الأربعاء، 15 أبريل 2020

لعنة الناموس- ج2



من خلال نص رسالة برنابا.. شوفنا الربط بين اللعنة وقصة التيسين في سفر اللاويين.. خلينا نمشي شوية مع قصة تيس عزازيل ونشوف أن الكتاب المقدس (لا16) بيقول لهارون بعد ما يقدم التيس الأول ذبيحة خطية.. يعمل إيه؟ ”يُقَدِّمُ التَّيْسَ الْحَيَّ. وَيَضَعُ هَارُونُ يَدَيْهِ عَلَى رَأْسِ التَّيْسِ الْحَيِّ وَيُقِرُّ عَلَيْهِ بِكُلِّ ذُنُوبِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَكُلِّ سَيِّئَاتِهِمْ مَعَ كُلِّ خَطَايَاهُمْ، وَيَجْعَلُهَا عَلَى رَأْسِ التَّيْسِ، وَيُرْسِلُهُ بِيَدِ مَنْ يُلاَقِيهِ إِلَى الْبَرِّيَّةِ، لِيَحْمِلَ التَّيْسُ عَلَيْهِ كُلَّ ذُنُوبِهِمْ إِلَى أَرْضٍ مُقْفِرَةٍ، فَيُطْلِقُ التَّيْسَ فِي الْبَرِّيَّةِ.
هنا لازم نروح للقديس كيرلس في الجلافيرا[1]، وهناك هنجد أن ق كيرلس بيستنكر أن تيس عزازيل[2] ده بيتقدم للشيطان- لأن ده ضلال العبادة الوثنية.. وبيجاوب على سؤال: لماذا يترك أحد التيسين حرًا؟ وما الفائدة من وضع هارون يده على التيس مقرًا بخطايا بني إسرائيل؟ وليه لازم التيسين يكونوا شبه بعض في كل حاجة.. بيقول: ”واحد دعي الرب والآخر دعي المرفوض“، والمرفوض هو المرسل بعيدًا.. أو الرجس.. ”التيس الأول يُذبح ويقدس.. والتيس الآخر يرسل إلى البرية بعدما يقر هارون فوقه بخطايا بني إسرائيل. التيسان معًا يرمزان للمسيح“ إزاي؟ التيس الأول ذُبح لتقديس الخيمة.. والمسيح ذُبح لتقديس الكنيسة.. والتيس الثاني صعد إلى المكان الذي لا يطأه بشر.. أي في السماء ”رافعًا خطايانا“ ودايما الآباء بيستشهدوا بآية إش 53: 4 عن رفع الخطايا.. بأنه ”أحزاننا تحملها وأوجاعنا تحملها“، ”هذا هو المرسل لأنه أرسل بعيدًا.. إلى المدينة السماوية“ علشان يكون شفيعنا عند الآب.. كفارة لخطايانا.. ”وذهب إلى مكان لا يطأه الناس.. على مثال البرية. لأنه أتى أولاً إلى العالم لأجلنا، وهو الذي دشن الطريق الجديد.. الذي يقود إلى الراحة السماوية“.
شوفنا إزاي كان هارون بيضع يده على التيس الآخر مقرًا بخطايا الشعب.. نفس الشيء ق كيرلس في كتابه ”السجود والعبادة بالروح والحق“[3] بيعلق على لا 4 وإزاي الكاهن يضع يده على رأس الثور ويذبح الثور أمام الرب.. كالتالي: ولكي أبسط الأمر أقول أن كل ما كان يتمم.. إنما كان يتم بوضع الأيدي فوق الذبيحة كمثل الذبيحة المقدمة عن هارون“ وعلى طول بينتقل للمسيح ويقول: ”أما معطي الطهارة لكل من الكهنة والشعب، فهو المسيح, لأنه خلصنا وصرنا طاهرين من دنس الخطية بواسطته. ثم يشرح: عندما تستند أيدي ذاك الذي فعل الخطية فوق الثور، عندئذ يصير الذبح ’أمام الرب‘؛ لأن ’عبدي البار بمعرفته يبرر كثيرين، وآثامهم هو يحملها‘ (إش 53: 11).. اليد هنا مثال للعمل والأفعال. هكذا ذبحه يصير أمام الرب، معطيًا بذلك إشارة إلى موافقة الآب على أنه يجب أن يموت الابن... إذًا فقد حمل المسيح خطايانا، وتألم لأجلنا محتملاً الذبح فوق الصليب الكريم.
ق كيرلس الكبير عنده رسالة لواحد اسمه أكاكيوس بعنوان ”عن التيس المرسل إلى البرية“ (رسالة رقم 41).. بيقول فيها إن الناس اللي بقتول إن التيس الحي (عزازيل) مقدم لإبليس ده نوع من الغباء ومثير للضحك.. لأن الذبيحة تقدم لله وحده! ثم يقول: إن التيس الأول اللي قدم كذبيحة خطية رمز للمسيح اللي حمل خطايانا في جسده على الخشبة (1بط 2: 24).. وكمان بيستشهد ب إش 53: 6 ”الرب وضع عليه أثم جميعنا، و”لما كان الموت نصيب كل من تعدوا (الناموس) فقد جعل المسيح حياته على سبيل المبادلة عن حياة الكل (He made His life be an exchange for the life of all)، فقد مات واحد عن الجميع لكي يعيش الجميع لله.. حاصلين على الحياة بدمه“. بالتاليلا ينبغي أن نرى في التيس المذبوح سوى عمانوئيل محطمًا الموت والخطية بواسطة موته في الجسد“.
أما عن التيس الحي المرسل إلى البرية.. فهو بحسب ق كيرلس رمز لقيامة المسيح وصعوده إلى السماء (الموضع الذي لا يمكن للبشر الدخول إليه). التيس المذبوح (متألم في الجسد) و(في الموتوالتيس الحي (خارج الألم) و(فوق الموت). ثم يذكر ذبيحة العصفورين الخاصة بتطهير بيت الأبرص.. وكيف أن العصفور الحي يُغمس في دم العصفور المذبوح ثم يطلق العصفور الحي في الصحراء أو البرية.. يصعد المسيح الحي بدم صليبه! علشان يكون شفيع وكفارة لخطايانا في السماء.. ق كيرلس بيقول هذا المنظر الغريب هيخلي الملايكة تقول ”من ذا الآتي من آدوم بثياب من بصرة“ (إش 63: 1). يُتبع


[1] الجلافيرا الجزء الثاني، ترجمة د جورج عوض، المركز الأرثوذكسي، والصفحات من 317- 320.
[2] هناك ربط بين عزازيل وعزائيل في بعض الكتابات اليهودية والتلمود وأنه أحد رؤساء الملائكة الذين اشتهوا بنات الناس.. حتى أنه في سفر أخنوخ يؤمر روفائيل بأن يربط يدي ورجلي عزازيل ويلقيه في الظلمة والهوة ويضع عليها صخور كبيرة (Encyclopedia Judaica, vol 2, p. 762-763).   
[3] السجود والعبادرة بالروح والحق، ترجمة د جورج عوض، المركز الأرثوذكسي، ص 413- 414.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق