بعد ما استعرضنا كيف فسر ق كيرلس الكبير وآباء آخرين لنص
غل3 وتعبير لعنة الناموس، حابب استعرض آراء كاتبين: الأول الأب متى المسكين،
والثاني الدكتور هاني مينا ميخائيل. وخلينا نبدأ بالأب متى المسكين من خلال تفسيره
لغلاطية.. من صفحة 204- 218.
في تعليقه على غل3: 13 بيقول اللعنة وقعت على بني
إسرائيل والأمم أيضًا.. لأنهم مش هيقدروا ينفذوا كل الناموس. الجميع أخطأوا
وزاغوا.. كله صار تحت اللعنة والمسيح ”احتمل هذه اللعنة من أجلنا“، و”شاركنا
في هذه اللعنة لما أخذ خطايانا في جسده على الخشبة ومات تحت اللعنة فوفىَّ العقوبة
بالجسد“ (205). ثم يقول إن المسيح بالرغم أنه ولد تحت الناموس إلا أنه لم
يخطئ.. وبالتالي ”بقي على مدى حياته تحت الناموس منزهًا عن اللعنة“ (206). ثم
بإشارة لم يتعرض لها ق أثناسيوس أو ق كيرلس يقول إن رؤساء كهنة اليهود حكموا على
المسيح ”كمخالف للناموس“ ثم أوقعوا عليه لعنة الناموس. لكن المسيح لم يرد
المحكمة! وده معناه أنه ارتضى بالحكم الصادر من هذه المحكمة! والمسيح ارتضى بالحكم
”باعتباره صادر بالحق على البشرية التي يحملها في جسده“.
يؤكد الأب متى المسكين أن دي لعنة إلهية على مستوى غيرة
الحق والعدل.. وفي روح أزهقت عوض إزهاق روح الخاطئ.. وإن اللعنة دي هي ”لعنة
الله نفسه التي جعلها في فم الناموس وبالتالي فم رؤساء الكهنة“ (207). ثم يقول
إن نار النقمة الإلهية لم تتوقف حتى قضت على كل خطايانا.. ”أما خطيتنا فيه
فتسلطت عليها نار النقمة الإلهية.. وحلت محلها نار نعمة الله“. ثم يشرح كيف أن
ق يوحنا ذهبي الفم أخطأ حين حاول تجنيب المسيح ”لعنة الله التي في الناموس على
الخطاة“ وإن المسيح تحمل لعنة الرفع على الخشبة فقط.. وجرى مجراه العالم فيليب
شاف! لكن الأب متى بيقول إن المسيح مات صلبًا كخاطئ وكمخالف للناموس وعاصي لله
ومتعدي وملعون من الله (209) يعني هو واقع تحت نفس الحكم اللي واقع على البشرية.
يرجع فيؤكد إن المسيح تحمل لعنة تحمل عب خطايا العالم
كله وليس مجرد الرفع على الخشبة (212). ووصف فكرة شاف وذهبي الفم بانها وهم..
ولاهوت مبتور.. لا يوصل إلى فداء ولا إلى خلاص. وإن المسيح لما يقف قدام الله
كخاطئ .. أصبح كخاطئ ”تحت كل أصناف الخطايا وأشنعها في الناموس وهي خطايا العمد
المحسوبة أنها معصية لله (باربتوما)“. ليه بقى المسيح لم ينزل من على الصليب ”حتى
يكمل واجبات تحمل اللعنة حتى الموت“. وبيقول حاجة في منتهى الخطورة، بيقول إن
بولس قد أسقط- في آية ملعون مَن علق على خشبة- مصدر اللعنة. مين بقى مصدر اللعنة؟ ”ملعون
من الله“. وبيقول ان في ناس اختلفت في النقطة دي.. لكن الأب متى بيقول الآتي:
ثم يحاول أن يجيب على سؤال.. كيف يلعن الله المسيح؟
وبيقول هذه الصعوبة هي ”صعوبة مزيفة لأن المسيح قبل بالفعل أن يصير خطية.. ابن
الله وقف موقف الخطاة لما حمل خطيتهم في جسده القدوس على الخشبة فاقتبل اللعنة بكل
ثقلها فحلت اللعنة على جسدنا فيه.. كما كان ثور المحرقة يقبل خطايا الشعب كله
حينما يضعون أيديهم على رأسه ثم يحرق بالنار فتأتي النار على جسد الثور وبالتالي
تحرق الخطايا حرقًا حتى لا توجد بعد..“ (213- 214).
ثم يقول إن لعنة الناموس دي وقفت كحاجز تمنع بركة إبراهيم
للأمم.. وإن الناموس وضع ليكشف طبيعة الخطية المتسببة في اللعنة، أي الوقوع تحت الغضب
الإلهي. (215-216).
تعليق: شرح الأب متى يقترب كثيرًا من شرح ق كيرلس
الكبير.. بل أكثر صراحة في اللغة التي يرفضها الكثيرون في هذه الأيام. يُتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق