الجزء الثاني
فصل (1): يشرح أنسلم أن الله أودع في الإنسان العقل وقوة التمييز حتى ”يحب
الخير الأعظم لذاته“ لا لغرض ما.. وخلقت مستقيمة upright حتى تريد
ذلك..
فصل (2): بناء على اللي فات بيستنتتج أنسلم أن الإنسان لم يُخلق لكي
يموت.. وإلا ده كان مغاير لعدالة الله. وبالتالي لو لم يخطئ لما عرف الموت
أبدًا.
فصل (3): وبالتالي تجديد الإنسان معناه إعادته للحالة الأولى- عدم الموت-
وهو ده قيامة الأموات. و”لو لم يخطئ لتحول إلى المجد بنفس الجسد“. هنا
بيسأل بوزو: إزاي يقوم الإنسان بنفس جسده بعدما انحلت عناصر جسده وتفرقت وصارت
أجزاء من البهائم التي يأكلها الناس.
فيرد أنسلم: اللي خلقها من العدم يقدر
يجمعها بعد الانحلال. ويلجأ لكلام بولس في 1كو 15 عن العلاقة بين جسدنا الفاسد
الذي يجب أن يلبس عدم الفساد، وبالتالي يوكد العلاقة بين الجسدين.
فصل (4): بيقول أنسلم إن الإنسان أكرم خليقة الله وبالتالي لا يمكن أن
يُصدق أنه يتركه يهلك. لازم يتمم ربنا ما بدأه من نحو الخليقة. بالايفاء عن
الخطية.. الأمر اللي الإنسان عاجز أن يحققه بنفسه.
|
التعليق:
ق أثناسيوس في تجسد الكلمة قال: إنه لو حفظ الإنسان
الوصية ولم يخطئ ”فإنهم سيعيشون في الفردوس بغير حزن ولا ألم ولا هَم، بالإضافة
إلى وعد بالخلود في السماء“ (تجسد الكلمة 3: 4). أنسلم بيتفق مع ق أثناسيوس في
أن مفيش حاجة اسمها ”التجسد غير المشروط“ وأنه كده كده كان هيتجسد حتى لو لم يخطئ.
لأن أثناسيوس وأنسلم كانوا شايفين إن آدم كان مجهز بكل الإمكانيات اللي توصله
للخلود في السماء أو للاتحاد بالله إذا سارت الأمور بشكل طبيعي ولم يخطئ. طبعًا في
حد هيقولك: كأنك بتقول إن آدم كان لازم يغلط علشان يجي المخلص، وهل أعمال الله
مقيدة بفعل عارض زي السقوط. أنا هرد عليك بأن أعمال الله معلومة ليه منذ الأزل..
وهو لا يفاجئ بشيء وليس لديه خطة (ب). لكن فكرة التجسد غير المشروط بتضع شرط برضه
لربنا.. ألا وهو أنه كان لازم آدم يتخلق علشان يجي المخلص!! وأكيد ربنا مش هيبقى
مشروط بالخلق، لأننا عارفين إن الخلق والفداء عمل من أعمال المبادرة الإلهية.
كذلك ق أمبروسوس
في كتابه ”سر تجسد الرب“ وفي سياق رده على هرطقة بتقول إن جسد المسيح من
نفس طبيعة اللوغوس.. قدّم آيات تؤكد إن الجسد من مريم -وبيشرح إن المسيح قدّم
(جسده ذبيحة)- ولم يقدّم لاهوته ذبيحة؛ لأن اللاهوت لم يخطئ. وبيقول
كده: ”إنه قدّم التقدمة مما يخصنا. وإلا ما السبب في تجسده إذا لم يُفدى الجسد
الذي أخطأ بواسطة المسيح؟“ (فقرة 78). كمان أن
المترجم بيدعم نفس الفكرة
باقتباس من ق. أثناسيوس في رسالته إبيكتيتوس: ”لم يأتِ اللاهوت لمساعدة نفسه
حتى يلبس ما هو من نفس جوهره، كما أن الكلمة لا يخطئ في شيء وهو يفتدي خطايا
الآخرين، حتى يصير جسدًا ويقدّم ذاته ذبيحة لأجل نفسه ويفتدي نفسه “.[1] الحقيقة الاقتباسين دول بيأكدوا إنه مفيش حاجة اسمها ”التجسُّد
غير المشروط“ على
الأقل عند أثناسيوس وأمبروسيوس! اللاهوت لم يقدم ذبيحة لنفسه.. الذبيحة هي جسد
اللوغوس لأن الجسد هو اللي أخطأ. فماذا لو لم يخطىء آدم؟ الإجابة: لن
يقدّم اللاهوت أي ذبيحة؛ لأنه لم يخطئ! هذه حُجة أمبروسيوس وأثناسيوس.
في نقطة أخرى أنسلم بيتعرض ليها تخص قيامة الجسد فديها
هنلاقيه عند أثيناغوراس اللي أكد أن ربنا عنده قدرة كافية لقيامة الأجساد. وزي ما
خلقها من العدم يقدر يقومها بنفس السهولة. ”نفس القوة (الخالقة) يمكنها أن توحد
ما قد تحلل“.[2]
حتى لو حصل ما يُسمى ب chain
consumption وأن الأجساد
المتحلة التهمتها حيوانات معينة ثم أكلت الحيوانات دي حيوانات تانية .. أو تحللت
للعناصر الأولى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق