الكتاب ده في ترجمة 3 مقالات من الأعمال النسكية
لاغريغوريوس النيسي من مجلد رقم 58 من سلسلة (The Fathers of the Church)
ترجمها أبونا اشعياء ميخائيل، في (145 صفحة)
المقال الأول
ده ترجمة (On what it
means to be a Christian) أو ”ماذا
يعني أن تكون مسيحيًا؟“ بيقتبس النيسي قصة عن الأدب العالمي عن أحد القرود الذي
يلبس قناعًا إلا أنه لم يقدر أن يختفي طويلاً بل تجرد منه وجرى ليأكل المكسرات
التي ألقيت أمامه والقصة دي اقتبسها ناس غير النيسي، زي لوسيان، في سياق آخر.
في هذا المقال
يتحدث إلى صديق له ليرد على أسئلته، وبيقوله كان نفسي أقابلك ونتكلم وجهًا لوجه
لكن ”ضرويات الحياة“ هي التي تمنعنا. بيقول إن لقب مسيحي زي أي لقب آخر (طبيب،
مهندس، محامي) لازم يحصل على تعليم وخبرة وممارسة. ”استخدام اللقب يحتم على مَن
يتصف به أن يمارس العمل نفسه“ (12). وبالتالي علشان نعرف معنى كلمة ”مسيحي“
لازم يكون عندنا معرفة معينة وممارسات خاصة. ثم يقبس قصة القرد من الأدب العالمي. ويحكي
عن واحد درَّب قرد على الرقص.. والناس كانوا معجبين به، لكن واحد من الحاضرين
الأذكياء رمى حبات اللوز.. فأثار شهوة القرد.. والقرد نسي الرقص.. وجري ليأكل
اللوز.. ولّما معرفش يأكل من القناع خلعه.. فاكتشف الأمر. يعني ”القرد لم يستطع
إخفاء طبيعته“ لمّا أُلقيت إليه حبات اللوز (13)، وبالتالي المؤمنين المظهريين
عند اختبارهم هيظهروا على حقيقتهم.. الشيطان بدل اللوز بيزرع المجد الباطل.. والخطايا..
”كثيرًا ما نتلوّن ويكون لنا مظهر الاسم فقط في حين نكون على عكس ما نظهر به
تمامًا“ (14).
مسيحي.. يعني
ينمو في المسيح وبالتالي يحمل من صفات المسيح غير الفاسدة (16). ”ولو أن أحدًا
حمل اسم المسيح، ولكنه لم يحيا حياته، فماذا يمكن أن يفيد هذا الاسم؟“ (16).
ثم يقول ”المسيحية هي أن نتشبه بالطبيعة الإلهية“ ولو حد اعترض إن طبيعتنا
ضعيفة.. نرد عليه أن آدم خُلق على صورة الله، و”المسيحية هي إعادة الإنسان إلى
حالته الأولى“ (17)، ثم يقول ”المسيحية هي التشبه بالله“ (18).
إحنا بسلوكنا بنقدِّم
صورة عن الله- ولو سلوكنا سيئ يبقى بنهين الاسم.. وبنهين الله. كيف يصير الأرضي
مشابهًا للسماوي؟ الإجابة: نسلك في الأعمال الصالحة.. ونتغرب عن الخطية.. في كل
الأحوال إحنا مش منفصلين عن الله.. لأنه الله بيلمس كل عنصر من عناصر الوجود بغير
فساد (20). إحنا بالفكر ممكن نصعد إلى السماء.. وبغلق طريق الملذات.. والسير في
طريق الأبدية.
المقالة
الثانية:
ودي ترجمة لمقال
بعنوان (On The
Christian Mode of life) أو ”السلوك
المسيحي في الحياة“، بيقول فيها النيسي إن نعمة المسيح تبدد الخداع اللي عايشه فيه
النفس.. فتجد نور الحق وتشق طريقها نحو القداسة. يقدّم النيسي في هذه المقالة ملخص
للمبادئ والإرشادات اللازمة للرحلة المسيحية من الكتاب المقدس حتى لا نعتمد على
غباوة تفكيرنا الخاطئ السفلي ولا بمعزل عن نعمة المسيح (29).
يتحرك الإنسان
نفسًا وجسدًا نحو الله.. وقوة المسيح تعينه. أخذنا عربون عدم الفساد في
المعمودية.. والنعمة اللي أخذناها في المعمودية هي اللي تخلينا نتاجر ونربح
بالوزنات (32). ونتقوى بالروح في الفضائل، حتى تصل النفس إلى ”كمال جمالها عن
طريق نعمة الروح القدس الذي يعمل في المجاهدين والساعين نحو هذا التغيير“
(34). وبيقول ”الإنسان ينال نعمة الروح وفقًا لقراره وطلبه“ (34).
ثم يتحدث من
الكتاب المقدس عن الجهاد والتغصب، والصبر والمثابرة، والركض في الميدان.. ”عطية
النعمة تقاس بمدى العمل لمن يستقبلها، لأن نعمة الروح تعطي الحياة الأبدية
والفرح غير المنطوق به في السماء. ولكن يجب أن يكون فينا محبة المثابرة والجهاد،
ولكن الإيمان هو الذي يجعل النفس مستحقة لاستقبال المواهب والتمتع بالنعمة“
(35). الاقتباس اللي فات فيه دور للنعمة، وللجهاد، وللايمان. النيسي يؤكد على السينرجيا:
”حين يتكامل العمل مع نعمة الروح ويتعاونان معًا فإن النفس تمتلئ من الحياة
المباركة، ولكن حين ينفصل العمل عن النعمة، فإن النفس لن تنال أي شيء“ (36). ”لأن
نعمة الله لا تعمل في النفوس التي تهرب من الخلاص“ (36).
وبيقول إن
الفضائل لا تكفي لأن يكون للنفس شركة مع النعمة.. ”إن لم يبن الرب البيت“ (مز
127). الجهد البشري لا يكفي لنوال الإكليل.. لكن لازم نحط رجاءنا في إرادة الله
(36). وفي سعينا ”يأمرنا بأن نرجع كل مجد لله، ونوجّه كل عمل لإرادة ذاك الذي
سوف يكافئ كل أعمال الفضيلة“، وبيقول ”وجّه حياتك نحو الله ومجده“
(41). واهرب من التقدير البشري الذي نهايته الخزي الأبدي. وبيقول الإنسان الذي
يسعى للكرامة لا يعد بين المؤمنين (مت 5: 44).
بيفسر النيسي آيات
من العهد القديم (تث 22: 9-11؛ لا 19: 19) عن عدم وضع النير على جنسين مختلفين من
الحيوانات، أو ارتداء ملابس من نوعين مختلفين، على أنها ”ليس حسنًا أن تنمو
الفضيلة والرذيلة في النفس الواحدة“- وده تفسير رمزي أليجوري. ”كيف يعطي
الإنسان طريقًا للعدو، ويريد أن ينتصر في المعركة؟“ (47). الإنسان اللي في شركة
مع الله من المستحيل أن يسقط من رجائه أو تهمله النعمة أو تتخلى عنه (47). النيسي
يحثنا على اللجاجة في الطلب، ثم في الجد نحو المواهب، لكن بيقول ”المواهب لا
تكفي لحياة الكمال“ لازم المحبة اللي هي ”أساس كنز النعمة“، لأن محبة
الله من كل القلب والنفس.. هو هدف التقوى الذي حدده الرب نفسه (54). يعود مرة أخرى
للمثابرة والجهاد والتقدم للأمام.. والرغبة الثابتة نحو البر.
ثم يتحدث عن
السلوك المسيحي تجاه الآخرين. يجب أن تقوده حكمة الله ”إلى التوافق مع أخيه حتى
يصلا معًا إلى شاطئ إرادة الله“ (58)، وكذلك يوصي بأن نخدم بعضنا بعضًا، ”لأن
مَن يحمل نير الرب بفرح حتى النهاية برجاء صالح فإنه يجب عليه أن يخدم الكل كما لو
كان يسدد الدين المطلوب منه“ (59). لأنه بيقول ”لو أن محبة الله غير
موجودة، فإن محبة القريب لا توجد“ (63).
النيسي بيقول
إن حاجة واحدة تحرس النفس هي التذكر بأن ننظر دائمًا إلى الله.. ”وحب الله يجعل
الجهاد خفيفًا“ (67). الشيطان هيحاول ينزع مخافة الله ومحبة الله فينا وبعد
كده يحاربنا بالملذات (67). ولازم الصلاة اللي بيشبهها النيسي بقائد الخورس لكل
الفضائل. الصلاة بحماس وبلا ملل. وباحضار النفس في الصلاة (74).
المقالة
الثالثة:
ودي عنوانها ”عن
الكمال“ (On Perfection).
بيقول النيسي
لمَن يرسل إليه المقاله أنه سيقّدم وصفًا دقيقًا للحياة التي يجب أن يهدف إليها
الإنسان المسيحي (93). في الأول لازم نفهم
عظمة العطية (أن ندعى على اسم المسيح) ثم نُظهر بحياتنا عظمة هذا الاسم. ثم يأخذ
من بولس مرشدًا فهو يعرف مَن هو المسيح أكثر من الكل (94). ثم يقدّم من بولس 30
صفة للمسيح، ولازم مَن يحمل اسم المسيح، ”أن يظهروا ما يتضمنه ذلك الاسم،
ويحملوا في أنفسهم ما يحمله ذلك الاسم“ (99).
وبيحكى عن ناس
لها طبيعتين عقلية وشهوانية زي الحيوان الخرافي (المانيتور) اللي نصه إنسان ونصه
حيوان- ”لا يمكن الجمع بين كليهما في حياة أي إنسان“ (102). لأنه بيكون في
حرب مضادة لنفسه.. لازم خصم ينتصر على الآخر. النيسي بيرفض فكرة اجتماع الشر
والخير جوه الإنسان (فكرة سائدة في أفلام وأغاني كثير.. شرير بس قلبه في خير!!).
بيقول خلى
أسماء المسيح هي مرشدنا لحياة الفضيلة (103)،
- المسيح قوة الله وحكمة الله والإنسان المسيحي بيتقوى بالمسيح، وبيطلب الحكمة. ولمّا يتمثل بالمسيح ”سوف يتقوى ضد الشر، وسوف تظهر الحكمة فيه“ (105).
- المسيح قوة الله وحكمة الله والإنسان المسيحي بيتقوى بالمسيح، وبيطلب الحكمة. ولمّا يتمثل بالمسيح ”سوف يتقوى ضد الشر، وسوف تظهر الحكمة فيه“ (105).
- المسيح هو
السلام (أف 2: 14)، والمسيحي سينزع كل عداوة وكراهية.. وفي حالة تصالح من خارج ومن
داخل.
- المسيح هو
النور.. والمسيحي يستنير بالفضائل ويتخلى عن كل أعمال الظلمة.
- المسيح
قدوس... والمسيحي يتمثل بقداسته.
- المسيح
فادي.. والمسيحي يصير عبد لفاديه.. ولا نعيش لحساب ذواتنا، ولكن لحساب من اشترانا
(109).
- المسيح هو
فصحنا.. وإحنا هنقدم أجسادنا ذبيحة لله عن طريق إماته الأعضاء (110).
- المسيح بهاء
مجد الآب.. لذلك نعبده.. هو حامل كل الأشياء بكلمة قدرته.. هو علة كل شيء.. وهو
قادر أن يعلن لنا عن الله غير المرئي وغير الزمني وغير المادي من خلال الرؤية
والزمن والمادة في تجسده (114).
- المسيح هو
الصخرة.. وده يساعدنا على الثبات في الفضيلة.
- المسيح هو
حجر الزاوية.. لذلك نبني عليه إيماننا.
- المسيح هو
صورة الله غير المنظور.. ولو إحنا عايزين نكون صورة لله غير المنظورة لازم يبقى
اسلوب حياتنا يكون على المثال الموضوع أمامنا (المسيح) (120). إحنا بنزين وبنلون
صورة حياتنا بفضائل (ألوان) المسيح.. ويصير كل واحد فينا ”صورة الله غير المنظور“.
- المسيح هو
الرأس.. وهو عديم الفساد لذلك الأعضاء يجب أن تكون عديمي الفساد. ”من الضروري
أن نحرك أجسادنا وفقًا للرأس الحقيقية“ (124).
- المسيح هو
البداية.. المسيح هو بداية كل صلاح فينا.
- المسيح ملك
السلام.. وهو يملك علينا.. ولا نترك جنديته ونذهب إلى جيش الشر.
لازم نختبر كل
فكرة وكل كلمة وكل فعل.. ”وأن يكون كل فكر وكل قول وكل فعل مطابق لألقاب المسيح
لكي تكون أفكارنا وأقوالنا وأفعالنا خاضعة للقوة الإلهية العالية” (137) (حاجة
زي فكرة WWJD). بكده يكون الكمال المسيحي هو
اتفاق أفكار وأقوال وأفعال الإنسان مع أسرار المسيح.. لكن النيسي في النهاية بيقول
إن ”الكمال المسيحي هو عدم التوقف عن النمو نحو كل ما هو أفضل. وعندئذٍ لن نضع
أي حد للكمال“ (142). في الآخر بيقول: ”إن احتفظ أي إنسان بهذه الأمور في
عقله، وهي أنه شريك في الاسم المقدس.. فإنه سيصير حاملاً في نفسه القوة التي
لألقاب المسيح.. وحينئذٍ تكون حياته هي الشركة في كل لقب من هذه الألقاب“
(137).
على هامش الكتاب:
النيسي في شرحه
أن المسيح هو الوسيط بيقول إنه صار بشرًا وصار جزءًا من الطبيعة العامة، ولكنه ”لم
يخضع أو يميل إلى الخطية الموجودة في هذه الطبيعة“ (129). وبيفسر كلام المسيح
لمريم المجدلية "أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وألهكم" من خلال فكرة أن
المسيح هو الوسيط بين الآب وبين المحرومين من الميراث.. علشان يجعلنا بنين للآب،
وبعد أن كنا أعداء لله نصير شركاء في ألوهيته! وإحنا بنقترب إلى الأب بقدر
إمكانياتنا في الشركة مع المسيح الوسيط (132).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق