً ينطبق على حالة استثنائية ثم نمده لينسحب على عموم الأشياء.
مثال: – مادمت قد سمحت لمرضى الحروق والسرطان بتناول الترامادول. إذن يجب أن يُسمح للجميع بذلك.
17- مغالطة المنحدر الزلق Slippery slope
وتعني أن فعلاً معينًا سوف يجر وراءه سلسلة محتومة من العواقب تؤدي إلى نهاية معينة وتعرف أيضًا بمغالطة “أنف الجمل”. المغالطة هنا أنه لا توجد حتمية لحدوث هذا التسلسل.
-         مثال (1): علينا أن نجعلهم يتوقفون عن حظر المواقع الإباحية؛ لأن الخطوة التالية ستكون حرق المكتبات.
-         مثال(2): إذا وضعنا بعض القيود على حركية الكتابة الصحفية اليوم، فسوف يستمر الأمر حتى نجد أنفسنا نعيش في ظل دولة فاشية.
18- مغالطة الالتماس الخاص Special pleading
في هذه المغالطة يطبق الفرد كل المبادئ والمعايير والقواعد على الآخرين باستثناء شخص أو شيء معين دون مبرارات كافية.
19- مغالطة المنشأ Genetic fallacy
صواب الفكرة لا يتحدد بمصدره. “خُذ الحكمة ولا يضرك من أي وعاءٍ خرجت”. لكن المغالطة تحدث عندما تقول مثلاً: لن أصدّق هذا الخبر لأنه جاء على قناة الجزيرة العميلة.
20- إثبات التالي Affirming the consequent
في العبارة الشرطية تضع الشرط condition ويُسمى المقدّم antecedent ثم تمضي إلى النتيجة وتُسمى التالي consequent. في هذه المغالطة يحدث الاتجاه العكسي من إثبات التالي إلى إثبات المقدّم.
مثال:
-         إذا وجدت في الأسكندرية، فأنا في مصر.
-         أنا في مصر.
-         إذًا أنا في الأسكندرية.
هناك شكل آخر لهذه المغالطة يُسمى إنكار المقدّم Denying the antecedent
مثال:
-         إذا وجدت في الأسكندرية، فأنا إذن في مصر.
-         أنا لست في الأسكندرية
-         إذن أنا لست في مصر.
21- الاتهام بالتداعي Guilt by association
فيها يرفض الشخص الادعاء لأن هناك مَمنْ لا يحبهم يعتنقون هذه الفكرة. مثال: كيف تضيف الثوم إلى الفتّة؟ ألا تعلم أن اليهود يفعلون هذا أيضًا. مثال آخر: لستُ مع التأميم، ألم يفعل عبد الناصر الديكتاتور ذلك.
22- انحياز التأييد Confirmation Bias
نحن نميل إلى البحث عن الدليل “المؤيد” أكثر الدليل المفنّد. أو البحث عن مثال يؤيد القاعدة ويثبت صحتها، ولكن العثور على مثال واحد يكذب القاعدة هو أمر يكفي لإثبات عدم صحتها بشكل حاسم. مثلما يذهب أحد الصحفيين أو مقدمي البرامج ليأخذ رأي من يعرف أنهم سيؤيدون وجهة نظره.
هذا يأخذنا لبعض المشكلات الأخرى:
1-   استقطاب المواقف Attitude polarization، حيث يصبح الخلاف شديدًا جدًا بالرغم أن كلا الطرفين أطلعا على نفس البراهين.
2-   الهوى الشخصي  Belief preference، أي التمسك بالمعتقد بالرغم من ظهور خطأ البراهين الذي كان يعتمد عليها.
3-   الرابط المضلل  Illusory correlation، عندما يتصور الناس رابطًا معينًا خطأ بين حدثين أو موقفين.
23- مغالطة المظهر فوق الجوهر  Style over substance
عندما يولي المرء أهمية زائدة للأسلوب الذي تم به عرض حُجة ما بينما يتغافل مضمون الحُجة. مثال على ذلك: لابد أن حجته ضعيفة لأنه كان يتصيب عرقًا. مثال آخر: لابد أنها أفضل غسالة في السوق، انظر كيف كان المندوب يتحدث عنها بثقة واقتدار.