الاثنين، 25 فبراير 2019

ضد الوثنيين- ق أثناسيوس (ج1)



بيانات الكتاب
ترجمة د. جوزيف موريس فلتس
ومراجعة د. نصحي عبد الشهيد
صدر بمعرفة المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية في حوالي (150 صفحة).
وفي ترجمة أخرى (في الجزء الثاني)
فصل (1): بيمدح ق أثناسيوس الشخص اللي باعتله المقالة لأنه عاوز يعرف الإيمان.. وبيقول إن الوثنيين بيهزأوا بينا ”متذرعين بواقعة الصليب فقط“ وبيهزأوا بيه.. مع إن الصليب ده فيه عمل إلهي كان سبب في اندثار الوثنية. هم بيشككوا في الصليب والصليب كل يوم بيكسب نفوس جديدة. صاحب الإنجاز ده هو ”الله وكلمة الله“. (بيقول Behr إن الكتابين ضد الوثنيين وتجسد الكلمة هما عبارة عن دفاع apology عن منطقية الصليب- مفاجأة بالنسبة لي).
فصل (2): ماذا لو لم يسقط الإنسان؟ كان هيتمته بالحوار مع الله، ويحيا حياة الخلود، وشركة القديسين، وسعادة حقيقية، وهيشوف صورة الآب اللي هو اللوغوس اللي الإنسان اتخلق على صورته أصلاً.. وهينبهر بعناية الله في العالم ”يرى الكلمة وفيه يرى الآب أبو الكلمة.. فيمتلئ بهجة بالتأمل فيه ويتجدد بالإنجذاب نحوه“.
فصل (3): كيف حدث السقوط؟ الإنسان ترك الأمور الأسمى وراح للأمور الأقرب إليه (الجسد وحواسه): ”فضلوا أن يتأملوا في شهواتهم الذاتية عوضًا عن التأمل في الإلهيات“. لما كان الإنسان مصوب ذهنه نحو الله.. لم يكن يعطي انتباهًا للجسد.. كن لما ابتعد عن التفكير في الله بدأ يتأمل في نفسه.. فسقطا (بيلاحظ Behr أن في انتقال من صيغة المفرد للجمع/ أو المثنى.. ودي التشرذم والتفكك اللي حصل بعد السقوط). وبيقول إنهم حسوا بالعري مش من الهدوم بل ”تعريا من التأمل في الإلهيات“.
فصل (4): بدأت النفس تسيء فهم معنى كلمة ”حسن“ لأنها ظنت إن الملذات هي الأمر الحسن الحقيقي.. وده بوصف أثناسيوس نوع من الجنون! ثم يصف حركة النفس نحو كل شيء ما عدا التأمل في في الله ”النفس لا تكف عن الحركة“ فلو متحركتش نحو الله هتتحرك نحو كل ما هو شر. ثم يعرف أن الخير هو ما له جوهر والشر هو العدم. ليه؟ لأن الخير يجد له نموذجًا في الله الموجود/ الكائن.. وبالتالي الشر يصبح وهمًا! وبيقول ”النفس لم تُخلق كي تتحرك فقط بل لكي تتحرك كما يليق“.
فصل (5): بيشبه الإنسان بمتسابق خيل ومركبة.. ومش عارف هو عايز يروح فين.. كل اللي همه يجري.. بكده يكون شرح السقوط.. لكن الوثنيين عندهم تفسير آخر لوجود الشر هيبدأ اثناسيوس في تفنيده.
فصل (6): أول حاجة اعتبروا أن الشر له جوهر.. وبالتالي يصبح الخالق هو خالق الشر أيضًا. وبيقول إن ده ”غريب ومستحيل“، لأن الشر مينفعش يجي من الخير أو يختلط بيه.. وإلا يبقى الخير كمان مش خير. الهراطقة من ناحية تانية قالوا إن الشر صنيعة إله آخر .. فأثناسيوس بيرد عليهم من الكتاب المقدس وبالمنطق بوجود إله واحد.. الله يملأ السماوات والآرض.. كلي الحضور .. فأين سيوجد الآله الآخر؟ الله خالق كل شيء.. طب الإله الثاني بيشارك بإيه؟ وجود إلهين يعني لازم حد فيهم هيعمل حاجة ضد إرادة التاني أو بدون رغبته.
فصل (7): بيقول من المستحيل تواجد إلهين لأن كل واحد بيحاول يبيد الآخر.. وهيبقول محتاجين فاصل ما بينهم من جوهر مختلف يعني إله ثالث. وبناء على ما سبق يصبح الشر صنيعة الإنسان.
فصل (8): بيقول الإنسان مع الوقت ”تناسى الإلهيات“ وزاد انحصارًا في شهواته وابتعد أكثر عن الله. وبالشهوات تنطمس المرآة التي أعطيت داخل نفسه ليرى فيها خالقه.. وبالتالي أثناسيوس بيفسر الوثنية بأن الإنسان مبقاش يشوف غير الماديات واعتقد أنها الله (بس غريبة أنه منسيش فكرة وجود الله أصلاً).
فصل (9): بعد الانحدار والجنون والزحف ”كالقواقع التي تزحف في الوحل“ ألهوا كل شيء وأعطوها كرامة إلهية. ثم يثبت أثناسيوس أن الشهوة هي أصل الوثنية. وبيجيب دليل هادريان الأمبراطور اللي كان بيمارس الدعارة مع شاب لما مات عمله إله، والناس أطاعت خوفًا منه. ثم يشرح إزاي الأباطرة كانوا بيألهوا بشر مائيتين زيهم. وبكده أعطوا ما لا يملكون (لأنه بشر أدنى) لمن لا يستحق (لأنهم ميتين بالفعل).
فصل (10): يشرح نشأة الآلهة على أنهم كانوا بشر والناس ألهتهم.
فصل (11): الآلهة كانوا بيرتكبوا أعمال منحطة يعاقب عليها القانون الروماني نفسه.
فضل (12): زنا محارم ووحشية وسُكر وإله آخر وقع من السماء فصار أعرج.. مهزلة.
فصل (13): الأصنام هي صنعة النحات اللي بيعبد وثن وينسى انه هو اللي صنعه.
فصل (14): عن شهادة أنبياء العهد القديم ضد عبادة الأوثان.
فصل (15): الشعراء هم اللي نسجوا الأساطير عن الآلهة..
فصل (16): لو كلام الشعراء كذب يبقى لفقوا أعمال الآلهة وأسمايهم كمان.
فصل (17): الشعراء نفسهم شعروا بالإحراج من التصرفات المعيبة للآلهة فنسبوا ليهم اسم أعلى من البشر.
فصل (18): البشر هما اللي اخترعوا الفنون المختلفة مش الآلهة.. مينفعش كل واحد هيخترع شيء نألهه.
فصل (19): ليه شكلوا آلهة على شكل حيوانات؟ بسبب انحصار ذهنهم في الماديات والشهوات وفقدوا المنطق.
فصل (20): كان أولى يُعبد البشر على الأقل لأنهم عندهم مهارة صنع الأوثان اللي مش بتسمع ولا بتشوف.
فصل (21، 22): الأصنام بتترمم وتجدد أما الله فهو غير قابل للفساد.
فصل (23): كل ما يزيد الأمم تزيد آلهتها.. كل قرية ومدينة ليها آلهتها.
فصل (24): الحيوانات اللي بيعبدها المصريون بتقدم ذبائج لآلهة أخرى في أماكن تانية.
فصل (25): في ناس بتقدم ذبائح بشرية للأوثان.. ”بدأوا يقلدون آلهتهم بارتكاب أفعال مشابهة“.
فصل (26): بيتكلم عن نساء بتقدم أجسادها إرضاءً للآلهة وعلاقات مشينة بين الذكور. تعلموا من زيوس الزنا وإفساد الأطفال.  
فصل (27):  ينتقل إلى عبادة عناصر من الطبيعة.. وبيقول إزاي نعبد عنصر معين مع أنه معتمد على بقية العناصر. مفيش عنصر قائم بذاته.
فصل (28): عناصر الطبيعة.. إزاي نطلب منها حاجة وهي محتاجة لبعضيها.. لازم يكون الله مكتفي بذاته.
فصل (29): مينعش عنصر معين في الطبيعة يقهر الآخر.. الربيع والصيف مثلاً.
فصل (30): يجي هنا لنقطة مهمة.. إزاي نعرف الإله الحقيقي؟ أثناسيوس بيقول مش محتاجين غير (أنفسنا): ”الله ليس بعيدًا أو خارجًا عن أنفسنا، بل هو فينا ومن السهل أن نجد أنه يبدأ من داخلنا“.. الطرق لله كلنا نعرفه.. لكننا للأسف بنفضل الأنحراف عنه. ”وإذا سأل أحد عن ماهية هذا الطريق لأجبت قائلاً إنه نفس كل واحد فينا والعقل الكائن فيها؛ لأنه عن طريق العقل وحده يمكن التأمل في الله وإدراكه“. يعني بيقول ضمنًا قال أن ربنا عرفوه بالعقل. وبيقول ”لأنه لا يليق بأناس عقلاء أن ينكروا الله الخالق ومبدع العقل البشري“. الإنسان عنده نفس عاقلة.. والهراطقة بينكروا النفس وبيظنوا أن الإنسان ليس إلا هذا الجسد المنظور. فإثبات النفس يعني إثبات الله.
فصل (31): إيه دليلك يا ق أثناسيوس على وجود نفس عاقلة؟ بيقول إن الإنسان هو الوحيد اللي ”بيفكر فيما هو خارج عنه، ويتذكر ما قد مضى، ويميز ويختار ما هو أفضل، وبيقدر يحكم عقله في غرائزه.. فهو يفكر ويعيد التفكير أيضًا“ العقل غير الحواس.. لأن العقل بيحكم فيما يراه ويسمعه ويحسه ويشمه.. الفم ممكن يتذوق السم لكن العقل هو اللي يعرف إن ده مؤذي.. العين بتشوف كل حاجة لكن العقل يقولك إيه اللي يجب عليك أن تراه..
فصل (32): من أعمال العقل أيضًا يقول ”طالما أن الجسد مائت بالطبيعة، فكيف يفكر المرء في عدم الموت.. وفي مرات كثيرة يفضل الموت من أجل الفضيلة؟“ الجسد بذاته لا يقدر أن يفكر بهذه الأفكار من نفسه.. وبالتالي اللي يفكر ضد الجسد وطبيعته يجب أن يكون مختلفًا عنه.. الجسد لم يخلق ليقود ذاته بذاته.. والشي المختلف ده هو النفس العاقلة.  
ده بيفكرني في مرة قريت واحد بيرد على شخص بيقول إن مخ الإنسان مجرد كمبيوتر محمل بمعلومات.. وكلها كميا وأعصاب مش أكتر.. علشان كده لما المخ بيصاب ممكن الشخص يعمل تصرفات زي الحيوان. الرد كان أن ده صحيح فعلاً إلى حد كبير.. وفي اتصال عجيب بين المادي واللامادي.. لكن عمرك قمت بالليل لاقيت الكمبيوتر بتاعك مش راضي عن حاله.. أو عنده أرق.. أو بيدور عن أسباب ميتافيزيقية عن الشر ومعنى الحياة.. أو بيتطلع للحياة الأخرى.. لا يمكن يكون الإنسان جسد أو مادة فقط. إحنا بنتجاوز واقعنا المادي بشكل كبير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق