من
كتابات ق كيرلس بعد الجدل النسطوري، كتاب اسمه ”عن تجسد الابن الوحيد“ هو
ترجمة للدكتور جورج بباوي.. وفي الكتاب ده ق كيرلس السكندري في شرحه لطبيعة
الاتحاد بين اللاهوت والناسوت في التجسد.. بيقول إن في اتحاد بيحصل بين شيئين عن
طريق التجاور أو الخلط أو التركيب- وعلشان نفهم الكلام ده محتاجين خلفية فلسفية
عند أرسطو والرواقيين اللي كان عندهم أنواع مختلفة من المخلوطات.. فمثلاً 1- التجاور juxtaposition وده زي ما أرسطو بيشرحه
زي خلط عنصرين زي القمح والشعير.. مش هيحصل بينهم تفاعل.. وكل عنصر هيفضل محتفظ
بخواصه. 2- أو الخلط mixture أو
المزيج ودي كان العنصرين بيتأثروا وبيدوني حاجة وسط بين الاتنين.. وكان في أنواع
تانية من المزيج مكنتش بتفسد العنصرين... أو بتفسد عنصر واحد والثاني لا.. بحسب
قوة هذا العنصر. يعني أرسطو وألكسندر الأفروديسي شرحوا هذه الأنواع.
المهم
أن ق كيرلس بيقول أن الاتحاد اللي حصل في التجسد.. مش أي نوع من دول.. ده شيء يفوق
الفهم البشري. لكنه بيلجأ لتشبيه استخدمه آباء كتير وهو نظير اتحاد النفس بالجسد..
لكن كان عنده تحفظات عليه.. الشيء اللي موافق عليه هو إن الإنسان مركب من نفس وجسد
ولكنه في النهاية شخص واحد (one person) هكذا
المسيح في تجسده.
في كتاب تاني بعنوان ”المسيح
واحد“ يقول ق كيرلس السكندري: ”ولِد هذا الذي هو الكائن الأزلي، بحسب
الجسد، وأخذ ما يخصنا في ذاته، حتى أن المولودين جسديًا، أي نحن الفاسدين
والهالكين، نرتاح فيه، أي في ذاك الذي أخذ كل ما لنا، لكي نأخذ نحن كل ما له... لأنه
من أجلكم افتقر وهو غني، لكي تستغنوا أنتم بفقره (2كو 8: 9)... لأنه إن لم يفتقر ويخلي
ذاته ويأخذ ما يخصنا... ما كان بإمكاننا أن نكتسب كل ما له، بل نظل مقيدين بقيود
فقرنا وباللعنة وبموت الخطية. لأن
تجسد الكلمة أبطل كل ما حل بالطبيعة البشرية من لعنةٍ وعقوبة“.
كمان
ق كيرلس عنده الرسائل الفصحية، ورسائله مع نسطور نفسه، ومع الباب يوحنا الأنطاكي، ق
كيرلس السكندري في الرسالة الفصحية رقم 45 لأسقف اسمه سوكينسوس، بيوضح بعض
المفاهيم الأساسية عن سر التجسد: 1- أن
الجسد الذي اتخذه الكلمة (الأقنوم الثاني) أخذه من مريم.. ليه؟ كيف
نقول إنه صار إنسانًا لو لم يكن قد لبس جسدًا مثل أجسادنا؟ 2- ثم يقول لو تأملنا
كيفية تأنسه ماذا سنرى؟ سنرى ”طبيعتين اجتمعتا إحداهما مع الأخرى، في اتحاد لا
يقبل الانفصام، وبدون اختلاط، وبدون تغيير، لأن جسده هو جسد وليس لاهوتًا، رغم أن
جسده قد صار جسد الله. وبالمثل الكلمة هو الله وليس جسدًا، رغم أنه جعل الجسد
خاصًا به بحسب التدبير“.
فنحن عندما نقول إنه كان من طبيعتين فنحن ”لا نجرح
الوحدة، ولكن بعد الاتحاد لا نفصل الطبيعتين... كما قال الآباء: طبيعة واحدة
متجسدة لكلمة الله“.
في هذا الاقتباس بتظهر الصيغة الخريستولوجية الشهيرة
للقديس كيرلس:
μία
φύσις τοῦ θεοῦ λόγου
σεσαρκωμένη
أو ”ميا فيسيس تو ثيؤ
لوجو سيساركوميني“
يُتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق