الاثنين، 30 نوفمبر 2020

رحلتي مع الثالوث- 22

 

نتوجه للغرب علشان نتقابل مع فيلسوف مهم جدًا في العصور الوسطى وهو توما الأكويني، واللي عاش بين (1225- 1274م)، في مبحث 27 من كتابه الأشهر ”الخلاصة اللاهوتية“، توما الأكويني بيقول هل ينفع يكون في ”صدور“ في الله (صدور كالتوليد أو الانبثاق)، هيقول- كأنه على لسان أحد المعترضين- إن الصدور عبارة عن حركة إلى الخارج ”وليس في الله شيء متحرك ولا خارجي“، هنا الأكويني بيعبر عن المفهوم الأرسطي عن أن الله هو المحرك الذي لا يتحرك!


وبيقول كمان إن كل صدور مغاير لمصدره ”وليس في الله تغاير“، وبالتالي مستحيل يكون في صدور في الله. طب نفسر آية يو 8: 32 ”من عند الله خرجت“ إزاي؟ قالك في ناس قالت بالصدور من قبيل صدور المعلول عن العلة (بالخلق) وده أريوس، أو كصدور من قبيل العلة إلى المعلول وده سابليوس، وكلاهما فهما الصدور على أنه شيء خارجي ولم يجعله في نفس الله. لكن الصدور في الله إلى الداخل مثل ”العقل الذي يستقر فعله، وهو التعقل، في نفس المتعقل“. وبالتالي الصدور عند الله مختلف عن الجسمانيات، فهو ”ليس بحركة خارجية أو بتأثير علة في معلول خارج كصدور الحرارة من المسخِّن إلى المتسخِّن، بل بحسب الصدور المعقول كصدور الكلمة المعقولة عن قائلها الذي تبقى مستقرة فيه“، والتشبيه قاصر!  

بعد ما اتكلم الأكويني عن إمكانية الصدور في الله procession بدأ يقول هل يجوز التوليد في الله؟ لأنه بحسب معترض متخيّل التوليد هو انتقال من اللاوجود إلى الوجود.. وهذا شيء لا يليق بالله.. كمان المتولِّد هيستمد وجوده من الوالد له فيكون وجوده مقبول.. مقبول يعني received يعني وجوده مش من ذاته.. وده برضو لا يليق بالله. طب هنفسر إزاي آية مزمو 2: 7 ”أنا اليوم ولدتك“؟

الأكويني بيجيب كالتالي: التوليد على نوعين: 1- في كل الموجودات التوليد بيكون انتقال من القوة إلى الفعل (وده مفهوم أرسطي بيقسم الموجودات نوعين: موجود بالقوة الكامنة potential وموجود بالفعل والتحقيق  actual. يعني البذرة دي شجرة بالقوة الكامنة فيها.. لما تكبر تكون شجرة بالفعل. الطفل راجل بالقوة الكامنة فيه.. لما يكبر يبقى راجل بالفعل). المهم هذا المعنى يستحيل تطبيقه على الله. 2- لكن في نوع تاني من التوليد يخص الأحياء فقط.. يعني الكائنات الحية.. بيكون فيها التوليد عبارة عن صدور من نفس طبيعة النوع وبالتالي توجد المشابهة.. مثل صدور إنسان عن إنسان وفرس عن فرس.. (أغسطينوس هيستخدم نفس المبدأ ويقول كل مولود يشبه والده في الطبيعة).  وبالتالي الولادة في الله بتكون بحسب نفس الجوهر أو الطبيعة.. وليست جسمانية.. بل تشبه عملية التعقل (ولادة الفكر) في الإنسان.. وبالتالي صدور الكلمة الإلهية اللوغوس.. صدور قائم بذاته.. وبحسب نفس النوع أو الطبيعة.

يُتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق