محاكمة كتاب أنسلم أسقف كانتربري
”لماذا تجسد الكلمة؟“
فيما يلي هاقدم الأول استعراض وملخص لكتاب أنسلم ”لماذا
تجسد الكلمة؟“ (Cur Deus
Homo) وتحليل
لاهوتي وآبائي بعد الجزء اللي بلخصه من كتاب أنسلم.. وبعد كده هاحاول أعمل تقييم أو نقد إجمالي بعد
الانتهاء من تلخيص الكتاب والتعليقات اللي هاكتبها بعد كده: (هاعتمد على الترجمة العربية الي في الصورة دي-
وفي أجزاء هاكون برجع ليها في الترجمة الإنجليزية).
الجزء الأول
فصل (1): هدف الكتاب إجابات عقلانية لشرح الفداء. على طريقة الحوار بين
بوسو وأنسلم.
فصل (2): يرى أنسلم أن موضوع الفداء متشعب ويستلزم فهم أمور أخرى في
الإيمان.. وأنه مهما قولنا هيظل في أمور ”شتى غامضة مكنونة“. ويقول له
المحاور (بوزو) أنه إذا قال شيئًا مخالفًا للكتاب المقدس؛ فإنه سينبهه لذلك.
فصل (3): يتضح أن اعتراضات غير المؤمنين هي في وضاعة التجسد بما يصاحبه
من ضعف.. وحقارة الصليب بما يصاحبه من إهانة. ويقول إجمالاً عن الفداء ما يلي: ”لأن
فداءه لنا كان بطريقة عجيبة ليس لعقلنا الإنساني العاجز أن يتصورها.. فقد كنا
غارقين في حمأة الرذائل.. فرفعنا إلى حالة الطهارة.. وأنقذنا من العقاب الذي كنا
نستوجبه بالعدل والحق..“
ويقول لو أن غير المؤمنين تأملوا
إن دي كانت طريقة ”تجديد الجنس البشري“ لشكرونا بدل ما بيستهزأوا بينا.
هذه الطريقة فيها توازيات: بآدم الأول معصية وبالثاني حياة.. وبامرأة نشأت
الخطية.. وولد رئيس تبريرنا من امرأة برضو.. الشيطان غلب الإنسان بالشجرة.. والمسيح
غلب الشيطان بالموت على الخشبة.
|
التعليق:
أولاً عاوز أقول يُحسب لأنسلم هنا التعبير بأن الفداء ده
شيء عظيم مفيش حاجة تقدر توصفه بالكامل، ويُحسب ليه أنه حتى مع قوله بأن الفداء هو
إنقاذ من العقوبة العادلة إلا أنه بيوصف ده بأنه تجديد للبشرية كلها. في البداية
تعبيره بأنه أنقذنا من العقاب.. مش لازم يكون بدلية عقابية.. لأنه مقلش أن المسيح
أتعاقب بدلنا- هنرجع للنقطة دي بعد كده.. لكن وصف حالتنا إحنا بعد السقوط بأنها
عقوبة دي شيء معتاد.. فمثلا ق يوحنا ذهبي الفم بيقول: ”فلو أن ملكًا قد رأى سارقًا
ومجرمًا وهو يُعذّب، ثم وضع ابنه الوحيد لكي يبذل نفسه عنه، وحوَّل العقوبة عن
المجرم ونقلها إلى الابن الذي لم يكن مجرمًا، ليس فقط عقوبة الموت، بل والخطية
أيضًا، وذلك حتى يُخلص المدان، وينقذه مما التصق به من صفة سيئة، وبعد كل هذا
رفعه إلى أعلى مرتبة. ثم بعد هذه المحبة.. حدث أن أهان الملك الذي أحسن إليه، ألا
يُفضل أن يموت آلاف المرات.. على أن يصبح مذنبًا بكل هذا الجحود؟“[1]
أمّا عن فكرة التوازي الأخيرة، فهي فكرة ق إيريناؤس
بامتياز: في كتابه شرح الكرازة الرسولية يقول ق إيريناؤس: ”ولأن الجميع أقتيد
إلى الموت بسبب عصيان أبونا الأول، آدم، كان مناسبًا وضروريًا أن يبطل نير الموت
بواسطة ذاك الذي صار إنسانًا لأجلنا“ (فقرة 31). و”كما أنه بسبب عذراء
عاصية، حواء، جُرح الإنسان وسقط ومات، هكذا أيضًا بسبب عذراء مطيعة.. أُعيد
الإنسان إلى الحياة“ (فقرة 33)، و”الخطية التي حدثت بواسطة الشجرة، أزليت
بواسطة الطاعة على الشجرة (الصليب)“ (فقرة 34).[2]
(يُتبع)
[1] يوحنا ذهبي الفم، تفسير كورنثوس الثانية، ترجمة د سعيد حكيم، عظة 11،
المركز الأرثوذكسي، ص191- 193.
[2] إيريناؤس، كتاب الكرازة الرسولية، ترجمةد نصحي
عبد الشهيد، ود جورج عوض، المركز الأرثوذكسي، ص 97- 99.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق