الأحد، 10 يناير 2021

رحلتي مع سر الاتحاد- 16

 

نأتي للحقبة العربية، وفي الحقبة العربية تبنى بعض اللاهوتيين العرب موقفًا مهاجمًا لعقائد الطوائف الأخرى في موضوع الخريستولوجي.. هناخد مثالين للي تبنوا موقفًا هجوميًا: 1- بولس الراهب أسقف صيدا الملكاني (يعني متنبي لعقيدة خلقيدونية).. بولس الراهب في ”رسالته اللاهوتية“ بيقول فيها إن: 1- الملكية (الخلقيدونيين) بيقولوا إن المسيح أقنوم واحد.. وأنه طبيعتين: إلهية وبشرية. وفعلين: إلهي وبشري. ومشيئتين: إلهية وبشرية، ومريم هي والدة الإله. 2- أما النساطرة فقالوا إن المسيح أقنومين: إلهي وبشري، وطبيعتين.. وفعل واحد ومشيئة واحدة إلهية، ومريم ليست والدة الإله. 3- أما اليعاقبة (اللاخلقيدونيين) فقالوا إن المسيح أقنوم واحد إلهي، وطبيعة واحدة إلهية، وفعل واحد إلهي، ومشيئة إلهية، ومريم هي والدة الإله.


ثم يقول بولس الراهب أن الملكانيين تعلموا عقيدتهم من الكتاب المقدس.. لأن الكتاب بيقول ”عمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس“ فلو قالوا بأقنومين- زي النساطرة- يبقى الأقانيم بقوا 4.. (واحد للآب واتنين للمسيح وواحد للروح القدس)..  ولو قالوا إن المسيح أقنوم واحد- زي اليعاقبة- يبقى التعميد بنصف المسيح وليس بأكمله.. ولذلك قالوا أن المسيح أقنوم واحد وطبيعتين وفعلين..  وبيقول إن النساطرة أصابوا في قولهم طبيعتين وأخطأوا في قولهم أقنومين.. ثم يقول إن اليعاقبة أصابوا في قولهم أقنوم واحد وأخطأوا في قولهم طبيعة واحدة.. لأنهم بكده جعلوا الطبيعة الإلهية تتألم! النساطرة جزأوا المسيح.. واليعاقبة مزجوه امتزاجًا فاسدًا بقولهم طبيعة واحدة من طبيعتين.. فجعلوه لا إلهًا ولا إنسانًا مثل الخل والعسل اللذين إذا امتزجا استحال كل منهما عن طبيعته وصار طبيعة ثالثة.

واضح أن بولس الراهب الصيدوني مش واصله ما يؤمن به اليعاقبة (اللاخلقدونية) ... وبمراجعة البوستات السابقة.. نرفض الامتزاج الفاسد.. ونقول بأن الطبيعتين احتفظتا بخواص كل منهما.. وقولنا طبيعة واحدة ليس معناه إبطال إحدى الطبيعتين.. وبرغم إيماننا بوجود أفعال تليق باللاهوت وأخرى تليق بالناسوت.. فكما أوضحنا في السابق هذه الأفعال صادرة عن فاعل واحد subject  واحد.

من اللاهوتيين العرب اللي كان ليه موقف مهاجم أيضًا هو ثيؤدور أبو قرة..  واللي قال إن الأرثوذكسية (يقصد الملكانية) قالت إن المسيح أقنوم واحد وطبيعتين.. وأحاط بيها قولان غلط.. النسطورية اللي قالت بأقنومين وطبيعتين.. واليعاقبة اللي قالوا بأقنوم واحد وطبيعة واحدة..  وبيحلل المسألة من جهة موضوع موت المسيح كالآتي: النساطرة بيقولوا المسيح مات عنا بمعنى أنه مات كإنسان صرف.. زي أي واحد مننا.. والإنسان ده مش الابن الأزلي..  أما اليعاقبة قالوا إن اللي مات هو الابن الأزلي في طبيعته الأزلية (هنا الغلط.. مش بنقول كده). أما الملكانيين بيقولوا أنه مات عنا لا في طبيعته الإلهية بل في طبيعته الإنسانية.. (هو ده بالضبط اللي بنقوله مع استبعاد الفصل)!!

بيقول ثيؤدور أبو قرة أن نسطور أبطل الخلاص.. ويا حرام على الإنسان اللي اتصلب ده هل بأمر من ربنا ولا بالإجبار ولا بالتبرع من ذاته؟! وبعد كده بيهاجم اليعاقبة وبيقول إنهم وصلوا إلى درجة من الغلط لا تصل إليها البهائم (طب ليه الشتمية طيب؟!) ليه؟ علشان افتروا على الله وجعلوه يموت على الصليب.. وبيشتم ساويرس الأنطاكي لأنه هو اللي ابتدع الطبيعة المركبة وأدخلها رابوعًا على الثالوث. في السابق شوفنا إزاي ق كيرلس بيرفض هذا الادعاء.. مما يدل على أنه لم يطلَّع على ما يؤمن به اليعاقبة.. ده حتى بعض الناسطرة رفضوا قصة إدخال أقنوم رابع في الثالوث كما سنبين.

يُتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق