الجزء الثاني
فصل (5): بوزو بيقول أنا حاسس كأن الله مجبر على تخليص الإنسان؛ وده لا
يليق بالله. وبالتالي ممكن نقول إنه بيعمل كده لأجل نفسه أكتر ما بيعمل كده
لأجلنا. وبالتالي إيه الشكر اللي لازم أقدمه لو عمل كده لنفسه، وإزاي أقول أنه
خلصنا بنعمته لو كان في ضرورة عليه أنه يعمل كده؟
يرد أنسلم كالآتي: ”بالأحرى ننسب كل ذلك إلى نعمته لأنه شرع فيه من
أجلنا وليس من أجل ذاته“، لأنه ليس بحاجة إلى الإنسان.. وما كان خافيًا عليه
ما سيحدث لكنه ”التزم على نوع ما، بفضله ورضاه، أن يقوم بالخير الذي بدأ به.
وبالإجمال أن المولى سبحانه لا يفعل شيئًا عن ضرورة لأنه لا يُجبر قطعًا..
وعندما نقول أن الله يعمل شيئًا بالضرورة اجتنابًا لعدم اللياقة.. يجب أن نفهم
أنه يفعله حرصًا منه على كماله غير المتغير الذي له من ذاته“. فهذه ضرورة
على خلاف الأصل.. وكل شيء بيعمله هو نعمة منه.
فصل (6): يصل أنسلم إلى ضرورة أن مَن يقوم بالإيفاء هو إله وإنسان معًا.
فصل (7): يؤكد أن الاتحاد بين اللاهوت والناسوت في شخص المخلص ليس
بالامتزاج او الاختلاط أو التبديل.. ولو حصل كده مش هينفع يكون المخلص. وفي نفس
الوقت لو مفيش اتحاد ”لا يتسنى للاثنين أن يقوما بالعمل الواجب عمله؛ إذ أن
الإله لا يعمله لعدم وجوبه عليه، والإنسان لا يعمله لعدم استطاعته عليه“.
|
التعليق:
الفصل (5) من الجزء الثاني مهم جدًا لأنه بيجاوب على
اعتراض شهير على أنسلم كأنه بيقول إن كل اللي يهم ربنا هو استرداد كرامته
المهانة.. وكأنه مجبور يحل مشكلة عنده هو مش عند الإنسان. كل الكلام ده غير صحيح،
وواضح جدًا في كلام أنسلم إن الله غير خاضع لأي ضرورة سوى مشيئته.. لما بنقول لا
يليق بالله أنه كان يسيب الإنسان يهلك.. عدم اللياقة ده لا يعني إن الله مجبر.. وفي
جملة مهمة لازم نعرفها هي أنه لا وجود لضرورة سابقة على مشيئة الله. بل الأمر يصبح
ضروريًا بعد أن يشاء الله فعله.
كمان أنسلم بيقول ده كله بسبب نعمته.. ومن أجلنا إحنا..
نفس الشيء قاله ق أثناسيوس في تجسد الكلمة ”لكي
تعلم أن نزوله إلينا كان بسببنا، وأن عصياننا استدعى تعطف الكلمة، بحيث أن
الكلمة أسرع لمعونتنا وظهر بين البشر، لأنه في تجسده كنا نحن المقصودين، ولخلاصنا
أظهر حبه إلى الحد الذي ظهر وولد في جسد بشري“ (تجسد
الكلمة 4: 2، 3). عند أنسلم وأثناسيوس نحن المقصودين من الخلاص وليس الله
بأي حال من الأحوال.
أخيرًا اهتمام أنسلم بفكرة الاتحاد الأقنومي بين الناسوت
واللاهوت كضرورة للخلاص، من ناحية لأن الله عمل الفداء لا يخصه هو، ومن ناحية لأن
البشر عاجزين عن تخليص أنفسهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق