الأحد، 10 يناير 2021

رحلتي مع سر الاتحاد- 7

 

نأتي إلى آباء غربيين مثل ق أمبروسيوس (339- 379م) أسقف ميلان اللي في كتابه ”شرح الإيمان المسيحي“ بيقولنا سبب التجسد بالنسبة ليه هو شخصيًا: ”لماذا اتخذ لنفسه طبيعتي وضعفي؟ لقد كان من الصواب أن يُجرَّب وأن يتألم معي، وذلك لكي أعرف كيف انتصر عندما أُجرَّب... أخضع نفسه لمشاعر جسدي ولأجلي.. صار خطية ولعنة. ولأجلي وفيَّ تذلل وصار خاضعًا، ولأجلي صار حملاً.. وعبدًا.. قاصدًا ألا يعرف يوم الدينونة، ولأجلي لا يعرف اليوم ولا الساعة!

وبيقول لما صار لعنة فهذا ليس من جهة ألوهيته بل من جهة جسده، واللي بيسميه الهراطقة ”ضعفات المسيح“ هي قوتك! هي أدوية علاجك! ”لا تشك أنه توجد قوة خاصة في الضعف“. ولما نقول إنه مات فده من جهة جسده، ولما اتقال الكلمة صار جسدًا، لم يقصد تحول اللاهوت إلى ناسوت، بل أن جسده صار من نسل داود. وبيصلي كابن للإنسان ويأمر الريح كابن لله. ولما يتقال إن رأس المسيح هو الله، فهذا ليس من جهة ألوهيته، بل من جهة هيئته كخادم. وبيقول إن المسيح بحسب ميلاده الإلهي هو مساوي للآب، وبحسب اتخاذه جسدًا فهو خادم لله للآب!  ومع ذلك، ”فالابن هو واحد وهو هو نفسه، وهو بحسب مجده رب داود، وبحسب الجسد ابن داود ”دون أن يتخلى عن شيء مما له، لكن أخذ لنفسه الحقوق التي تتناسب مع اتخاذه للجسد من أجلنا“.


القديس أغسطينوس (345- 430م) في عظة له برقم 186 يقول: هوذا عذراء تحبل ولكنها باقية عذراء... لماذا تُدهش من هذا؟ لقد كان لائقًا بالله أن يولد هكذا حينما تنازل ليصير إنسانًا... لقد كان موجودًا قبل أن تُخلق هي، ولأنه كلي القدرة استطاع أن يصير إنسانًا ويظل كما كان..  هو خلق أمه حينما كان مع الآب، وحينما ولد من تلك الأم ظل في أبيه. فذلك الذي منح لأمه الامتياز بأن تظل عذراء حينما ولدت طفلها، كيف لا يستمر إلهًا حينما صار إنسانًا؟ إن حقيقة أن الكلمة صار جسدًا لا تعني أن الكلمة انسحب وتحطم عندما لبس الجسد. بل بالحري فإن ذلك الجسد اقترب من الكلمة، حتى كما أن الإنسان نفس وجسد، هكذا المسيح يكون إلهًا وإنسانًا، فالذي هو إنسان هو نفسه الله، والذي هو الله هو نفسه إنسان، لا باختلاط الطبائع بل بوحدة الشخص. أخيرًا فالذي هو ابن الله لكونه مولودًا من الآب هو أبدي على الدوام مع أبيه، وهو الذي بكونه ولد من العذراء صار ابن الإنسان. وهكذا فالناسوت أُضيف إلى لاهوت الابن، بدون أن ينتج عن ذلك أربعة أقانيم، فيظل الثالوث باقيًا كما هو“.

يُتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق