الجزء الأول
فصل (15): بيقول أنسلم أن الله خلق الإنسان للسعادة وكان بيحفظه
في إيده، زي إنسان ماسك لؤلؤة جميلة، لكن الحسود إبليس ألقى الإنسان
(اللؤلؤة) في الحمأة- برضى من الإنسان- ومكنش ينفع يمنعه، لأن الإنسان لازم
يُمتحن. لو أرجعه الله إلى الفردوس ملطخًا بل تطهير، أي بدون استيفاء عن الخطية،
هيعمل زي صاحب اللؤلؤة اللي خباها وهي ملطخة بالطين في خزانته.
بوزو: قال لا يمكن الله يدخل الإنسان ملكوته وهو غير طاهر.. فرد أنسلم
بأنه لابد من إيفاء الدين اختياريًا علشان مينفعش الصفح عن الخطية بلا عقاب.. راح بوزو قال: ليه بينفع نقول لربنا دلوقت
أغفر لنا ذنوبنا.. من غير إيفاء؟ فقاله نأجل السؤال ده حتى تفهم لماذا مات
المسيح.
فصل (16): يتحدث أنسلم في هذا الفصل على أن الإيفاء يجب أن يكون متناسبًا
مع قدر الخطية. بوزو قاله إحنا بنقدم توبة وانسحاق قلب وتواضع وصوم وعطاء
وطاعة.. مش كفاية؟ فقاله أنسلم كل الحاجات دي أصلا واجب عليك.. أنت حتى لو
مغلتطش لازن تتشوق وتتضرع من أجل بلوغ الغاية، وتحزن على تباطؤك في الحصول
عليها، والعطاء ده دين عليك أيضًا لأنك مش بتدي من نفسك.. ”أنت مدين لله بكل
كيانك وكل مقتناك وكل إمكانك“.
بوزو: خلاص لو أنا مديون بكل كياني وقدرتي لله فليس لي ما أرد عن أثمي.
|
التعليق:
هنا يؤكد أنسلم عكس ما يقوله د مينا ميخائيل مثلاً في
فيديوهاته بأن الشرقيين هما بس اللي قالوا إن الموت دخل بواسطة الإنسان والشيطان،
بينما الغربيين قالوا إن الموت الأبدي الله هو اللي أدخله الى العالم. أنسلم أهو بيقول
زي ما بنقول في القداس الباسيلي ”ولما دخل الموت بحسد إبليس“، أو الآية
الشهيرة من سفر الحكمة ”إِنَّ اللهَ خَلَقَ الإِنْسَانَ
خَالِدًا، وَصَنَعَهُ عَلَى صُورَةِ ذَاتِهِ، لكِنْ بِحَسَدِ
إِبْلِيسَ دَخَلَ الْمَوْتُ إِلَى الْعَالَمِ، فَيَذُوقُهُ الَّذِينَ
هُمْ مِنْ حِزْبِهِ“ (حك2: 23- 25). عمري
ما شوفت حد بيقول إن الله هو اللي أدخل الموت للعامل باعتباره العلة الأولى، لكن
لا أحد عاقل ينكر أن الإنسان هو الجاني والمسؤول الأول عن إدخال الموت، أما دور
الله في المسألة دي أنه نفذ ما سبق وأن أتفق عليه مع الإنسان ”يوم تأكل منها
موتًا تموت“، وصار في حالة مدينوية لله، كما يقول ذهبي الفم وكتب الصك هلى
نفسه، أو في حالة حكم بالدينونة. وده حق الله في أنه ديان، ومن ينكر حق الله في
أنه يدين، هو مناصر لبدعة ماركيون. أكد على ذلك ق إكليمندس السكندري في المربي، وق
إيريناؤس في ضد الهرطقات حين يقول ”من هو صالح (أي الله)، إن لم يكن له سلطان قضائي، سيصبح.. محروم من
صفة الإلوهية“.[1]
الحاجة التانية اللي
عاوز أشير ليها هي أن أنسلم برضو عنده منظور أشمل للخلاص، مش مجرد مشكلة عند
الإنسان وربنا بيحلهاله، في الفصل 15، 16 بيتكلم عن غاية، إن الإنسان خلق
للسعادةـ، وفي الفصل الأول في الجزء الثاني بيتكلم أن الإنسان خلق ليكون سعيدًا
بالتمتع مع الله. نفس الشيء يؤكده ق أثناسيوس عن أن الله خلق الإنسان على صورته
علشان يعرف الآب وبالتالي ”يحيا حياة حقيقية سعيدة مغبوطة“ (تجسد الكلمة 11: 3)،
وكذلك قال إن لو الإنسان حفظ الوصية لعاش في الفردوس بلا حزن ولا ألم ولا هَم
(تجسد الكلمة 3: 4). يُتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق