الأحد، 10 يناير 2021

رحلتي مع سر الاتحاد- 1

 

محطتنا الأول مع العهد الجديد، بشكل عام العهد الجديد بيأكد على أن الله ظهر في الجسد، وأثبت ألوهية المسيح من خلال المعجزات وغيرها من التصريحات، كما نسب إليه أفعال تنتمي لبشريته مثل تعبه وبكائه وشعوره بالحزن في بستان جثيماني أو عدم معرفته للساعة، دون أدنى إحساس بالحرج أو التحفظ. لكن الجدل الخريستولوجي اللاحق في تاريخ الكنيسة هيكون حوالين تفسيرات هذه الآيات واستنباط صياغات لاهوتية منها. من ناحية تانية هنلاقي مثلاً يوحنا البشير بيتصدى لبدعة مبكرة، وهي الدوسيتية أو الخيالية، ودي هرطقة ظهرت في وقت مبكر جدًا.. وقال الخياليون أن جسد المسيح مش حقيقي.. بل هو مجرد خيال أو شبح.


في إحدى رسائله كالتالي: ”الَّذِي سَمِعْنَاهُ، الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ“ (1يو 1: 1). وهنا بيأكد إن المسيح لم يظهر كشبح أو خيال وإنما بجسد حقيقي. هنلاقي ق يوحنا البشير بيرد أيضًا كالتالي: (1يو 4: 2): ”كُلُّ رُوحٍ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَهُوَ مِنَ اللهِ. ( 2يو 7): ” لأَنَّهُ قَدْ دَخَلَ إِلَى الْعَالَمِ مُضِلُّونَ كَثِيرُونَ، لاَ يَعْتَرِفُونَ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ آتِيًا فِي الْجَسَدِ. هذَا هُوَ الْمُضِلُّ، وَالضِّدُّ لِلْمَسِيحِ.

لو رحنا لمحطة تانية هنلاقي الآباء الرسوليين زي مار أغناطيوس الأنطاكي (ت 107 م) بيواجه نفس البدعة وبيقول في رسالة سيمرنا 2: 1 ”تألم حقًا وقام حقًا بقدرته. إنه لم يتألم ظاهريًا كما يقول بعض الجاحدين. وكذلك في سيمرنا 3 تحدث أغناطيوس الأنطاكي عن قول المسيح بعد القيامة: ”جسوني وانظروني“ وأنه أكل وشرب معهم بعد القيامة (يو 21: 39- 43). وفي سيمرنا 7: يتحدث عن امتناع هؤلاء الهراطقة عن الاشتراك في سر الافخارستيا. وهنا يظهر الاحتكام لليتورجيا للدفاع عن عقيدة الكنيسة.(جدير بالذكر أن بعض الهراطقة كانوا إمّا بيمتنعوا عن التناول خالص أو يتناولوا خبر ولبن.. لأن الدم معناه أنه جسد حقيقي. معرفش اللبن إشارة لإيه).

مرة تانية مار أغناطيوس في تراليا 9، 10 بيقول: ”صموا آذانكم عندما تسمعون كلامًا لا يكون عن المسيح ابن داود المولود من مريم العذراء، عن المسيح الذي ولد حقًا وأكل حقًا وشرب واحتمل الآلام“ (الإشارة هنا إلى سلسلة الأنساب كدليل على الولادة الحقيقية).

يُتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق