الأحد، 8 أكتوبر 2017

موجز الآراء الفلسفية- وليام الأوكامي



عاش وليم الأوكامي بين 1285- 1347م، وهو فيلسوف فرنسيسكاني ولاهوتي. استمع إلى دروس الفيلسوف دونس سكوتس، ثم صار له خصمًا فيما بعد. يعتبر الأوكامي مؤسسًا لشكل من اشكال الفلسفة الأسمية nominalism (هذه المدرسة تنكر أن المفاهيم الكلية مثل ”أب“ لها أي وجود خارج الأفراد الذين يحملون هذا اللقب).[1]
-        له قاعدة شهيرة تسمى ”شفرة أوكام“ (Ockam's Razor) ولها تطبيقات عديدة، ولها أشكال عديدة مثل: ”لا يُفترض الكثرة دون ضرورة.“، ”يُفضل التفسير الأبسط على التفسير الأكثر تعقيدًا.“، ”الشرح الأقل تعقيدًا هو الأفضل“، ”الأولوية للأبسط والأقل تشعبًا.“
-      تجد لهذه القاعدة تطبيقات كثيرة في مجال الاقتصاد فيما يًسمى ”قانون البخل أو التوفير“ الذي يعني تقليل التكلفة وتحقيق افضل النتائج. وفي مجال الرياضيات يُفضل أقل البراهين تعقيدًا، وفي مجال الفيزياء والفلك: أقل التفاسير تعقيدًا لظاهرة ما هو الافضل (هذا ما دعى نيوتن وآخرون يرفضون نظرية الأثير لأنها عقدت أمورًا كثيرة.
-       وفي مجال اللاهوت مثلاً: في مقالة للدكتور صموئيل طلعت بعنوان ”معضلة التوحيد المطلق“[2] حاشية رقم 19 تقول ”في حال تنافس فرضيتين فإن أبسطهما يجب أن يُقبل أو بتعبير آخر لا يجب مضاعفة العلل لتفسير الأثر ما دمنا لسنا في حاجة إلى ذلك.“ وبتطبيق الفكرة على عقيدة الثالوث يقول: ”فما دام العدد ثلاثة هو أبسط الأعداد الجامعة لنوعي العدد- الزوجي والفردي- فما حاجتنا لنضاعفه فنتحدث عن أربعة أو خمسة أقانيم!“.
-        رأي وليام الأوكامي أن إرادة الله ليس لها حدود.. وهي غير مقيدة بأي شيء. وإن ربنا لو قال أن الوصية العظمى هي الكراهية هيكون على صواب أيضًا. والسؤال هل يستطيع الله أن يأمرنا بأن نكره بعضنا البعض؟ هل يمكن تخيُّل عالم تكون فيه الكراهية هي الوصية العظمى؟
-        وهناك سؤال شهير هو: هل يقدر الله أن يخلق صخرة أكبر من قدرته هو على دفعها؟ حسب أوكام إذا قلت لا: يقول لك إذن الله ليس كلي القدرة. لكن السؤال نفسه يتضم ما يسمى بالمنطقي المستحيل (impossible logic). الله لا يمكن أن يتناقض مع ذاته، كما ان فكرة وجود مخلوق (الصخرة) أكثر قدرة من الخالق، هي فكرة خاطئة منطقيًا، لأننا نحسب أن المخلوق دائمًا أدنى من الخالق.    


[1]  يرى البعض أن إنكار الكليات يتتبع بالضرورة إنكار شيء مثل ”الطبيعة البشرية“- أو الجوهر المشترك بين البشر كلهم. وفي مجال الأخلاق سيتبع إنكار موضوعيتها.
[2] مجلة مدرسة الأسكندرية، العدد 19 لسنة 2015، إصدار مدرسة الأسكندرية للدراسات المسيحية، صفحة 192.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق