الأحد، 29 نوفمبر 2020

رحلتي مع الثالوث- 8

 

بعد أثناسيوس، بطل نقية، هيجي آباء كتير يدافعوا عن قانون الإيمان النيقوي، مثلاً ق ديديموس الضرير واللي عاش بين (313- 389م) واللي كتب كتاب ”عن الثالوث“ (لم يُترجم بعد إلى العربية)، وكتاب ”عن الروح القدس“ أثبت فيه ألوهية الأقنوم الثالث من آيات الكتاب المقدس والتقليد والليتورجيا. 


ويقول ”يظهر جليًا أن الروح القدس هو ملء نعم الله، وأن كل الخيرات التي يمنحها الله ليست شيئًا آخر سوى الروح القدس الحي“ (12)، ويقول مثل ق أثناسيوس أن الكتاب المقدس عادة ما يشير إلى الروح القدس بأداة التعريف "أل"، ليميزه عن أي أرواح أخرى (73). ولما يذكر قول المسيح عن الروح القدس أنه ”لأنه لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ“ (يو 16: 13)، يقصد أن الروح القدس غير منفصل عن الآب والابن. ويشير من هذه الآية أن هناك حديثًا داخل الثالوث بما يتوافق مع طبيعته غير الموصوفة.

قريب من هذه الفترة الزمنية، نتجه شرقًا، حيث مار إفرام السرياني (303- 373 م)، قيثارة الروح القدس، في نشيد رقم 40 من أناشيد الإيمان يكتب مار إفرام قصيدة عن الثالوث، فيما يلي ترجمتها مع قليل من الاختصار والتصريف..

”الشمس سراج لنا وما مَن هو كفوء لها (ليفهمها).

فبالأحرى (مَن يفهم) الإنسان، وفوق ذلك الله.

نور الشمس ليس أدنى منها. ولا كان له زمان لم يوجد فيه.

نور الشمس يمكن أن يُحسب كثاني، والحرارة  كثالث.

وهما ليسا منفصلين عنها (أي الشمس) ولا متمهيان بها.

الواحد يشبه الواحد ولا يشبهه في نفس الوقت.

الثاني يُمزج في الشمس ولكنه متمايز عنها.

والثالث ممتزج فيها ولكنه مختلف في ذات الوقت.

ليصمت البغاة أمام الأمور الجلية؛

لأن أمامنا واحد في ثلاثة، وثلاثة في واحد.

ممتزجون ولكنهم غير جامدون، متمايزون لكن غير منفصلين.

وفي كل هذا عجبٌ يسكتنا... ثم يقول عن الشمس أيضًا.

كيان عجيب يلد ذاتيًا. ينقبض جمعًا وينبسط ثلاثًا“.

الجملة الأخيرة ترجمتها الإنجليزية جميلة جدًا:  

(gathers itself in collectively, and spreads itself in threefold form)

ثم يقول مار إفرام عن الثالوث:

”كم ينبغي لنا أن نقبل هؤلاء الثلاثة ببساطة وفي حب بلا أسئلة.

لأن طبيعتهم لا تتعقبنا لتتشبه بنا.

الخلائق مختلفة ومتباينة فيما بينها،

فكم بالأحرى (الكائن)، هو أعظم من الكل، ومتمايز عن كل ما سواه.

يُتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق