مار إفرام السريان يعنده مجموعة أشعار اسمها أناشيد
نصيبين (اسم مدينة) فيما يلي بعض المقتطفات منها:[1]
من نشيد 35
الشرير
توقف عن نشاطه وقال: يسوع هذا سبب بطالة لي؛
لأن
العشارين والزناة يحتمون فيه.
أي
عمل سأبحث لنفسي؟
أن
الذي كنت معلمًا للبشر أجمعين، لمن سأكون تلميذًا؟
ثم
قالت الخطية أيضًا: لابد أن أتخلى.. وأتغيّر عما أنا عليه.
لأن
ابن مريم هذا خلق البشرية خلقة جديدة.
----
الموت النهم كان ينتحب ويقول: لقد تعلمت الصوم، الشيء الذي لم أعتد عليه.
الموت النهم كان ينتحب ويقول: لقد تعلمت الصوم، الشيء الذي لم أعتد عليه.
فها
يسوع يجمع حشودًا، وفي وليمته يُنادى بصوم لي.
رجل
واحد أغلق فمي، فمي الذي أغلق أفواه الكثيرين.
قالت
الجحيم أيضًا: سأكبح نهمي، لذا الجوع نصيبي..
هذا
الرجل ينتصر.. كما في العرس حين حوّل الماء إلى خمر،
فهو
يغير كسوة الأموات إلى حياة.
------
ومن نشيد 36
يكتب
مار إفرام السرياني على لسان الموت ما يلي:
إذا
كنت الله أظهر قوتك.. وإذا كنت إنسانًا فلتشعر بقوتي.
إذا
كان آدم هو مَن تطلبه، فلتذهب بعيدًا.
لأنه
بسبب تعدياته أُغلق عليه هنا.
الشاروبيم
والسيرافيم لا تنتظروا لتدفعوا دينه عوضًا عنه..
فليس
بينكم فانٍ.. حتى يعطي حياته عوضًا عنه.
مَن
يقدر أن يفتح فم الجحيم، ويقتحمه ليخرجه منه.
الجحيم
الذي ابتلعه وأمسك به إلى الأبد.
أنا
(الموت) الذي قهر الحكماء كلهم.. تعال، وادخل يا ابن يوسف، لترى الأهوال:
أطراف
العمالقة، جثة شمشون العملاقة، عظام العنيد جليات،
عوج
ابن الجبابرة الذي صنع لنفسه سريرًا من حديد (تث3: 11) ورقد عليه..
(الموت)
لقد هزمت ملوكًا في جيوشهم.. أنهار من الجثث أقذفها إلى الجحيم..
الفضة
أحتقرها في يد الأغنياء.. ولم تفسدني الهدايا..
سيد
العبيد لم يقنعني مرة أن آخذ عبدًا بدلاً من سيده،
فقيرًا
بدلاً من غني، عجوزًا بدلاً من طفل،
مَن
هذا؟ ابن من هذا؟ ما هي سلالة هذا الذي قهرني؟
وكتاب
العائلات بجواري.. ذهبت وقرأت فيه وفحصت الأسماء من آدم وحتى الآن.
لم
أنسَ واحدًا من الأموات.. عائلة وراء الأخرى.. كلها مكتوبة..
بسببك
أنت يا يسوع دخلتُ وراجعت الحسابات..
حتى
أظهر لك أنه لا أحد يفلت من يدي..
هؤلاء
سيقنعونك أنت يا بن مريم أن قوتي تسود على الكل..
فكيف
يغلبني صليب (شجرة)، وأنا الذي بشجرة ملكتُ وغلبتُ منذ زمن بعيد؟
-----
أنهى الموت كلام استهزائه، ودوى صوت ربنا في الجحيم..
أنهى الموت كلام استهزائه، ودوى صوت ربنا في الجحيم..
صرخ
عاليًا وانفجرت القبور.. وتملك الرعب الموت..
لأن
حملاً ذُبح في مصر أعطاني البكر من كل بيت..
أمّا
حمل الفصح هذا فقد سلب الجحيم..
ذاك
الحمل ملأ القبور لي، وهذا الحمل أفرغ القبور التي كانت ممتلئة.
موت
يسوع عذاب لي، أنا أفضل حياته عن موته!
هذا
هو الميت الذي موته مكرهة لي، في حين موت كل البشر الآخرين يبهجني.
لكن
موته هو أنا أبغضه، سأسرع لأغلق أبواب الجحيم أمام هذا الميت،
الذي
بموته سلبني، وكل من سيسمع بهذا سيتعجب لإذلالي!
كل
الأموات يطلبون الخروج، وهذا الميت يلح بالدخول.
دواء
الحياة دخل إلى الجحيم، ورد الحياة إلى أمواته.
-----
ومن
نشيد 52
مار
إفرام وهو يتخيل حورًا عنيفًا بين الموت وإبليس في أحد أناشيده يقول كالتالي:
سمعتُ
الموتَ وإبليسَ يتشاجران بصوتٍ عالٍ على أيهما هو الأقوى على البشر.
لقد
أظهر الموتُ قوته بأن قَهرَ كلَّ البشر، بينما أظهر إبليس دهاءه بأن أسقط الجميعَ
في الخطيئةِ.
الموت:
أيُّها الشرير، يأتيكَ فقط مَن يريدون أن يصغوا لكَ، أمَّا أنا فيأتونني سواء
أصغوا لي أم لا.
إبليس:
أيُّها الموت، أنت لا تملك سوى قوةٍ باطشةٍ، بينما أنا فأستخدم شباكًا وأفخاخًا
ماكرة.
الموت:
اسمع أيها الشرير، الإنسان البارع يقدرُ أن يكسرَ نيركَ، لكنَّ نيري لا يستطيع
أحدٌ الهروبَ منه.
إبليس:
أيُّها الموت، أنتَ تستعرض قوتكَ على الضعفاء، لكني مع الأصحاء أظهر أكثر قوة.
الموت:
أنت أيها الشرير لا تسود على كل من يلعنونك.. لكن بالنسبة لي مَن لعنني سابقًا أو
مَن يلعنني الآن لا يفلت من قبضتي.
إبليس:
أنت أيها الموت حصلت على قوتك من الله، أمّا أنا فوحدي ولا يساعدني أحد حين أقود
الناس إلى الخطية.
الموت:
أيها الشرير أنت مثل الهزيل، لكني كملك أمارس هيمنتي.
إبليس:
أيها الموت أنت مغفل، لا تعرف كم أنا عظيم. مَن يقدر أن يأسر حرية الإرادة، سوى
قوة عليا.
الموت:
أنت أيها الشرير مثل لص، تحوم متخفيًَا، أما أنا فكأسد أمزق ولا أخاف.
إبليس:
أيها الموت لا أحد يخدمك أو يتعبد لك. لكن الملوك يقدمون ذبائح لي كما لله.
الموت:
هناك كثيرون يطلبون الموت، كما لو كانوا يطلبون قوة حنونة. أما أنت أيها الشرير فلا أحد يطلبك.
إبليس:
ألا تلاحظ هذا يا موت: كم هم كثيرون: الذين بطرق متنوعة يطلبونني ويقدمون قربانًا؟
الموت:
اسمك مكروه يا إبليس ولا يمكنك أن تبرئ سمعتك. الجميع يلعنون اسمك، فلتخفِ تعييرك.
إبليس:
سمعك ثقل أيها الموت ولا تسمع جيدًا: كم يئن الناس منك، فلتخفِ نفسك.
الموت:
وجهي مكشوف للعالم، لأني لا أعرف الدهاء. وليس مثلك أنت يا من لا تستطيع البقاء
دون دهاء.
إبليس:
لم تتوفق علي في أي شيء لأنها حقيقة أنك مكروه من كل بني البشر.
الموت:
كل البشر يخافونني كما يخافون ربًا، لكنهم يكرهونك أنت كشرير.
إبليس:
أنت يا موت يكرهون اسمك، كما يكرهون عملك. أما أنا فيكرهون اسمي لكنهم يعشقون
ملذاتي.
الموت:
حلاوتك تتحول إلى مرارة في أفواههم، ندم النفس لصيق دائم بشهواتك.
إبليس:
مثوى الأموات مكروهٌ؛ لأنه لا يوجد فيه فرصة للتوبة. بل هو هوةٌ تبتلعُ وتخمدُ كل
خفقةٍ.
الموت:
مثوى الأموات دوامةٌ، وكل مَن يسقط فيها يقوم، لكنَّ الخطيئة مكروهة لأنها تقطع
رجاءَ الإنسان.
إبليس:
أنا أسمح بالتوبة، مع أن هذا يُحزنني. لكنكَ مَن تقطع آمالَ الخاطئ إذا مات في
خطاياه.
الموت:
بسببك انقطع رجاؤه منذ زمنٍ بعيدٍ. فلو لم تجعله يخطئ أولاً، لكان قد ختم حياته
حسنًا.
الخورس:
مبارك الذي أقام العبديْن الملعونيْن ضدَّ أحدهما الآخر، حتى نقدر نحنُ أن نراهما
كما رآنا وسخرا منّا.