الثلاثاء، 7 أبريل 2020

محاكمة كتاب أنسلم أسقف كانتربري- ج13



الجزء الثاني
فصل (10): يشرح أنسلم كيف أن هذا الفادي لا ”وجود للإثم فيه“ وبالتالي ”لا يتحتم عليه الموت“. لكن لازم يكون قابل للموت، لكن لازم ”ألا يموت عن اضطرار“ ولا يموت بموجب ”الحكم القضائى لأنه لم يخطئ البتة“.
فصل (11): بيسأل بوزو: هل أنه قابل للموت ومشاركته لضعفاتنا يعني أنه شقي، فبيرد أنسلم أنه لا مش شقي وبائس لأنه لم يجبر على ذلك.
فصل (12): يسأل بوزو: هل يمكن لهذا الفادي أن يكون جاهلاً كبقية ضعفاتنا.. فيرد أنسلم: ”الجهل يضر به من جهات كثيرة.. لأنه كيف.. يقوم بالأعمال العظيمة بدون الحكمة الكاملة.. وكيف يصدقه الناس إن علموا أنه به جهلاً..“ واضح أن أنسلم بيرفض تمامًا فكرة جهل الأبن.
فصل (13): جزء مفقود في الكتاب.. ولكن بالرجوع إلى الترجمة الإنجليزية، كان أنسلم يشرح كيف أن حياة الفادي أعظم من كل خطايا الآنام كلهم.. فيقول تحديدًا: ”ترى الآن واضحًا كيف أن تلك الحياة تعلو وتكفر عن جميع الخطايا إذا أعطيت كفارة عنها“.
فصل (14): حياة المسيح الصالحة كافية لتمحو خطايا حتى صالبيه الذين فعلوا هذا عن جهل.. ولو عرفوا لما صلبوا رب المجد (1كو 2: 8).

التعليق:
أولاً فكرة وجود حكم قضائي بالموت كنتيجة للسقوط ده مش غريب نهائيًا عن كتابات الآباء. سنجد مثلاً ق كيرلس الأورشليمي يقول ”لأننا كنا أعداء لله بسبب الخطية، وكان الله قد حكم بموت الخاطئ. لذلك كان أمرٌ من اثنين ضروريًا، إما أن الله في حقه يهلك كل البشر، أو في عطفه ومحبته يبطل الحكم. لكن انظر حكمة الله: لقد صان حقه في الحكم، وأظهر عطفه ومحبته. أخذ يسوع خطايانا "في جسده على الخشبه" لكيما بعد أن نموت عن الخطية بموته نحيا للبر“.[1] لاحظ هنا إن النص السابق بيقول إننا كنا في حالة عداوة مع الله بعج السقوط، وبالتأكيد العداوة بسببنا. لكن كرد على فكرة أنه استحالة حد يقول كده من الأباء. لأ. ده منطقي جدًا وإلا لا معنى ”للمصالحة“ اللي حصلت في الفداء. الحاجة التانية الوصف بتاع ”حكم الموت“.. وهي لغة قضائية بكل تأكيد.
ق أثناسيوس في تجسد الكلمة 9 بيقول إنه لما الكلمة أدرك أنه لا سبيل سوى الموت نيابة عن الجميع ”اتخذ جسدًا قابلاً للموت“. وفي فصل 20 بيقول الآتي ”لما كان من الواجب وفاء الدين المستحق على الجميع.. إذ كان الجميع مستحقين الموت.. قدم ذبيحته عن الجميع“. وبيرجع يقول إن الموت كان حتميًا.. ”وكان لابد أن يتم الموت نيابة عن الجميع لكي يوفي الدين المستحق على الجميع“.[2] زي ما شرحنا قبل كده الحتمية هنا مش قيد أو ضرورة على الله، لكنك حتمي لأن هذا مشيئته.
نيجي لنقطة مهمة بيشرح فيها أنسلم أن حياة المسيح تقدر تكفر عن خطايا كل البشر. وأنا هاستخدم قول لما إفرام بيربط فيها اللغة الذبائحية.. وأن الذبيحة تموت من أجل مقدمها، وليس كما يقول د هاني مينا ميخائيل في فيدوهاته أن الذبائح عن خطايا السهو، ويقول إنه مفيش ذبيحة تموت نيابة عن حد. ما إفرام هنا بيأكد إن الذبائح في العهد القديم تعني حياة عوض حياة. والحياة في الدم.. وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة.. يقول الآتي:
لقد حقق الرب عند بني إسرائيل أن هرق الدم يكون لهم إشارة إلى دم إلهي محيي، الذي بهرقه وجب الغفران لكل من يتوب على يده، لكونه دم إله متجسد يمكن هرقه فيجري ويخلص من الموت كل من يستحق الموت. لأن دم الإله الذي لا يثمن بثمن البته قادر أن يفدي الخلق .. لأن الله قال: إن كل نفس تخطئ تستحق الموت. فمن أراد لها الغفران والخلاص من الموت، فليقتل نفسًا عوضًا عنها. ومن البيِّن أن نفس حيوان غير ناطق إذا قتلت، لا تساوي نفس إنسان ناطق فتفديه، بل الله أمر بذلك في التوراة، إشارة ورمزًا إلى نفس الإله المتأنس التي أسلمها بإرادته للموت فداءً عن كل نفس تستحق الموت...“[3] يذكر ما إفرام صراحة قتل نفس عوض عن نفس.. ودم ابن الله عن كل نفس تستحق الموت. يُتبع  


[1] ق كيرلس الأورشليمي، العظات (لطالبي العماد)، سلسلة اقدم النصوص المسيحية، العظة 13، صفحة 237.
[2]  تجسد الكلمة، ص 62.
[3]  حاشية عن مار إفرام السرياني في تفسير لاويين- حاشية رقم 3 في الجلافيرا ج2 صفحة 286.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق