الجمعة، 27 نوفمبر 2020

رحلتي مع الثالوث- 2

 

محطة (2): الثالوث في رسائل بولس، في كورنثوس الأولى 12 بيناقش معلمنا بولس الرسول فكرة التفرقة بين الروح القدس الحقيقي والأرواح الأخرى المزيفة.. وبدل ما يقدم قائمة بالفرق بين ده وده.. هنلاقيه بيضع الروح القدس في سياق علاقته بالآب والابن ويقول: ”أُعَرِّفُكُمْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ وَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِرُوحِ اللهِ يَقُولُ: «يَسُوعُ أَنَاثِيمَا». وَلَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَقُولَ: «يَسُوعُ رَبٌّ» إِلاَّ بِالرُّوحِ الْقُدُس“ (ع3). من هنا نفهم أن ”روح الله“ يشهد ليسوع ويساعد الإنسان على الاعتراف بربوبية المسيح.



في الآية السابقة يظهر الثالوث مكتملاً.. لكن بولس بيأكد تاني كما يلي: ”فَأَنْوَاعُ مَوَاهِبَ مَوْجُودَةٌ، وَلكِنَّ الرُّوحَ وَاحِدٌ. وَأَنْوَاعُ خِدَمٍ مَوْجُودَةٌ، وَلكِنَّ الرَّبَّ وَاحِدٌ. وَأَنْوَاعُ أَعْمَال مَوْجُودَةٌ، وَلكِنَّ اللهَ وَاحِدٌ، الَّذِي يَعْمَلُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ“ (ع 4-6). الروح واحد، والرب واحد، والله واحد. بدون تنافسية ولا تعارض بينهم.

أمّا رسالة العبرانيين بتبدأ بالكلام عن الله الذي كلم الآباء بالأنبياء ثم كلمنا في آخر الأيام في ”ابنه“.. ثم يصف هذا الابن كالتالي: ”بهاء (أو شعاع) مجده، ورسم (أو صورة) جوهره“، وفي إحدى الترجمات الإنجليزية (exact representation of His nature). هذا الابن هو أعظم من الملائكة بحكم الاسم الذي حصل عليه (الابن)؛ ”لأَنَّهُ لِمَنْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ قَطُّ: «أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ»؟“ (1: 5)، وأيضًا ”ثُمَّ لِمَنْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ قَطُّ: «اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ»؟“ (1: 13). ثم يستشهد بولس في رسالة العبرانيين بمزمور 44 ليصف هذا الابن بقوله: ”كُرْسِيُّكَ يَا أَللهُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ“ (1: 8)، وبكده يوصف الابن باسم الله المعرف (ho theos) وبأداة التعريف.

أمّا في رسالة تيطس هنلاقي في الرسالة دي بولس بيبدأ بالتحية وبيقول: ”نِعْمَةٌ وَرَحْمَةٌ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ الآبِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مُخَلِّصِنَا“ (1: 4). ثم يقول أنه حين ظهر ”وَلكِنْ حِينَ ظَهَرَ لُطْفُ مُخَلِّصِنَا اللهِ... خَلَّصَنَا بِغُسْلِ الْمِيلاَدِ الثَّانِي وَتَجْدِيدِ الرُّوحِ الْقُدُسِ“، وهذا التجديد بالروح اللي” الَّذِي سَكَبَهُ (الله) بِغِنًى عَلَيْنَا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ مُخَلِّصِنَا“ (3: 4- 6). وبالتالي هنا نشوف إن الله هو المخلص، والمسيح هو المخلص أيضًا، والروح القدس هو وسيط تقديم هذا الخلاص للجماعة المسيحية.

يُتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق