الجزء الأول
فصل (17): أنسلم بيتكلم عن فداحة الخطية.. فلو أنت في محضر الله وواحد
قالك بص الناحية دي وربنا قالك لأ متبوصش.. هل في حاجة في الدنيا كلها تضطرك
تلقي النظرة دي ضد إرادة ربنا.. بوزو: مفيش داعي لكده خالص. لكن مش يمكن لما
أبوص يكون في جانب معين متوافق مع إرادة الله.. أنسلم: الكلام ده عند الإنسان
لأن معرفته محدودة؛ لكن الله كلي المعرفة يعرف كويس هو بيقول إيه.. وبالتالي أي
فعل متعمد ضد إرادة ربنا يعتبر خطأ جسيم جدًا.. فقاله: ده الواحد على كده
حياته مهددة بالهلاك!
فصل (18): بيحكي على أن الإنسان الأول كان عنده من الإمكانيات أنه يغلب
إغواء إبليس.. فلما استسلم ”غير مسوق بقوة إجبارية.. فغُلب منه مستهينًا
بمشيئة الله وكرامته“. وأنه لما يغلب إبليس ده إكرام لله، ولما يتغلب من
إبليس فده إهانة لله.
فصل (19): يصل أنسلم إلى استنتاج أن الإنسان هيفي ما عليه لله لكن بعد أن
يغلب له إبليس ويسترجع منه ما سلبه (الإنسان) علشان يقدر يغلبه .. لأنه كما أن
الإنسان لما انغلب سرق الشيطان ما لله، وفقد الله ما له، كذلك لما يغلب الله
الشيطان يخسر اللي سبق فاختلسه ويسترد الله ما سبق وفقده.
ثم يرجع فيقول: ”كما كان الفقدان بواسطة الإنسان كذلك الاسترداد يكون
بواسطة الإنسان. وهذا لا يكون أبدًا (مستحيل)؛ لأنه إن كان بالإنسان المغلوب قد
فسدت الطبيعة البشرية واختمرت بالخطية لزم هكذا بالغالب أن يتبرر كثيرون... وهذا
لا يمكن الإنسان الخاطئ أن يأتيه قطعًا إذ أن الخاطئ لا يستطيع أن يبرر الخاطئ“.
|
التعليق:
يمكننا الرجوع لمناقشة ق باسليوس عن إكرام الله وإهانته
بسبب خطيتنا في التدرونة رقم 4 من هذه السلسلة. هنا أنسلم في كلامه بيأكد أن الإنسان
لازم يغلب إبليس لكن مش استطاعته كده.. ده هو أصل المشكلة. مرة كمان يظهر من كلام
أنسلم أن الخلاص لحل مشكلة عند الإنسان وليس لحل مشكلة عند الله، كما يقول البعض. فكرة
إن الإنسان لازم يحارب وينتصر.. هنلاقيها عند ق ساويرس الأنطاكي: ”عندما أراد
الله.. أن يرجع من سقط إلى رتبته.. لم يفعل ذلك مستخدمًا القوة العليا مستخدمًا
القدرة الإلهية. ولكنه على العكس تمشيًا مع كلمة العدل، جعل الذي سقط يحارب ثانية
في المعركة... وكان من الضروري للإنسان أن ينال إكليل النصرة على الشيطان الذي سبق
وخدعه وهزمه“.[1]
النص ده في حاجات مهمة جدًا: 1- عجز الإنسان عن تخليص
نفسه. 2- السبب في كده هو فساد طبيعة الإنسان.. أليس هذا ما ركز عليه الآباء
الشرقيون.. فأثناسيوس قال إن التوبة لا تفيد لأن طبيعة الإنسان فسدت (تجسد الكلمة
7)، وأنسلم قال التوبة لا تفيد لأن الإنسان مديون بها لله أصلاً ولأن طبيعته فسدت
واختمرت بالخطية. صحيح كان تركيز أنسلم أكثر عن حالة المديونية لكن من حين لآخر
نجد تعبيرات عن فساد الطبيعة واختمارها بالخطية. يُتبع
[1]
Severus of Antioch, La Polémique, I, pp. 36f. (ورد في تدبير ملء اللأزمنة، د عماد موريس، بناريون، ص 151-152).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق