الجزء الثاني
فصل (17): يدخل أنسلم في حوار فلسفي حول أن الله غير مقيد بضرورة أو
استحالة.. ومرة تاني بيأكد على أن الطبيعتين الناسوتية واللاهوتية مهمين جدًا ”وكاملتين
فيه تمام الكمال“. وبيقول أنسلم حاجة في منتهى الروعة تحل إشكالية الضرورة
في مسألة الفداء وغيرها من أعمال الله.. ”وإن رمت أن تعرف الضرورة الحقيقية
لكل ما عَمل واحتمل فاعلم أن كل شيء كان ضروريًا لأنه كان يريده، ولكن ليس
بالضرورة السابقة على إرادته“. (no necessity preceded His will). لا يمكن إثبات أنه تحمّل الموت مضطرًا.
ثم يوجز أنسلم هدفه من تأليف هذا الكتاب: ”لماذا صار ابن الله
إنسانًا؟.. من الواجب ألا يُهمل تجديد البشرية.. وما كان ليحدث إن لم يؤدِ
الإنسان ما عليه عن الخطية، وهذا الدين.. هو جسيم جدًا لدرجة أنه لا يستطيعه أحد
إلا الله بحيث يقتضي أن يكون القائم به إلهًا وإنسانًا معًا.. موضحًا أن حياة
ذلك الإنسان تفوق كل تقدير حتى أن بها الكفاية لإيفاء أكثر جدًا مما هو مطلوب عن
خطايا العالم بأسره..“.
فصل (18): يتحدث عن أن المسيح قدّم بصلبه شيئًا لم يلزم إيفاءه عن نفسه..
”ولما كان محررًا من أن يوفي عن نفسه وليس ملزمًا أن يوفي عن الآخرين الذين
لا يلزمه إلا عقابهم فأعطى حياته الثمينة.. بمطلق إرادته الكاملة“. ويؤكد
على أن المسيح قدم نفسه للموت إكرامًا لله وليس عن اضطرار البتة.. ويقول إن هذا
الإكرام ”إكرام للثالوث بجملته.. ولمجده ولمجد الآب والروح القدس قدَّم ذاته“.
|
التعليق:
مرة أخرى هنا بنشوف قد إيه كان دم المسيح فيه الكفاية
لأنه دم ابن الله المتجسد. ولأنه كان بارًا ليس مطالبًا بالإيفاء عن نفسه. ولأنه
قدّم حياته غير مضطر. ثم يؤكد أن تقدمة المسيح فيها إكرامًا للثالوث القدوس. طبعًا
أحد الانتقادات لأنسلم أنه بيضع الآب في مقابل الابن.. لكن من الواضح أن أنسلم
شايف الفداء عمل الثالوث ومسرة الثالوث.. وليس لتهدئة إله غاضب.. أو لاسترضاء
كرامة الآب المهانة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق