الاثنين، 9 أكتوبر 2017

موجز الآراء الفلسفية- إيمانويل كانط

عاش إيمانويل كانط بين 1724- 1804م، اعترف كانط أنه كتب بلغة معقدة لأنه أراد أن يكتب لفحول الفلاسفة. لذا من يقرأونه بعضهم يكفرونه وبعضهم يعتبرونه أعظم المؤمنين. يطرح كانط سؤالاً، هل للعقل قدرة على تكوين أحكام إنشائية من ذاته دون اعتماد على الحواس والتجربة؟ هو يقول إن ليس كل معرفة عن طريق الحواس.
-     فالعقل لديه أفكار فطرية أسماها (قوانين العقل المنظمة- مثل فكرة الزمان، وفكرة المكان)- يستطيع العقل بقوة هذه القوانين المنظمة أن يكون أحكامًا إنشائية من ذاته. إذا انحصرت المعرفة بالحواس فلا يقين. القدرة الحسية تعطينا فكرة عن ظاهر الأشياء وليس ماهيتها (في ذاوتها)، مهما بلغت درجة الوضوح.
-        فلسفته هي مثالية (الأفكار سابقة على محسوساتها)، عقلية (يشكك في الحواس)، وتجريبية أيضًا (لأنه يدمج بين التجارب العقلية قبلية وتجارب حسية بَعدية). هو يولّف بين الاثنين.
-       قال أنه توجد معرفة بديهية- قبلية priori  ، ويرى أن الاختبار ليس ميدان فهمنا الوحيد؛ لأن الاختيار يصف الشيء، ولا يجيب لماذا هو موجود هكذا..
-      توجد حقائق قبل كل اختبار- والرياضيات مثال على ذلك. يقول قد تشرق الشمس من الغرب، وقد لا تحرق النار، لكن لا يمكنني تصور أن 2+2= أكثر من 4 أو أقل. فلا تتوقف الحقائق الرياضية على اختبار ماضي أو حاضر أو مستقبل.[1]
-        الكتاب الاشهر لكانط هو  (Critique of Pure Reason)”نقض العقل المحض“ أي الحر من كل اختبار.
-        لا يشكك كانط في وجود المادة والعالم في الخارج، لكنه يقول لا نعرف إلا ظاهراتها.
-        أهم انجاز لكانط هو الفصل بين الظاهرية phenomenon  والماهية noumenon وكل ما يُقال عن الماهية هو افتراض، ولا يمكننا إدراك الماهية أو نكرانها.
-        كانط يقول إنه لا يمكن البرهنة بالعقل النظري على وجود الله، فاخترع عقلاً آخر أسماه العقل العملي أو الضمير واستدل به على وجود الله (هذا ما يسمى بالدليل الوجداني، الأخلاقي المستمد من الشعور الفطري)، ويقول ”إننا نجد في قرارة أنفسنا شعورًا قويًا لا سبيل إلى انكاره يأمرنا بالخير وينهانا عن الشر ويؤنبنا ويعذبنا عند ارتكاب الذنوب فمن أين أتانا هذا الشعور؟“
-      أثبت كانط خلود النفس بالقانون الأخلاقي. قانون الأخلاق يستلزم أن نكون أحرارًا في اختيارنا للخير والشر.. ولأن في هذا العالم نادرًا ما يكافأ الخير. فلابد أن تكون لنا حياة أخرى ننال بها جزاء ما فعلناه من الخير.. والحياة الأخرى تستوجب خلود النفس. فإذا أنكرنا خلود النفس ننكر القانون الأخلاقي.[2]
-       يوجد اعتراض على هذا الدليل.. إن الإيمان بالحياة الأخرى يأتي في الترتيب بعد الإيمان بوجود الله.. وقد يقول قائل إن وخز الضمير قد يكون متولدًا من الخوف..
-       في اخلاقيات كانط يهتم بالدوافع الداخلية، وينادي بأن فعل الصواب بنية خبيثة أو أنانية يساوي تمامًا فعل الخطأ بأصدق النوايا.
-       في كتابه "نقض العقل العملي" يقول: شيئان يملآن عقلي بإعجاب ورهبة جديدين ومتزايدين دائمًا، كلما تأملت فيهما، السماء المرصعة بالنجوم من فوق، والقانون الأخلاقي بداخلي.



[1] حنا خباز، الفلسفة في كل العصور، صفحة 228.
[2]  قصة الإيمان، الشيخ نديم الجسر. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق