المحطة
الثالثة مع العلامة أوريجانوس (184- 254م)، اللي بيقول في كتاب المبادئ 2: 6: 3 إن الكلمة اللوغوس
خلق نفسًا تعلقت به بشدة العشق فصارت ”روحًا واحدًا“ معه.. والتحمت به لشدة
العشق... وصارت غير منفصلة عنه، وغير قابلة للانتزاع منه (لا أحد يأخذها مني يو
10: 18).. وصارت هذه النفس وسيط بين الله والجسد.. وبواسطتها ولد الله الإنسان أو
المتأنس.. النفس دي فريدة من نوعها لأن بقية النفوس سقطت، وبالتالي لم تكن محتاجة
للشفاء. والسؤال هنا لماذا اتخذها الكلمة؟
ثم يشبه هذه النفس باتحادها مع اللوغوس باتحاد الحديد
والنار ، والنار بتغلب على الحديد.. وبيقول القديسين ممكن يكون عندهم قبس من حرارة
كلمة الله لكن النفس دي تسكن فيها النار الإلهية ”بحال جوهري“. طبعا لا عجب
أن أوريجانوس اتهم بأنه ينادي بمسيحين بسبب كلامه على أن نفس المسيح كان ليها وجود
سابق عن جسد المسيح.. من ناحية تانية التعليم ده فيه شبهة غنوصية. كمان طبعًا
هنا ممكن حد يقول ان ارتباط النفس دي باللوغوس مختلف في الدرجة فقط مقارنة
بالقديسين.. وأن ده نوع من التصاق الحب.. وليس اتحاد طبائع.. وده رأي ”جون كيلي“
في كتابه ”العقائد المسيحية المبكرة“.
من ناحية تانية بنشوف
تشبيه الحديد والنار، وإن كان بمعنى مختلف عن الآباء اللاحقين. في نص تاني
استوقفني في تفسيره ليوحنا 10: 6: 23 بيقول فيه ”يحق أن يقال إنه إنسان وهو ليس
إنسانًا: إنسان بقدر ما هو قابل للموت، وليس إنسانًا بقدر ما هو إله أكثر منه
إنسان“. طبعًا صياغة إنسان ومش إنسان ده غير دقيقة برضو.. في الصياغات
الإيمانية اللاحقة هيكون في تأكيد على أنه إنسان كامل ولاهوت كامل.
يُتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق