المحطة
التانية مع الآباء المدافعين زي يوستين
الشهيد (100- 165م)، واللي في الحوار مع تريفو 103 بيقول: ”في كتابات
الرسل.. مكتوب أن عرقه كان يتصبب منه مثل قطرات الدم وهو يصلي قائلاً: يا أبتاه إن
شئت أن تجيز عني هذه الكأس (لو 22: 44). وكان قلبه يرتجف وأيضًا عظامه وصار قلبه
كالشمع الذائب داخله، وذلك لكي نفهم أن الآب أراد له أن يتحمل هذه الآلام الشديدة
من أجلنا، ولكي لا نظن أنه لكونه ابن الله فهو لا يشعر بما يجري له وبما يصيبه من
ألم“. هنا ق يوستين بيأكد حقيقة الآلام وبالتالي حقيقة الناسوت.
العلامة
ترتليان (155- 220م) في ”ضد ماركيون“ الكتاب الخامس يتحدث عن أن بولس
الرسول: ”عندما يضيف عبارة ’حامل في جسدي سمات
(نُدب-
scars) الرب يسوع (غل6: 17)، فلأن النُدب بالطبع
هي أعراض جسدية، لذلك فهو عبَّر عن الحقيقة، ان جسد المسيح ليس وهميًا، بل حقيقيًا
وماديًا“. كما تحدث عن خوفه قبل الصلب.
أمّا
ق إيريناؤس (120- 200م) فبيقول في ضد الهرطقات 3: 11 إن يوحنا البشير حين
قال ”والكلمة صار جسدًا“ (يو 1: 14) كان يقصد أن يرد على الخياليين. ويقول
أيضًا: ”ومتى يروي عن ولادته كإنسان قائلاً: كتاب يسوع المسيح بن داود بن إبراهيم
(مت 1: 1)، وأما ولادة يسوع فكانت هكذا (مت 1: 18)“. مرة تانية ذكر الآلام وسلسلة
الأنساب للتأكيد على أن المسيح هو ابن داود بالجسد، وابن الله بالولادة الأزلية. ق
إيريناؤس في كتابه ”ضد الهرطقات“ الكتاب الثالث فصل 16، 17، يشرح آراء غنوصية
تتبنى فكرة وجود المسيح الذي نزل من فوق ويسوع الذي من تحت والذي وصفوه ب ”وعاء
المسيح“ لكنه يؤكد ويثبت أنه لا يوجد سوى يسوع المسيح، الواحد، الذي صار
إنسانًا لكي ننال التبني بواسطته..
ويقول
إن ”الإنجيل لم يعرف ابن إنسان آخر سوى الذي من مريم، وهو الذي تألم أيضًا، ولا
يعرف مسيحًا هرب قبل الآلام“. واو! في وقت مبكر كده بيستبق ق إيريناؤس أي
أفكار (قد تكون نسطورية) عن مفارقة اللاهوت للناسوت عند الصليب. ثم يقول إيريناؤس
إنه في التجسد ”صار غير المنظور منظورًا، وغير المدرك مُدركًا، وغير المتألم
صار قابلاً للتألم، وصار الكلمة إنسانًا، وهكذا جمع كل الأشياء في نفسه“. في
الكتاب الثالث فصل 18 يقول أيضًا ”لو لم يكن الإنسان قد اتحد بالله، لما صار
شريكًا في عدم الفساد إطلاقًا“. ونفس المعنى في فصل 19: ”لم يكن ممكنًا أن
نبلغ إلى عدم الفساد والخلود بأية وسيلة أخرى، لو لم نتحد بعدم الفساد“. وده
برضو استباق لكلام ق أثناسيوس عن التجسد كتدبير إلهي للقضاء على الفساد الذي أصاب
الإنسان في السقوط.
وفي
نص تاني حلو في فصل 19 بيقول فيه إن الكلمة ”صار إنسانًا لكي يُجرب، وهو كان
أيضًا الكلمة لكي يتمجد. وبينما ظل في حالة السكينة، (صار إنسانًا) لكيما يقدر أن
يُجرب ويهان ويُصلب، ويعاني الموت، لكن الطبيعة البشرية قد ابتُلعت في الطبيعة
الإلهية عندما غلبت واحتملت ومارست أعمال الرحمة وقامت ثانية وصعدت إلى السماء“.
طبعًا هنا صعب حد يجي يتهم ق إيريناؤس بالوطاخية بسبب كلمة ”ابتُلعت“ لأن الهرطقة
لم تكن معروفة وقتها أصلاً.. لكن ق إيريناؤس بيتكلم بحماسة روحية وليس أكثر.
يُتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق