الأحد، 5 أبريل 2020

محاكمة كتاب أنسلم أسقف كانتربري- ج2



الجزء الأول
فصل (4): بوزو بيقوله ده كلام مينفعش مع غير المؤمنين (بالنسبة ليهم دي أحلام). فقاله أنسلم إن أكرم خلائق الله، الإنسان يعني، كان سيهلك بأسره لو لم يمد الخالق له يد الخلاص..
فصل (5): بوزو قاله الأسهل أنه يرسل ملاك ليخلصه.. أو يخلق إنسان مش من الجبلة الخاطئة- زي ما خلق آدم في الأول- ويفدي بيه الإنسان. فرد أنسلم ”الذي يفدي الإنسان من الموت الأبدي يكون من حقه السيادة عليه فيصبح الإنسان ملكًا له شرعيًا“ ويصير الإنسان عبدًا لمن افتداه.
فصل (6): عبارة عن مجموعة كبيرة من الأسئلة اللي بيقدمها بوزو واللي بيقول إن غير المؤمنين بيعيرونا بيها: من هذه الأسئلة ما يلي:
-        أنتم بتقولوا إن الخلاص فداء (تحرير)، طب فين السجن ده اللي مكنش نافع يحرركم منه إلا بالطريقة دي؟
-        ليه بالطريقة دي لما يقدر بكلمة منه.. إرادة منه.. يحررنا من إبليس أو من خطايانا أو من جهنم؟ وإلا كان في استهانة بحكمته لو مفيش داعي لكل اللي عمله؟ 
-        وكلامكم أن ده بيظهرلكم محبة ربنا.. ملوش دليل إلا إذا تعذر خلاص الإنسان بطريقة أخرى؟
فصل (7): بيبدأ أنسلم يشرح أنه لا يوجد شيء غير معقول إن الله يريد خلاصنا بهذه الطريقة.. وإذا كان المعترض مش هاقدر يبقبل التجسد علشان فيه هوان لله.. فالمسيح لم يتحمل الهوان بحسب لاهوته ”لأنها مترفعة عن كل ألم“ بل بحسب طبيعته البشرية.. وبالتالي طبيعته اللاهوتية لم يطالها أي هوان.. بل بالعكس الطبيعة الإنسانية هي اللي تعالت وتسامت. بيسأله بوزو: إزاي ربنا يكون بيتعامل بالعدل ”وما هذا العدل الموجب تسليم أبر الناس إلى الموت عن الذنب. وأي قاضي يحكم بقتل البار لإطلاق سبيل المجرم“. أنسلم بيحل الإشكالية دي ببساطة شديدة وهي أن الله ”لم يجبره على الموت إجبارًا.. ولا سمح بإماتته رغمًا عنه؛ إنما ذاك نفسه من تلقاء إرادته قد وضع حياته باختياره ليخلص الجنس البشري“.

التعليق:
في الفصل (5) في فكرة آبائية بامتياز. ق أثناسيوس في رده على الأريوسيين اللي قالوه إن آيات زي أع 2: 36 أن الله جعل المسيح ربًا مسيحًا.. وبالتالي حصله ارتقاء.. كان رد الآباء ”لم يقل بطرس إن جوهر الابن قد صنع (أو جُعل). بل إن ربوبيته علينا هي التي حدثت حينما حينما صار إنسانًا، وأنه بافتدائه الكل بالصليب، قد صار رب الجميع وملكًا عليهم“. ”لم يبتدئ أن يصير عندئذٍ ملكًا وربًا، بل ابتدأ أن يُظهر ربوبيته، وأن تمتد ربوبيته حتى على الذين يعصونه“.[1] من خلال الفكرة دي نقدر نقول إن أنسلم عنده حق في فكرة أن اللي هيفدي الإنسان هيبقى ربه وهيكون ليه السيادة عليه.  
أمّا فكرة أن الله أو اللاهوت غير قابل للتألم، فدي برضو فكرة أبائية سليمة شرحها ق كيرلس كثيرًا في رسائله لنسطور ويوحنا الأنطاكي. أخيرًا فكرة كيف يسلم الله البريء وفي نفس الوقت يكون عادل.. فرد أنسلم منطقيًا مظبوط.. المهم أن الفادي عمل كده بإرادته غير مرغم- والفكرة دي أساسية وجوهرية عند أنسلم. واحد هيقول فين دلوقت الشخص اللي بيموت بدل حد، والقاضي بيسمح بكده.. أقول عندك حق: لكن النهاردة بنشوف الجندي اللي بيفدي شعبه، والطبيب اللي بيخاطر في حياته لإنقاذ المرضى. هنتعرض للفكرة دي أكتر بعد كده. يُتبع.


[1]  ق أثناسيوس، ضد الأريوسيين، مراجعة د جوزيف موريس، المركز الأرثوذكسي، ص 172- 173.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق