الثلاثاء، 7 أبريل 2020

محاكمة كتاب أنسلم أسقف كانتربري- ج15



الجزء الثاني
فصل (19): بوزو شايف إن تقدمة المسيح تستحق المكافأة، وفي نفس الوقت ما هو الابن له كل ما للآب. المهم أن أنسلم بيشرح  أن أقرباء المسيح وأخوته المثقلين بالديون الفادحة هيكونا ”ورثة فيض ملئه“. في جزء مهم قوي أنسلم بيقول فيه: ”الله لم يكن محتاجًا أن ينزل من السماء ليغلب إبليس ولا أن يعامله كقاض عدل ليحرر الإنسان.. بل أراد الله أن الإنسان يغلب إبليس، بحيث إن مَن أهان الله بالخطية، ببره يصنع الإيفاء. وبقدر أن الله لم يكن مديونًا لإبليس بشيء، ناهيك عن العقوبة، ولم يكن مدينًا بشيء للإنسان، ناهيك عن الغلبة.. ولكن ما كان مطالبًا به الإنسان كان لله وليس لإبليس“.    
فصل (20): أنسلم بيقول نقدر نشوف دلوقت رحمة ربنا متطابقة مع عدله.. ”أي رحمة يتسير إدراكها أعظم من أن يقول الله الآب للخاطئ المحكوم عليه بالعذابات الأبدية: هاك وحيدي أقدمه عنك. والابن نفسه يقول: خدني فدية عنك“.
فصل (21): يرد أنسلم على استحالة خلاص إبليس كالتالي: - بيقول إن ده محتاج إله يصير ملاكًا.. لكنه بيرجع يقول إن الملائكة مش من أصل واحد زي البشرية.. فمش هينفع يتجددوا.. وزي ما سقطوا لوحدهم.. لازم ينهضوا لوحدهم وده مستحيل. مش معنى كده أن موت المسيح مش كافي.

التعليق:
أنا ممكن أشوف في عبارة ”ورثة فيض ملئه“ وتعبير ”أقرباء“ المسيح.. تلميح للتأله! فكرة إن الإنسان هو اللي يغلب.. شوفناها قبل كده عن ق ساويرس الأنطاكي (تدوينة رقم 8 من هذه السلسلة). الواضح كمان في النص ده هو رفض أنسلم بشده نظرية الفدية للشيطان اللي قال بيها أوريجانوس وق غريغوريوس النيسي، ورفضها بشدة ق غريغوريوس النزيانزي. أنسلم كمان شاف إن الآب لازم هيكافئ ذبيحة المسيح. والفكرة بالرغم أنها مش مألوفة لكن ق كيرلس الكبير بيقول نفس المعنى بالضبط. يقول ”لأن الكتاب صادق حين يقول: عزيز في أعين الرب موت أتقيائه مز 116: 5. كيف لا يُقدِّر الله الآب موت ابنه؟ إذن، الله الآب كرّم تقدمة ابنه وأشرف على موته الثمين..“.[1]  


[1] ق كيرلس الكبير، التعليقات اللامعة جلافيرا ج 2، ترجمة د جورج عوض، المركز الأرثوذكسي، ص 279.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق