نأتي
لمحطة مهمة مع اثنين من الآباء السريان واللي كان موقفهم مناهض لمجمع خلقيدونية،
منهم مار فليكسينوس المنبجي،
واللي عاش بين (440- 523م).. وهو من أهم الآباء السريان اللي أيدوا صيغة ق كيرلس
عن طبيعة المسيح.. وسعى لانتخاب ق ساويرس الأنطاكي أسقفًا عام 512م. مار فليكسينوس وافق على
مرسوم الاتحاد (الهنوتيكون) اللي عمله الأمبروطور زينون.. واللي حرم فيه نسطور
وأوطاخي وقبل ال 12 حرم اللي عملهم ق كيرلس.. وأكد فيه أن المسيح من طبيعة الآب
بحسب اللاهوت ومن طبيعتنا بحسب الناسوت.. وهو ابن واحد مش اتنين.
ق فليكسينوس كتب رسالة
لزينون قاله فيها: ”صار
إنسانًا باتخاذه ناسوتًا، لا إنسانًا بأقنومه، وذلك لئلا يُدخل زيادة على
الثالوث... أعترف بأن أقنوم الكلمة واحد.. صار إنسانًا، وليس أنه سكن في إنسان..
نعترف بالعذراء والدة الإله، كما نؤمن بأن الكلمة الذي تجسد.. لُف بالقمط، ورضع
اللبن.. مارس جميعها لأنه تأنس. له الأمور العظيمة بالنسبة إلى
طبعه، وله الأمور الصغيرة لأنه تجرد.. له
ما للآب لأنه مساو له في الألوهة، وله ما لنا لأنه صار مثلنا“.
ورد في كتاب ”الأحاجي في جهاد ق مار فليكسينوس المنبجي“ ص 38 أنه نادى بأن ”الصليب هو الكاروز بموت الله وبعدم مماته في آن واحد. إنه أبطل الموت بموته، ومن المحال أن يبطل سلطان الموت بمائت. إن عدم ممات الله لا يمنعنا من الإيمان بموته، كما أن موته لا يضطرنا إلى أنكار عدم مماته.. لا نضع طبع الإله الكلمة تحت الألم، ولا نقول بموت إنسان غريب عنه“.
الأب
التاني هو مار يعقوب البرادعي، (550- 578م) اسمه البرادعي من لبس
الشحاتين (خرق أو بواقي البرادع).. وكان بيلبس كده هروبًا من القبض عليه من
الأمبراطور جوستنيان الذي أثار اضطهاد على كل من يخالف قرارات مجمع خلقيدونية
(منهم كنيسة مصر وسوريا). الراجل ده خدها كعب داير في جميع أرجاء الأمبراطورية
يثبت الإيمان الارثوذكسي (اللاخلقيدوني) من ناحية، ويرد أتباع أوطاخي من ناحية
تانية، ويصالح ده على ده..، ويرسم أساقفة وكهنة هنا وهناك.. وفي كل حته.
يقول دكتور عزيز سوريال
عطية في كتابه ”المسيحية الشرقية“ أنه لم يعادله في رحالاته سوى القديس
بولس في العصر الرسولي. وقيل إنه رسم 102 ألف كاهن وأكثر من 80 أسقف! ده
الراجل المناسب في الوقت المناسب.. جه في وقت الكنيسة ضعيفة ومضطهدة ومنقسمة (بعد
مجمع خلقيدونية).. علشان بهمة وشجاعة ونشاط يحمي الكنيسة من الضياع.
يقول د عزيز سوريال إن
الملك العربي (الحارث بن جاب الله) طلب من البطريرك القبطي رسامة مطرانين لاقاليم
آسيا، وكان البرادعي واحد منهما.. ويقال
إن الملك الحارث ساعد على تهريبه من رجال الأمبراطور.. وكان البرادعي يحتمي
أحيانًا في بلاط الملوك العرب الغساسنة مثل الخليفة المنذر.. يُطلق على الكنيسة
السريانية والقبطية ب (اليعاقبة) نسبةً ليه.. وإن كان البعض مش بيحب التسمية دي
لأن إيمانا قبل مار يعقوب بكتير.. يقول
عنه البطريرك مار أغناطيوس زكا عيواص الأول ”أنه
البدر الذي ظهر في سماء الكنيسة في ليلة ليلاء وعصر مظلم“.
يُتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق