عاش الفيلسوف الأندلسي ابن طفيل بين 1110- 1185م، واشتغل
أيضًا بالطب.. ورشح ابن رشد خلفًا له كطبيب للسلطان. أشهر مؤلفاته هي القصة
الرائعة ”حي بن يقظان“، وهي قطعة أدبية مبهرة، ونالت شهرة عالمية، وترجمت للغات
كثيرة، ويقال إن دانيال ديفو استوحى قصته ”روبنسون كروزو“ من قصة ابن طفيل. هذه
القصة باختصار تؤكد أن الإنسان قادر بعقله وذكائه الفطري على معرفة الخالق وإدراك
آثاره في الخلق. وفيما يلي ملخص لهذه القصة.
-
حي بن يقظان طفل رضيع وضع على جزيرة غير مأهولة بالسكان..
وتربيه غزالة وتكون كأمه.. وبينما يكبر يتعلم من ريش الطيور مثلاً أنه يحتاج إلى
ملبس.. حتى ماتت الغزالة.
-
كانت صدمة كبيرة بالنسبة له، لكنه فكر يشرح جثتها ليعرف
الخلل، ولما لقى القلب سليم فيما عدا الحجرة اليسرى خالية، قال لابد أن هناك ما
كان يسكن هذا المكان وغادره. وبالتالي أدرك أن سبب الحياة ليس في الجسد (النفس).
-
أعجب جدًا بالنار حتى ظن أنها الروح المحركة للأشياء.
-
سخر بعض الحيوانات لخدمته.. ثم بنى بيتًا ليتحصن به من
المخاطر الطبيعية.
-
توصل إلى أن العقل هو ما يميز الإنسان عن الحيوانات.
-
ثم أخذ يفكر بعقله عن سبب الموجودات، وتوصل إلى مبادئ
الكثرة والتنوع وقدم وحدوث الكون وضرورة وجود علة أولى للكون (الله). وأحب أن يتحد
بالله.. بالتفرغ للتأمل العقلي.. فدخل مغارة وقعد يصوم ويتأمل..
-
بعد فترة من الزمن يتصادف أنه يقابل واحد من جزيرة
مجاورة مأهولة بالسكان اسمه (إبسال) ليجد هذا الرجل أن المعرفة التي توصل إليها حي
بن يقظان متطابقة ما تعلمه في موطنه.. وإن كانت معرفة حي بن يقظان أكثر صفاءً.
-
أحب أن يذهب للجزيرة الأخرى ليعلمهم عن الحقيقية،
استقبلوهم في البداية بالترحاب، لكن فيما بعد نفروا منهم، واصبحوا اعداء.. وتوصل
إلى أن الجهل البشري مستعصٍ عن الشفاء. وأن ”الحقيقة الخالصة لم تُخلق للعوام إذ
أنهم مكبلون بأغلال الحواس.“[1]فقرر
مغادرة الجزيرة بعد أن أوصى الناس أن يتمسكوا بدينهم.
[1] ابن طفيل، الأعلام من الفلاسفة، دار الكتب
العلمية بيروت، تأليف الشيخ كامل محمد عويضة، كلية الآداب جامعة المنصورة، صفحة
41.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق