الأحد، 10 يناير 2021

رحلتي مع سر الاتحاد- 23

 

لسه مع بعض في العصر الحديث، وتعالوا نتقابل مع عوض سمعان (من طائفة الأخوة)، هيقول إيه؟ عوض سمعان له كتاب بعنوان ”الله: طرق إعلانه عن ذاته“حاول فيه استعراض بعض الشواهد من العلماء المسلمين عن إمكانية تجسد الله، أو ظهور الله في الجسد.. فهو يأتي ببعض الآيات القرآنية عن وجود الله في كل مكان مثلاً زي سورة المجادلة (7) اللي بتقول: مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا“. يعني حتى لو ثلاثة بيتكلموا في حاجة سر.. ربنا هيكون وسطيهم.. ودي شبه الآية الإنجيلية ”لأنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ“ (مت 18: 20) بس بالمناسبة آية متى قالها المسيح عن نفسه.. وفيها إدعاء صريح بانه هو الله- كلي الحضور!  


كمان عوض سمعان بيسشهد بفرق إسلامية سواء شيعة أو متصوفة بتقول بإمكانية اتحاد الله بالإنسان.. (زي الحلاج وابن عربي.. (لكن للأمانة الحلاج وابن عربي مش بيعبروا عن ال main stream الخاص بالعقيدة الإسلامية. لكن عوض سمعان بيذكر حاجة مهمة جدًا.. بيقول إن الأشاعرة قالوا بأن كلام الله نوعان: أزلي وحادث.. من المعروف أن في ما يسمى بمحنة خلق القرآن في أيام الدولة العباسية.. المعتزلة قالوا إن القرآن- كلام الله- مخلوق لأنه بيتعرض لأحداث تاريخية.. فرد الحنابلة وقالوا أن كلام الله أزلي.. لحد ما جه الإمام الأشعري وقال ينفع نقول الإثنين.. وقسم كلام الله كما في الصورة المرفقة من كتاب ”ضحى الإسلام- أحمد أمين - ص 40“. طبعًا عوض سمعان بيقتبس الفكرة دي علشان يقول ينفع كلام الله يكون أزلي (كلام النفس) ويكون حادث (القرآن) وبالقياس، كلمة الله (أزلي) ومخلوق (في التجسد).

(تعليق): عاوز أقول أن فكرة تقسيم كلام الله بهذا الأسلوب.. فقرة مستمدة من الفسلفة الرواقية، واستخدمها بعض آباء الكنيسة- زي ثيؤفيلوس الأنطاكي- في سياق آخر- عن اللوغوس الداخلي logos endiathetos واللوغوس المنطوق prophorikos logos . نفس الشيء قاله أبو حامد الغزالي: إن كلام الله أزلي قديم ، قائم بذاته تعالى، وإن القرآن مقروء بالألسنة مكتوب في المصاحف، محفوظ في القلوب ، وهو مع ذلك قديم.. قائم بذات الله تعالى، لا يقبل الانفصال والافتراق بالانتقال إلى القلوب والأوراق. (الغزالي: إحياء علوم الدين ، ج1 ص: 156-157).

يُتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق