نأتي إلى محطة القرن ال 13، ومع حد مهم ومبدع هو أبو
شاكر بن الراهب (ق 13). ابن الراهب عنده كتاب اسمه
”الشفا في كشف ما استتر من لاهوت سيدنا المسيح واختفى“، بيشرح فيه أن ”سادات
السُّنة المسلمين“ قالوا عن الله أنه موجود، قديم، أزلي، حي، ناطق، سميع، بصير،
عالم، حكيم، مدرك، مريد، رؤوف، رحيم. دول 13 صفة، وكان المعتزلة بيقولوا ب 7 صفات
بس، لكنه بيقول إن صفات مريد، وسميع، وبصير هي صفات لصفة الحياة. وصفات عالم،
وحكيم، ومدرك هي صفات لصفة النطق. وصفات رؤوف ورحيم هي صفات لصفة المقدرة.
وقد عبر عن وجوده بقدرته.
ثم
استشهد أبو شاكر بن الراهب بزين الدين الكشي (صاحب كتاب موجز المنطق) اللي قال أن ”صفة
الصفة لا تعد مع الصفة!“ ليصل إلى نتيجة أن الله ذات واحدة وثلاث صفات ثبوتية ذاتية
لا تقبل الزيادة والنقصان.. ”فهو ذات واحدة، موجود، حي، وناطق“. ويشير إلى أن سر التثليث
ظهر للفلاسفة المتقدمين ووصفوا الله بأنه”علم وعالم ومعلوم، وعقل وعاقل ومعقول“،
وهذه العبارة قالها ابن سينا وآخرين.
الجديد
عند ابن الراهب استخدامه للمثلث متساوي الأضلاع كمثال للثالوث.. ويقول إن الله علم
بسابق علمه عجز البشر عن إدراك ذاته تعالى.. فأنطق الأشكال غير الناطقة. ”فظهر انه
ليس في الأشكال الهندسية ما لا يقبل الزيادة ولا النقصان، ولا التغير من حال إلى حال..
سوى المثلث المتساوي الأضلاع.. ذات واحدة، وهي مجموع زواياه.. وأن ذاته غير كل واحدة
من زواياه، وكل زاوية منها غير الأخرى، وكل زاوية متساوية مع الأخرى“. وبيطلّع
24 دليل من المثلث المتساوي الأضلاع.. مرفق صورة من مخطوط باريس 197 عربي بخط أبو شاكر
بن الراهب نفسه.. حاجة تفرح!
نأتي
إلى بطرس السدمنتي، أحد أعلام القرن ال 13، واللي عند مقالة بعنوان ”مقالة
تنفي الشك والكفر عن النصارى الموحدين“.
بيبدأ فيها بالقول: ”كثير
من الخارجين عن الأمانة (الإيمان) إذا سمعونا نقول "الآب والابن والروح القدس" ينسبونا إلى الشرك والكفر. ويعتقد مَن سمع هذا القول
إنّا نعتقد في ثلاثة أرباب. ومن يسمع أن المسيح ابن الله، يعتقد أن الله تزوج وولد
المسيح. معاذ الله من هذا الكلام القبيح الرديء. جل الله تعالى
عن كل ذلك، وعلا علوًا كثيرًا.“
ثم يشرح السدمنتي مثل سابيقين عليه أن الأقانيم هي الصفات
(الموجود، الناطق، الحي)، وولادة الابن هي كمولد الكلمة من العقل، والضوء من
الشمس. والنور من النور. ثم يؤكد أن الله ”إله واحد، معبود واحد، خالق واحد، لا إله قبله، ولا
بعده. ولا خالق إلا هو، ولا معبود سواه“.
ثم ينكر أن تكون الأقانيم
عبارة عن ثلاثة جواهر أو ثلاثة أرباب (مختلفة أو متفقة)
أو أن تكون ثلاثة أجزاء
متبعضة. ويتبرًا من أن يكون الله اتخذ (أو يتخذ) زوجة.
نأتي
لأحد أولاد أسرة العسال، اللي بيعتبروا محطة مهمة جدًا، وهو المؤتمن بن العسال (ق 13). المؤتمن في مقال له بعنوان ”هل النصارى
موحودون؟“ بيقول إنه مما يدل على أن النصارى موحودون (أو يقولون
بإله واحد) هو شهادة أبو جعفر الطبري (الإمام والفقيه المفسر.. بن جرير الطبري) في
تفسيره لآية 5 من سورة المائدة ”وَطَعَامُ
الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ
وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ“ ، وقال ”ولما كان المسلمون (حرسهم الله) مجمعين على أكل ذبائحنا،
وجب أن يجمعوا أيضًا على أننا موحودون“.
بدوا أنه عند المسلمين اللي يحلهم الأكل من أكلهم.. هم
أهل التوحيد.
وفي الرد على آيات قرآنية مثل ”إن الله ثالث ثلاثة“
بيرد المؤتمن أن اليعاقبة والملكانيين والنساطرة يعتقدون بإن الله واحد بذاته..
ونصف وحدته ب 3 صفات آب وابن
وروح قدس، أي عقل وعاقل ومعقول كما وصفه الفلاسفة... أما
الطوائف التانية فهي لا تؤمن بهذا ولهذا أبادهم الله من الوجود.
يُتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق