الجمعة، 27 نوفمبر 2020

رحلتي مع الثالوث- 3

 

محطة (3)، مع الثالوث في كتابات الرسول يوحنا، في مقدمة إنجيل يوحنا، بنجد الكلمة (اللوغوس) الأزلي ”عند الله“، والذي يوصف بأنه ”الله“، والذي يوصف أيضًا بأنه المونوجنيس أو الابن الوحيد (1: 18)، كما نرى تمييز واضح بين الولادة الخاصة للوغوس من الله، (بالطبيعة)، في مقارنة مع ولادة المؤمنين (بالتبني). كذلك نرى أن الله الآب أحب العالم حتى بذل ابنه الوحيد من أجل خلاصهم (3: 16)، وأن الآب أحب الابن ودفع كل شيء في يده (3: 35)، وأن الآب يقيم من الأموات والابن يقيم من الأموات (5: 21)، والابن يعمل ويظل يعمل، فأراد اليهود أن يقتلوه لأنه جعل نفسه معادلاً لله (5: 18)، كما أراد اليهود أن يرجموه لأنه قال ”قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ“ (8: 59).



في رسالة يوحنا الأولى، وفي افتتاحية الرسالة نرى أن الشركة المسيحية هي ”أَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ“ (1: 3)، ووأن دم يسوع ”ابن الله“ يطهرنا من كل خطية (1: 7)، لأن الآب ارسل ابنه كفارة لخطايانا (4: 10)، وأن الآب أعطانا حياة ابدية ”في ابنه“ (5: 11)، وإحنا عارفين أن ابن الله جاء وأعطانا بصيرة لنعرف الحق (5: 20)، وأن ضد المسيح هو مَن ينكر الآب والابن (2: 22)، و”كُلُّ مَنْ يُنْكِرُ الابْنَ لَيْسَ لَهُ الآبُ أَيْضًا، وَمَنْ يَعْتَرِفُ بِالابْنِ فَلَهُ الآبُ أَيْضًا“ (2: 23)، و”مَنِ اعْتَرَفَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ابْنُ اللهِ، فَاللهُ يَثْبُتُ فِيهِ وَهُوَ فِي اللهِ“ (4: 15)، وأن وصية الله الآب أن ”نُؤْمِنَ بِاسْمِ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ“ (3: 23)، وهنعرف أننا ثابتين في الله إزاي؟ ”مِنَ الرُّوحِ الَّذِي أَعْطَانَا“ (3: 24)، وأخيرًا ”مَنْ هُوَ الَّذِي يَغْلِبُ الْعَالَمَ، إِلاَّ الَّذِي يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ابْنُ اللهِ؟“ (5: 5).

في سفر الرؤيا، وفي افتتاحية السفر يوحنا من بطمس بيرسل تحية من الله الكائن، وال7 أرواح اللي قدام عرشه، ومن ابنه اللي جعلنا ”ملوك وكهنة لله أبيه“ (1: 6). في سفر الرؤيا الابن هو الخروف المذبوح الذي يُقدَّم ليه مع الله الآب ”الْبَرَكَةُ وَالْكَرَامَةُ وَالْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ“ (5: 13). نفس الكرامة تُعطى للآب والابن.

نيجي لتعبير السبع أرواح الله.. في رؤيا 4: 5 بنشوف أمام العرش 7 مصابيح نار موقدة وبيفسرها بأنها سبعة أرواح الله. لو حاولنا نفهم مفردات وصور يوحنا هنربط النص ده بزكريا 4: 10 اللي شاف رؤيا فيها منارة وعليها 7 سرج (مصابيح) .. وفسَّر السرج بأنها أعين الرب الجائلة في الأرض كلها.. من ناحية تانية إحنا بنشوف إن الخروف القائم كأنه مذبوح عنده 7 عيون (5: 6)، وبيفسرها بأنها سبعة أرواح مرسلة إلى كل الأرض.. يبقى نقدر نقرب شوية من سباعيات يوحنا هنا.. إن دور الروح أنه يمثل الآب ويمثل الابن في كل الأرض.. والسبعة هنا ليست سوى إشارة للكمال..

يُتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق