نأتي
إلى قيثارة الروح القدس، مار إفرام السرياني (303- 373 م)، يقول مار إفرام
في نشيد 51 من أناشيد الإيمان:
”مَن يقدر أن يرد
الجميل؟
أحنيتَ
عظمتكَ، أحنيت كبرك إلى كل صَغارة.
أزلت
جاهك إلى حدود الاتضاع.
أتيت
بحياتك إلى درجة الموات..
أخضعت
سيادتك لنير العبودية..
أتيت
وأنت المستور.. وخرجت أيها المحتجب..
ولادتك
لا تُدرك..
هناك
مَن يكرز: أخذت الجسد فقط،
وهناك
أيضًا من يعلِّم: أخذت النفس والجسد.
آخرون
ضلوا وظنوا أنك أخذت جسمًا سماويًا..
يارب،
اختم فمنا...
كنارتي
ضعيفة هي، وألحانها غير كافية لكي تتعقب ولادتك“.
نوصل
برضو لمار يعقوب السروجي، (451- 521م)، (وفي البداية عمرك ما هتندم على دقيقة قريت فيها
لمار إفرام أو مار يعقوب السروجي) في رسالته إلى الحميريين (في نجران) يقول السروجي:
”أراد الآب وأرسله (الابن) إلى العالم.. وحلّ في البتول... ولبس منها جسدًا.. وولد
في الجسد... من داود بغير زواج. وقَبِل الميلاد الثاني (غير الأزلي) مع كل
الأحاسيس البشرية، وظهر في العالم إنسانيًا وإلهيًا. إنسانيًا بالآلام وإلهياً
بالقوات (أو المعجزات)“. وبالمناسبة في جملة في طومس لاون شبه الأخيرة دي
بيقول فيها إن إحدى الطبيعتين تسطع بالعجائب والأخرى تخضع للآلام.. الجملة دي هتكون
مثار جدل بعد كده.. لكن مفيش ما يمنع أن يُفسر طومس لاون كله بشكل أرثوذكسي!
بيكمل
السروجي ”وكمَّل بأقنومه الأمور الصغيرة والكبيرة، وكانت كلها خاصته: السامية
منها والدنيئة“. حلو قوي أنه قال ”بأقنومه“ بشخصه الواحد.. وأن تنسب إلى هذا
الواحد الخواص السامية أو الدنيئة. ويضرب أمثلة للدنيئة: زي الجوع والعطش والتجربة
في البرية.. والسامية تحويل الماء إلى خمر.. وإقامة الموتى.. إلخ. ثم يقول: ”هذه الكبائر والصغائر تخص العظيم الواحد
الذي أتى إلى الصغر ليُصعد الصغار إلى علو عظمته، وليوفي دَين الصك القديم الذي
سُجّل على جنسنا بالقصاص“.. ومعلش الميتافور اللي جايه عقابية شوية.. ”دُعي
وأتى إلى المحكمة بدل آدم المذنب واقتيد ودخل السجن.. قَبِل الذنب عليه.. ولد يدر
وجهه عن البصاق.. وهيأ ظهره للسياط.. وقدم خديه للطلم“. ثم يذكر لكن ومع ذلك
الشمس أظلمت والقبور تفتحت.. إلخ.
ثم
يقول ”تعود هذه الأمور المجيدة والبسيطة إلى أقنوم الابن الواحد الوحيد. تخصه
الآلام والقوات.. لقد وضع نصب عينيه هدفًا يوم دخل إلى العالم ليظهر في المجد
والإهانة. في الوحيد نفسه يظهر شبه الرب وشبه العبد.. مَن يتطلع إلى عمل دربه يَعد
آلامه جبروتًا، لأن ضعف الله أقوى من البشر“.
يُتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق