الجمعة، 27 نوفمبر 2020

رحلتي مع الثالوث- 1

 

هذه السلسلة من التدوينات بعنوان ”رحلتي مع الثالوث“ هي ثمر بحثي في هذا الموضوع، والذي كنت أشارك تفاصيله في هاشتاج #الثالوث على منصة الفيسبوك. سأحاول في هذه التدوينات تنقيح المحتوى وترتيبه لمزيد من الفائدة، وذكر المراجع بقدر ما أستطيع.


محطة (1): الثالوث في الكتاب المقدَّس، وسنبدأ بالأناجيل الإيزائية وأعمال الرسل: ممكن نلاقي الثالوث في أناجيل متى ومرقس ولوقا كالتالي:

1- اسم يهوه واسم يسوع

في متى 18: 20 ”حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ“ هنا يسوع هو محور الاجتماع.. فهو يحضر أو يحل كيهوه وسط شعبه.. وفي كتابات مدراشية تقول ”إذا اجتمع اثنان أو ثلاثة لدراسة التوارة، فإن مجد الشاكيناه يحل عليهم“. وهنا يسوع هو شاكيناه (أو حضور) يهوه في مجده وسط شعبه. في متى 7: 22 ”كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا“، التعبير المهم هنا هو ”بِاسْمِك“، لأننا بنفهم من إرميا إزاي النبوة الحقيقية لازم تكون باسم يهوه. فمثلا إر 27: 15 ”لأني لم أرسلهم، يقول الرب، بل هم يتنبأون باسمي بالكذب“. ونفهم من تث 18 أن النبي لابد أن يتكلم بكلام الرب (يهوه).

2- أفعال يسوع أفعال إلهية

في حادثة المفلوج المدلى من السقف، قال يسوع ”يَا بُنَيَّ، مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ“ (مر 2: 5). في ناس كتير حاولت تفسر الآية دي على أنها نوع من ”الحل الكهنوتي“ أو ”إعلان نبوي“، لكن الفيصل هنا حاجتين: 1- أن العهد القديم بيأكد أن غفران الخطايا هو عمل حصري لله، نقرأ في ميخا 7: 18 ”مَنْ هُوَ إِلهٌ مِثْلُكَ غَافِرٌ الإِثْمَ وَصَافِحٌ عَنِ الذَّنْبِ لِبَقِيَّةِ مِيرَاثِهِ!“. 2- استجابة الجمهور لهذه العبارة إذ قال الكتبة ”لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هذَا هكَذَا بِتَجَادِيفَ؟ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ؟“ وده يأكد أن المسيح هنا بينسب لنفسه حق إلهي حصري.

3- الوجود السابق للمسيح

يمكن فكرة الوجود السابق للمسيح مش واضحة في الأناجيل الإيزائية زي مقدمة إنجيل يوحنا.. لكن بالتدقيق هنلاقي، فمثلاً: في رثاء المسيح لأورشليم عبارة لافتة.. ”يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ“ (مت 23: 37). عبارة ”كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ“ مع رفض بني اسرائيل وقتلهم للأنبياء جيل بعد جيل، بيفترض أن يسوع كان ليه عمل على مدار تاريخ بني إسرائيل.. وممكن نربط الفكرة دي مع 1كو10 والكلام عن المسيح ”الصخرة“ التي كانت تتبعهم، وأنهم جربوا المسيح في البرية (1كو 10: 9).

بالنسبة لسفر أعمال الرسل، هنلاقي القديس بطرس في عظته يوم الخمسين بيقول ”وَإِذِ ارْتَفَعَ بِيَمِينِ اللهِ، وَأَخَذَ مَوْعِدَ الرُّوحِ الْقُدُسِ مِنَ الآبِ“ (أع 2: 33)، والآية دي في اعتراف بالأقانيم الثلاثة.. ق بطرس برضو بيلقب المسيح بلقب ”رئيس الحياة“ (أع 3: 15). كما يعلمنا سفر أعمال الرسل أيضًا أن الكذب على الروح القدس هو الكذب على الله (أع 5)، وأن تجربة الروح القدس= تساوي تجربة الله..

أيضًا في أع 16: 6، 7 بنقرأ: ”وَبَعْدَ مَا اجْتَازُوا فِي فِرِيجِيَّةَ وَكُورَةِ غَلاَطِيَّةَ مَنَعَهُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ أَنْ يَتَكَلَّمُوا بِالْكَلِمَةِ فِي أَسِيَّا. فَلَمَّا أَتَوْا إِلَى مِيسِيَّا حَاوَلُوا أَنْ يَذْهَبُوا إِلَى بِثِينِيَّةَ فَلَمْ يَدَعْهُمُ الرُّوحُ“، أو لم يدعهم ”روح يسوع“ بحسب الترجمة العربية المشتركة، الكاثوليكية، والبولسية، وكتاب الحياة. هنا المنع اللي اتهرضله بولس واللي معاه اتقال مرة بالروح القدس، ومرة بروح يسوع، وهما نفس الشيء.

يُتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق