عاش
سورين كيركيجارد بين 1813- 1855 م، أهم أعلام القرن التاسع عشر، ويعتبر مؤسس
الفلسفة الوجودية الحديثة. وجد إن هيجل مهتم بالتاريخ ككل أو الروح المطلق، وماركس
مهتم بالاقتصاد، وكرد فعل اهتم كيركيجارد بالإنسان الفرد. انتقد المسيحيين في عصره
بأنهم غير جادين في علاقتهم بالله، وانتقد فتور الكنيسة اللوثرية وأسماها ”مسيحية
يوم الأحد“.
- ركز كيركيجارد على الجانب الشخصي للحقيقة. قال إن
الحقيقية ”ذاتية“ (Truth is
subjectivity)، مش بمعنى
إن كل الآراء صحيحية، ولكن موقفي الفردي الشخصي من الحقيقة ذاتها. هو يقصد إن
الحقيقة موضوعية؛ لكن لازم استجابتنا ليها يكون فيها شغف شخصي خاص جدًا ومغيِّر في
حياتنا. يجب التمييز بين السؤال الفلسفي عن وجود الله مثلاً.. والموقف الفردي من
السؤال نفسه.
- كيركيجارد بيحارب ”الامتثالية“ التي تسيطر على الناس.
الكل يفكر في الشيء نفسه، ويدافعون عن الشيء نفسه، دون أن يكون لديهم أقل التزام
حقيقي تجاهه.[1]
- تأثر كيركيجارد جدًا بتربيته وبشخصية والده بالذات، وأبوه
كان سودوي، وخرج بسببه بصورة قاتمة للحياة، فيقول: ”إن كل مخلوق قد صفع المسيح
(الحقيقة) وأن الجموع صفعوه وقالوا له عار عليك، وقد احتفظت بهذا عميقًا في قلبي
وشكلت هذه الفكرة حياتي.“[2]
- ومع ذلك يقول أروع كلام يحب أي أب يسمعه من ابنه: ”لقد
تعلمت منه ما الذي تعنيه المحبة الأبوية. وهكذا أعطيت مفهوم الحب الأبوي الإلهي،
الشيء الوحيد في الحياة الثابت الذي لا يتزعزع، وهو النقطة الأرشيميدية الحقة.“[3]
-
ميّز كيركيجارد 3 مراحل وجودية أو حياتية.
1- المرحلة
الجمالية: الإنسان بيكون
مجرد مشاهد للحياة، بيعيش اللحظة، ولأجل المتعة، يعيش في عالم الجواس. زي
الأبيقوريين الباحثين عن اللذة والمتعة والفن، ومشاهدة إبداعات الآخرين. وزي
المفكرين التجريديين، دماغهم في السماء، ولا يدرون شيئًا عن تفاصيل حياة الناس.[4]
مرحلة تلذذ آنية تنتهي باليأس والملل والشعور بالخواء. واليأس هو العلاج أو ”الطريق
إلى الخلاص“. يقول كيركيجارد: ”إن هزيمة الزمان والزمني (المتناهي) لا تأتي بالهرب
منه، بل عن طريق ربط الزمان والحاضر بالمطلق، الشيء الذي سيعطى للحظة المعنى.“[5]
2- المرحلة الأخلاقية: بعد حين يشعر الإنسان بهذا اليأس يستعيد ذاته ويبدأ أن
يعيش بالضمير، بالمبادئ والقيم، الآن ليس متفرجًا بل مهتمًا بالحياة والعدالة. ما
يميز هذه المرحلة هي القدرة على الاختيار ”إما .. أو“ (اسم كتاب لكيركيجارد). لكن
هذا الاختيار سيؤرق عقلك كثيرًا.. فما الحل؟ قفزة خلاصية أخرى إلى المرحلة
الثالثة.
3- المرحلة الدينية: وهي المرحلة الأعمق. يرفض الإنسان فيها أن تكون عادات
الناس هي معياره الأخلاقي، فيسمح لسلطة أخرى أعلى، هي الله، أن تسوده. تتميز
الحياة في هذه المرحلة بـ: الخوف والرعدة (اسم كتاب لكيركيجارد.). البطل في الكتاب
السابق هو ابونا إبراهيم اللي اختبر عذاب وجودي أمام تجربة ذبح ابنه. كيف تعامل
إبراهيم مع هذه الأزمة الوجودية؟”قفزة الإيمان“.. عندما تجد الظلام من حولك، وصوت
الله يأمرك بأن تتقدّم. هذه المرحلة تتميز بالإذعان الكامل لله (وهذا أيضًا
اختيار.. صعب).
- اختلف مع هيجل الذي حاول عقلنة العقائد المسيحة، وأكد
على أن الهوة بين الله والإنسان لا يمكن ردمها بالعقل، وإنما بالإيمان.
- رأى هيجل المسيحية مرحلة تاريخية ينبغي تجاوزها، أما كيركيجارد، فيرى عكس ذلك ان المسيحية هي
بالأساس علاقة بين االله والفرد لا يمكن تفسيرها من خلال مرحلة تاريخية انتهت، بل
إنها قصة معاناة وجودية دائمة الحضور من خلال الفرد المؤمن وليس من خلال التأمل المجرد. (منقول)
- من
المصطلحات الأصيلة بفلسفته مصطلح (The Individual before
God) أي
أن تكون وجها لوجه مع الله المطلق في حضرته. يقول إن الحقيقة ملازمة للفرد ومخالفة
للمجموع. (hCrowd is untrut).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق