نأتي إلى الآباء الكبادويك وآرائهن الخريستولوجية، ق
غريغوريوس النيسي (335- 395 م) في عظته التعليمية يقول: ”إذا
كنت جاهلاً بكيفية اتحاد النفس بالجسد، لا تظن لبرهة أنه في نطاق فهمك أن تعرف
كيفية اتحاد الناسوت باللاهوت“.
أمَّا ق غريغوريوس النزيانزي (329- 390م) فيرد على
بدعة أبوليناريوس في
رسالته إلى كليدونيوس، رقم 101 وبيقول: ”مَن يضع ثقته في المسيح كإنسان لا عقل
إنساني له، هو شخص لا عقل له، ولا يستحق الخلاص؛ (لأن ما لم يؤخذ لم يُشفَ)، لكن
الذي اتحد بألوهيته قد خَلُص. لو كان نصف آدم هو الذي سقط، فإن ما أخذه المسيح هو
نصف ما خلص، ولكن إن كانت طبيعة آدم قد سقطت، فإنها يجب أن تتحد بكل طبيعة الذي
ولد لكي تخلص الطبيعة كلها“.
في النص السابق هنلاقي الجملة الأشهر للنزيانزي ”ما لم يؤخذ لم يُشفَ“، وهي تؤكد
على كمال ناسوت المسيح.
ق
غريغوريوس النزيانزي (329- 390 م) في خطبه اللاهوتية يقول تعليقًا على آية ”إلهي إلهي لماذا
تركتني؟“: ”لم
يكن هو مَن تُرك من الآب، أو من لاهوته كما ظن البعض، كما لو كان خائفًا من الآلام
لذلك سحب نفسه منه في آلامه (لأنه مَن أكرهه أصلاً على الولادة على الأرض أو
الارتفاع على الصليب؟!)
لكنه كما قلت كان يمثلنا بشخصه، لأننا
كنا متروكين ومرذولين قبلاً، لكنه بآلام من لا يتألم أُرجعنا وخلُصنا“. وبخصوص آية ”تعلم
الطاعة فيما قد تألم به“ يقول: ”كل ذلك دبره بشكل عجيب، مثل دراما تشكلت
حبكتها من أجلنا. لأنه من حيث هو الكلمة
لم يكن طائعًا أو عاصيًا. لأن هذه التعبيرات
تُقال عن العبيد ومَن هم أدنى.. لكن
لكونه في صورة عبد فهو يتنازل لرفقائه العبيد، بل خدامه،.. ويأخذ
صورة غريبة عنه، ويحملني في ذاته مع كل ما لي، حتى يُستنفذ فيه الشر مثلما تفعل
النار في الشمع، والشمس في ضباب الأرض“.
يُتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق