في الحقبة العربية،
أكيد كان في علماء مسلمين نقدوا الآراء الخريستولوجية زي ما نقدوا الثالوث وشرحه،
هنقابل دلوقت الإمام فخر الدين الرازي (الخطيب)، اللي عاش بين (1149-
1210م)، وقام بتأليف كتاب ”الأربعين في
مسائل الدين“ وفي المسألة (9) قدم اعتراض على التجسد، (أو الحلول أو الاتحاد)
كما يسميه كالآتي: القول بالحلول باطل، لأنه تعالى لو حلَّ في شيء، لكان إمَّا أن
يحلَّ مع وجوب أن يحل، أو مع جواز أن يحل. والأول باطل لوجهين: 1- أن ذلك يقتضي
إمّا حدوث الحال (مَن يحل= الله) أو قِدم المَحل (الإنسان)، وكلاهما محالان. (يعني
لو الله مضطر أن يحل.. يبقى لازم يا إما اللي هيحل فيه يكون أزلي، أو هو الله يكون
مش أزلي.. طبعًا ده غلط). 2- أنه لما حلّ مع وجوب أن يحل، كانت ذاته مفتقرة إلى
ذلك المحل، والمفتقر إلى الغير ممكن بالذات. (يعني معناها لو الله مضطر لكده يبقى
الله غير مكتفي بذاته.. وبالتالي معتمد على غيره.. وبالتالي هو ممكن الوجود مش
واجب الوجود). أما الاحتمال الثالث عن
أنه يجوز أن يحل.. فبيقول الرازي أنه باطل أيضًا.”لأن المعقول من الحلول كون
الحال مفتقرًا إلى المحل ومحتاجًا إليه. وإذا لم يوجد هذا المعنى، لم يتحقق معنى
الحلول“.
تفتكروا هل في حد مسيحي
رد على الكلام ده.. بالفعل رد الصفي بن العسال- واللي أورد جوابه هو أخوه
المؤتمن بن العسال في كتابه (مجموع أصول الدين- ج2- فصل 40) كالآتي: بالنسبة للاحتمال الأول:
قال إن الله فاعل مختار.. ولما أوجد المحدثات (المخلوقات) لم يتطلب ده ”حدوثه
أو قدم المحدثات“ أو لم يتطلب أنه يكون إمّا المخلوقات أزلية أو الله غير أزلي..
وعلى الاحتمال الثاني: مسألة أن الله مفتقر لذاته إلى المحل.. حاشا أننا نقول ان
الله عنده نقص في ذاته.. فهو الغني والمكتفي بذاته.. لكن أنه يكون لديه افتقار
ممكن يكون صح لو كان الحلول ده اضطراريًا مش اختياريًا.. أو لشيء في طبيعته
وبالتالي بالضرورة هيحل.. لكن إحنا بنقول بالاتحاد (أو التجسد) ليس عن اضطرار.. بل
بالاختيار .. والدافع هو ”جود الله“. وحتى لما خلق الإنسان ده كان
لجوده.. وليس لافتقار ذاته إلى الخلق.. كمان إذا كان الله هو اللي أوجد المحل نفسه.. يعني خلق الإنسان.. يبقى
كيف نقول أنه مفتقر إليه أو أن المحل أزلي!
يُتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق