زي ما أوردت في السابق
لاهوتيين بيفندوا رأي الخلقدونيين أو بيفندوا رأي اللاخلقيدونيين.. لازم اعرض
لاهوتيين شافوا ان مفيش خلاف بين الفرق الثلاثة: النساطرة والملكيين واليعاقبة. منهم واحد اسمه علي
بن داود الأرفدي (في كتابه اجتماع الأمانة)، واللي قال لما نظرت وتفحصت وجد ان
الخلاف على اتحاد لاهوت المسيح بناسوته.. النسطورية قالت
إنه اتحاد مشيئة وإرادة وإن المسيح اقنومين وطبيعتين. والملكية قالت بأقنوم
واحد وطبيعتين ومشيئتين.
واليعاقبة قالوا بمسيح واحد وابن واحد واعترفوا
بأقنوم واحد من أقنومين وطبيعة واحدة من طبيعتين.. وفاعل واحد ومشيئة واحدة.. وشاف
إن الخلاف ده لما تخلّى عن العصبية قال ”لم أجد فرقًا بينهم“، وإن اللي قال أقنومين
عايز يحافظ على عدم الاستحالة والتغيير.. واللي
قال طبيعة واحدة أقر برضو بعدم الاستحالة واقر في نفس الوقت بناسوت كامل.. وبالتالي الجميع ”اختلفوا
بالقول واتفقوا بالمعنى“.
من الكتاب الأقباط اللي
اتخذ نفس الموقف، كات بقبطي اسمه القس الطبيب أبو الخير بن الطيب في كتابه”ترياق
العقول في علم الأصول“، وقال فيه إن كيفية الاتحاد نفسها غير معلومة للبشر. وبيقول ان المقاصد
واحدة بين الفرق الثلاثة.. ولا
يجب أن يُذم أحد أو يُسب أحد.. وشبه
الأمر بالملك اللي دعى الناس لخدمته في يوم معين.. فكل مجموعة من الناس جربت طريق
من وجهة نظرها هو الأقرب إلى الله.. حتى اللي سلكوا طرقًا وعرة.. كان ده هدفهم.. لكن
الله لجوده يرق لهم ويترآف عليهم.
نأتي للقرن العاشر مع الأنبا
ساويرس بن المقفع (ق 10) اللي في كتابه ”الدر الثمين في إيضاح الدين“
يقول إن معنى ”نزول الله ليتجسد“ لا يعني أن الأرض كانت خالية منه ولا يعني
أنه محدود بموضع دون موضع، وإنما النزول يعني ”الاتضاع“. ساويروس بن المقفع عنده نظرية معينة
عن إخفاء المسيح للاهوته عن إبليس كنوع من الخداع.. لأن إبليس خدع آدم وحواء وأخفى
نفسه في الحية أيضًا. يقول عن نسطور أنه لم يعرف
”كيف اتحد الأقنوم القديم بالأقنوم الجديد، فأخذ يعلم وينادي في تعليمه بأن
المسيح اقنومان بطبيعتين“.
ويقول إن الأمبراطور
مرقيان عمل مجمع (يقصد خلقيدونية) وطلب منهم أن يبطلوا نصف قول نسطور وإثبات نصفه
الآخر.. يعني يقولوا إن المسيح أقنوم واحد (وده حقيقي) وتشبهوا بنسطور في القول
بالطبيعتين وأضافوا من عندهم شيئًا لم يقله نسطور، أي المشيئتين والفعلين. وهي ”مقالة
نسطور بعينها وإن ستروها بالأقنوم الواحد وبقولهم إن مريم والدة الإله. وليس هذا
ما يستر تجديفهم عند مَن له عقل“. يستخدم تشبيه ق كيرلس باتحاد النفس بالجسد
في الإنسان ويقول: ”إذا أقروا بأن النفس والجسد مع اختلاف طبيعتهما طبيعة واحدة
مركبة عليهم أن يقولوا إن الإله والإنسان مع اختلاف طبيعتهما (هو) طبيعة واحدة
مركبة“.
يُتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق