الأحد، 5 أبريل 2020

محاكمة كتاب أنسلم أسقف كانتربري- ج3




الجزء الأول
في نهاية الفصل (7) بينهال المحاور على أنسلم بمجموعة من الآيات اللي يبان منها أن المسيح احتمل الموت ”بحكم الطاعة أكثر مما هو بمطلق إرادته الاختيارية“. من الآيات دي: ”وضع نفسه وأطاع“، ”تعلم الطاعة مما تألم به“، ”لم يشفق على ابنه“؛ ”ما جئت لأعمل مشيئتي“، ”يا ابتاه إن شئت أن تعبر عن هذه الكاس“، وبيبدأ أنسلم يرد عليها في الفصل (8).
فصل (8): أو حاجة قالها له إن في فرق بين ”الطاعة القاهرة“ و”المحافظة على روح الطاعة“. في الرد على آية ”أطاع.. لذلك رفعه الله“ يقول أنسلم ”لا يصح أن يُفهم منه أنه لو لم يطع حتى الموت لما وصل إلى ذلك الترفيع.. وأن تلك الرفعة ما أعطيت له إلا مكافأة عن تلك الطاعة“. وعن آية ”لم يشفق على ابنه“ قال دي معناها أنه لم ينقذه.. وعن آية ”إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس“ ، فقال إن ده بيشير إلى ”رغبة البقاء الطبيعية الموضوعة في الإنسان لحفظ الذات التي ينفر بها الجسد البشري من آلام الموت“. ولا يفهم من الكلام إن الآب لغى إرادة الابن.. وبالتالي موت الابن ليس ”موت ضرورة“.. بل موت موافقة من الابن على هذه الوسيلة من أجل خلاص الإنسان.

التعليق:
طبعًا لاهوت أريوس هو لاهوت الترقية والترفيع.. يعني المسيح نال رفعة بطاعته للآب.. وق أثناسيوس في ضد الأريوسيين وق كيرلس الكبير في الكنوز في الثالوث ردوا على هذا الفكر بتفاصيله، وكل الآيات اللي بيستخدمها الأريوسيين لدعم آرائهم.. وإجابة أنسلم لا تختلف كثيرًا عن إجابة أثناسيوس وكيرلس..  أمّا الكلام عن الرغبة الطبيعية لحفظ الذات فدي بالضبط فكرة ق يوحنا ذهبي الفم الذي يقول: ”الطبيعة البشرية تفضل ألا تُنزع من الحياة الحاضرة وتجفل وترتد من الموت. لماذا؟ لأن الله غرس في الطبيعة البشرية حب لحياة هذا العالم“.[1]  وإلا انتحر الإنسان لأتفه الأسباب. شرط أساسي عند أنسلم أن تكون ذبيحة المسيح طواعية مش مقيدة بأي ضرورة أو إجبار من أي نوع. يُتبع


[1]  ق يوحنا ذهبي الفم، مساو للآب في الجوهر، ترجمة نشأت مرجان، دار النشر الأسقفية، ص 30.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق