الخميس، 5 أكتوبر 2017

موجز الآراء الفلسفية- ابن كمونة



ابن كمونة فيلسوف عربي يهودي عاش بين 1215- 1284 م، اعتقد البعض أنه مسلم، وآخرون ملحد، لكنه بقي على يهوديته حتى وفاته. أهم كتاب لابن كمونة بعنوان ”تنقيح الأبحاث للملل الثلاث“، ويعتبر علامة بارزة في علم مقارنة الأديان، وأظهر درجة كبيرة من الحياد والاحترام لعقائد الآخر. وبسبب الكتاب ده طالب العوام أن يُحرق ابن كمونة مع كتبه.
-        في هذا الكتاب تحدث عن المعجزة التي يعتبرها أصحاب الديانات دليل على صدق النبوة، لكنه يحدد شروطًا لها كالآتي: ”أن يعجز عنها البشر... أن تكون ناقدة للعادات، أن تكون في زمن التكليف، أن تكون من فعل الله أو بأمره وتمكينه.“[1]
-        يعني تفسير الكلام السابق ده أنه وضع 5 شروط للمعجزة، 1- أن تكون حدث استثنائي خارق للقوانين وفوق قدرات البشر، 2- تدل على شيء إيجابي، 3- مناقض للعادات (لا تقول لولا صدق النبي فلان ما طلعت الشمس، لأنها طلعت أمس وأول أمس)، 4- أن تحدث في زمن النبي، 5- أن تكون بإذن الله.
-        في هذا الكتاب أيضًا قدم اعتراضات على القرآن منها: 1- قال ربما نزل القرآن على شخص غير محمد ثم قتله محمد وأخذه عنه. 2- أو أن محمد أخذ أغلب القرآن من أهل الكتاب (اليهود والنصارى)، أو 3- أنه أخذ القرآن من أهل الكتاب خلال رحلاته في الشام والجزيرة العربية.
-        ربما أخطر شبهة قدمها ”ابن كمونة“ هي شبهة ”افتخار الشياطين“.. ويقال أنها من المعضلات، ونصها كالتالي: ”لماذا لا يجوز أن تكون هناك هويّتان بسيطتان متباينتا الذات ليس بينهما قدر اشتراك حتى يحتاج إلى ما به الامتياز، ويكون صدق الوجود عليهما عرضياً كصدق العرض على الاَجناس التسعة العرضية؟“
-        هو يقصد ليه ميكنش في إلهين لهما هويتين بسيطتين (غير مركب).. كل واحد له ذات أو ماهية مختلفة.. بحيث مفيش حاجة مشتركة بينهما.. وبالتالي مفيش أفضلية..  
-     طبعًا بعض الردود بتقول إن القول بمبدأيين للكون (في ناس كتير نادت بهذا المبدأ، وأن المبدايين هما النور والظلمة أي dualism).. ممكن يفترض واحد أضعف من التاني.. وبالتالي تغلب إرادة واحد على الآخر.. وانتظام الخليقة يدل على مدبِّر واحد. (ده كلام الإمام الصادق)
-        شكل آخر لشبهة ابن كمونة ”لم لا يجوز ان يكون هناك هويتان بسيطتان مجهولتا الكنه مختلفتان بتمام الماهية ويكون كل منهما واجب الوجود بذاته ويكون مفهوم واجب الوجود منتزعاً منهما مقولاً عليهما مقولاً عرضياً؟“ والرد على ذلك: ”إن المفهوم الواحد لا يمكن انتزاعه من الأمور المتخالفة والمتباينة بما هي كذلك.“
-        ثم يجيب ابن كمونة على بعض الشبهات الموجهة إلى الديانة اليهودية.. مثلاً يرد على اعتراض بأن التوراة مشكوك في تسليمها وصحتها، وأنها كتاب عزرا وليس كتاب الله، والدليل على ذلك أن توراة المسيحيين مختلفة عن توراة السامريين عن توراة اليهود. يرد ابن كمونة أن توراة المسيحيين ليست بلغة التنزيل.. والاختلافات لا يعتد بها.. وكذلك توراة السامريين.. وقال ان الاختلاف في التأويل وليس على صحة هذه الأسفار رغم تعدد فرق اليهود. يبدو من هذا أنه مخلص لديانته.


[1]  ابن كمونة، تنقيح الأبحاث في الملل الثلاث، توزيع دار الأنصار، صفحة 7.

هناك تعليق واحد:

  1. فاتك ان تقول ان الفيلسوف ابن كمونة هو فيلسوف عراقي ولد في بغداد…

    ردحذف