ما زلنا في القرن ال 12، ودلوقت إحنا مع البطريرك إيليا
الثاني الجاثليق النسطوري (المتوفى 1131)، واللي عنده كتاب من جزئين اسمه ”كتاب
أصول الدين“ بيقول فيه: ”لا يُقال في جملة الثلاثة اقانيم إنها ثلاثة آلهة
،بل إله واحد. وإن كان يُقال على واحد
إنه إله، لأن الذات واحدة، واسم الإله واقع على الجوهر العام“.
ويقول أيضًا: ”فلا بتوحيد ذاته يبطل
تثليث صفاته، ولا بتثليث صفاته يبطل توحيد ذاته“. ثم يتحدث عن أن هناك 3 صفات
مختصة بذات الله لازمة له، وصفات أخرى عديدة تتعدى إلى المخلوقات.. يقول الجاثليق
إيليا الثاني أن نظام الخليقة ووحدتها يدلنا على أن الله واحد.. لكن هذا الواحد
يتميز عن الكائنات الحية الناطقة المحدثة (بالأزلية)، ويتميز عن الكائنات الحية
غير الناطقة (بالنطق)، ويتميز عن الجمادات (بالحياة)، فاستنتج 3 صفات لازمة للذات
الإلهية غير مفارقة له هي (الأزلية والنطق والحياة).
ثم يستخدم عدة تشبيهات منها: عين (قرص) الشمس ونورها
وحرارتها، النفس البشرية ونطقها المتولد عنها والحياة الفائظة منها، التفاحة برائحتها وطعمها ولونها، الإنسان بنفسه وجسمه
وروحه. ثم يقول: ”إن النصارى
يعتقدون في البارئ تعالى أنه إله واحد، رب واحد، معبود واحد، لا إله قبله ولا
بعده، ولا إله إلا هو، لا شريك له في الأزلية، ولا مثيل له في الذاتية، ولا نظير
له في الربوبية، ولا رب غيره، ولا معبود سواه“.
نأتي إلى محطة أخرى مع العلامة السرياني مار
ديونيسيوس يعقوب بن الصليبي (القرن 12)، اللي في تفسيره لإنجيل يوحنا، يجيب بن
الصليبي على سؤال: لماذا سماه يوحنا الكلمة (اللوغوس)؟ ”الجواب أن الابن سُمي
كلمة لأنه مولود من الآب كما أن كلمتنا العقلية يلدها عقلنا الذي هو روحي محض.
وأيضًا لأن الابن باعتباره ابنًا وحيدًا لله غير قابل الآلام والولادة الزمنية.
ثم كما أنه بوجود العقل توجد فينا الكلمة، لأن العقل إن لم يدرك ويعقل لا يكون
عقلاً، هكذا منذ وجود الآب وجد الابن، أي الكلمة، بحيث لا يمكنك أن تدل على زمن أو
تتصوره من دون أن يكون الابن“.
ثم يشرح ابن الصليبي 3 معاني لكلمة ”البدء“ : 1- بمعنىى
علة لما يأتي بعده. 2- بمعنى بداية بدون أن تكون علة مثلما نقول بداية العمل في
المعاصر. 3- بمعنى الأزل. ويقول إن يوحنا في مقدمة إنجيله استخدم المعنى رقم 3،
بينما موسى في بداية سفر التكوين استخدم المعنى رقم 2.
نأتي
لشخص آخر يُدعى، عبد يشوع الصوباوي (النسطوري) والمتوفى في 1290. له كتاب يسمى
”الجوهرة“ يقول فيه ”إن الله أزلي لا علة له، وهو علة كل الموجودات، ليس
جسمًا، ومنزه عن كل صفات المادة. يدرك ذاته، ومَن يعرف ذاته هو حي“. وبيركز على
3 (خواص) في الله هي (العقل والحكمة والحياة)، ويستخدم تشبيه الشمس الواحدة بالقرص
والشعاع والحرارة. يقول ”إن كل موجود إمّا جوهر وإمّا عرض، غير أن جوهر الله لا
يخضع للأعراض، وهذه الخواص الثلاثة جوهرية، لذا سميت أقانيم، وليست قوى عرضية“.
ويرى أن نون الجمع في ”لنعمل الإنسان على صورتنا“ رمزًا للثالوث.
يُتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق