الاثنين، 30 نوفمبر 2020

رحلتي مع الثالوث- 24

 

ندخل بداية القرن العشرين، وحوالي عام 1910 كتب ”إسكندر أفندي عبد المسيح الباجوري“ في حبرية البابا كيرلس الخامس.. كتابًا بعنوان ”البحث الفلسفي الحديث في حقيقة علم التثليث“. 

  


وكانت الافتتاحية كالتالي: بسم الآب البادي، والابن الفادي، والروح الهادي، ثالوثنا الكامل، إلهنا الواحد العامل، ذي الوحدة الجوهرية، والأقانيم التثليثية، والمزايا الصمدانية، والأمجاد السرمدية، له القدرة والسلطان“. إسكندر أفندي وجد شخص مسلم بينتقد إيمانه.. فحاول يرد عليه من القرآن.. مع تأكيده على الاحترام الكامل للدين الإسلامي والقرآن.. فيبني حجته على بعض النصوص القرآنية منها سورة المؤمنين والآية التي تقول ”تبارك الله أحسن الخالقين“ وبيقول إسكندر أفندي أنه رجع إلى كتاب ”المصباح المنير للشيخ الفيومي“ فوجده بيقول: لا يجوز نسبة الخلق إلى غير الله متى جاءت مصحوبة بأل التعريف..  ثم رجع إلى كتاب ”أقرب الموارد في فصح العربية والشوارد“ للشيخ الشرتوني في لبنان ليجد أن ”خلق“ معناها ”أبدع الشيء على غير مثال سابق“، وبالتالي الجمع المذكر السالم في ”الخالقين“ إما يشير إلى تعدد الآلهة، وهنا قال اسكندر أفندي ”حاشا لله أن القرآن ينادي بهذا وهو الداعي بالتوحيد المطلق“،  أو يشير إلى شيء آخر ”لا ينطبق على الوحدة المجردة“، وإلا ما كان وصف بصيغة الجمع.

يقول اسكندر أفندي أن ”آراء القرآن في التثليث إيجابية اعترافية تصريحية ودية لا عيب فيها.. وعلى كل حال شريفة معتبرة“. وإن كلام القرآن أسمى من كلام المفسرين ”لأن القرآن نهانا عن جعل الله ثالث ثلاثة.. لكي يعلمنا أن الأقانيم ليست آلهة متعددة مستقلة“. ولما قال القرآن في سورة النساء ”إنما عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، فآمنوا بالله ورسله، ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرًا لكم، إنما الله إله واحد“. فهنا بيقول اسكندر أفندي أن اعتقادنا في الثالوث لا يزيد على ما جاء في القرآن: نؤمن ب3 أقانيم (الله وكلمته وروحه) كما جاء في سورة النساء.. ثم لا نقول بثلاثة آلهة؛ لأن الله واحد في جوهره مثلث في أقانيمه.

يُتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق