نأتي للقديس أثناسيوس الرسولي (295- 373م)، في
زمانه ادعى البعض أن طبيعة الناسوت بفضل
الاتحاد باللاهوت صارت ”غير مخلوقة“. ق أثناسيوس في كتاب منسوب له بعنوان ”تجسد
ربنا يسوع المسيح“، ويُقال أنه آخر ما كتبه، وتركه كمسودة قبل انتقاله عام
373م. يفند هذا الادعاء كالتالي:
1- كيف صار الناسوت ”غير مخلوق“ والكتاب يقول أنه
كان ينمو في القامة. 2- لو صح هذا، صار
غير قابل للموت أصلاً، وصارت آلامه خيالية مثلما يدعي المانويين. 3- لو
صح ذلك، لصار غير محسوس وغير مرئي، ومع ذلك قال ”جسوني وأنظروني“. 4- لو صح ده، أصبح عندنا
رابوع وليس ثالوث.
في
نفس الكتاب السابق، قال البعض أن ناسوت المسيح من نفس طبيعة اللوغوس أو أنه نزل من
السماء، فيرد ق أثناسيوس كالتالي: ”إذا نزل جسد المسيح من
السماء، فكيف يفيد هذا آدم الأول؟ إنه لن ينتفع بشيء، فإذا لم يأخذ المسيح شبه جسد
الخطية لكي يدين الخطية في الجسد فلن نتجدد مطلقًا“.
تتلخص
بدعة أبوليناريوس في أنه قال إن اللوغوس أخذ جسدًا فقط دون نفس بشرية عاقلة! ليه قال كده؟ كان
يعتقد أن العقل أو النفس العاقلة rational soul هي
اللي بتحرك الجسد لإتمام الخطية. فلو المسيح كان عنده نفس عاقلة يبقى من وجهة نظر
أبوليناريوس في احتمالية أنه يخطئ! كيف رد ق أثناسيوس على
هذه الفكرة الخاطئة؟
في
كتابه ”تجسد ربنا يسوع المسيح“ بيقول اللي يتأمل التعدي الأول والعقوبة التي نُفذت
هيعرف أنها ”عقوبة مزدوجة“
(وبميتافور عقابي هذه المرة وليس شفائي) يقول ق أثناسيوس..
اتقال للعنصر الأرضي ”إلى التراب تعود“ وعن النفس قالها ”موتًا تموت“.
هي دي العقوبة المزدوجة!
ويكمل: ”وتم بهذا تقسيم الإنسان إلى قسمين، وحُكم
عليه بأن يعاني في مكانين: القبر والجحيم. وبعد أن أصدر القاضي حكمه، كان هو وحده
القادر أن يلغي حكمه بنفسه، فظهر في صورة المحكوم عليه (آدم)، دون أن تكون هذه
الصورة تحت حكم الدينونة بل بلا خطية، وبذلك صالح الله والإنسان“. وبالتالي استخدم ق
أثناسيوس افتقاد المسيح لكل من القبر والجحيم ليثبت أنه تجسَّد بجسد ونفس إنسانية
عاقلة.
يُتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق