بيانات
الكتاب
للباحث:
أمجد بشارة
ومراجعة
الأنبا هرمينا
في
حوالي 250 صفحة.
يبدأ الكاتب بإشارات عن الثالوث في العهد
القديم.. وبيقول ”إن البحث في هذا الموضوع ما كان ممكنًا لو لم يبلغ الوحي
بالثالوث كماله في العهد الجديد“ (13). وده رأي مبدئي مهم.. لأن الإعلان متدرج
بحسب النزيانزي، ثم يستعرض الظهورات الإلهية للكلمة في العهد القديم، ورأي الآباء
في قصة إبراهيم وضيوفه الثلاثة ما بين أنهم الكلمة وملاكين أو ظهور للثالوث أقانيم..
اقرأ ده بالتفصيل في صفحة (22)، ثم يستعرض آيات كثيرة فيها إشارات للثالوث..
واستعرض الكاتب فكرة لغة الجمع في تك 1 ”لنعمل الإنسان“، وأثبت الكاتب من الآباء
أن هذا ليس جمع للتعظيم.. وفنّد الرأي اليهودي أن الله كان يستشير الملائكة
(36-37). وفي جزء جميل جدًا عن إشارات الرابيين للاهوت المسيّا وفيلو السكندري.
ثم ينتقل الكاتب إلى الثالوث في العهد
الجديد.. والظهور الإلهي في معمودية المسيح ووصيته الأخيرة بتلمذة جميع الأمم..
وربط الاثنين بأقوال الآباء ثم الثالوث في الرسائل وسفر الأعمال. بعد كده في
استعراض للثالوث في كتب أبوكريفا العهد الجديد.. وتعلمت أنها تحتوي على حقائق وردت
أيضًا في الأناجيل الأخرى زي ”أبوكم إبراهيم رآني“، أو ”من يجدف على الروح القدس
لن يغفر له“.
بعد كده في كلام جميل عن الثالوث في الفن
المسيحي المبكر.. وشفرة السمكة، وأقوال الآباء عليها (73). ثم الثالوث في الصلوات
الليتورجية.. وطبعًا أهمها المعمودية.. اللي كان الاعتراف بالثالوث مشترك في كل
الكنائس وبيستعرض الكاتب أقوال الآباء مبكرين ومتأخرين للتأكيد على الفكرة دي..
لكن الكاتب أخذ خطوة أوسع للأمام واتكلم عن الثالوث في الافخارستيا (عجبتني جدًا)
وبيظهر من تحليله أن في استدعاء للثالوث في التقاليد المبكرة أو ما كان يسمى ”بالنداء
باسم الثالوث على الخبز والخمر“ (92)، وبيثبت ده بأقوال كثيرة.
ثم يستعرض الكاتب في قوانين الإيمان
المبكرة، أو ما يُسمى بقاعدة الإيمان، أو قاعدة أو قانون الحق أو التسليم.. وجاب
الأشكال المبكرة لقاعدة الإيمان من العهد الجديد ثم الآباء المبكرين- زي أغناطيوس
وبوليكاربوس وترتليان إلخ.
ثم يأتي لاستعراض الثالوث في كتابات الآباء
ويبدأ بالآباء الرسوليين بمقدمة مهمة عنهم.. واستعراض واحد واحد من الكتابات دي
وموضح بأمثال كثيرة عن الثالوث من (أغناطيوس/ بوليكاربوس/ برنابا/ هرماس/
ديوجنيتيس/ أناشيد سليمان والنص الأخير ده اقتباساته كانت محتاجة شرح أكثر..
خصوصًا تشبيه الابن بالفنجان والآب بمصدر اللبن.. وعندما رجعت لترجمة أحدث وجدتها
كالآتي: ”الابن هو الكأس والآب هو الذي حُلب والروح القدس هو الذي حَلب“- بشكل عام
النص ده فعلاً صعب جدًا وغريب بعض الشيء لكن يُقرئ بقواعد الشعر). ثم يستعرض أهم
هرطقات القرون الثلاثة الأولى: (السيمونية/ الابيونية/ الغنوصية وأشهر مناصريها/
والمونارخية ومؤلمي الآب).
ثم يأتي للآباء المدافعين وعمل مقدمة حلوة
جدًا ليهم.. زي تاتيان السوري أول مرة اقرأ له نصوص/ أرستيدس الأثيني نفس الشيء/
ميليتوس أسقف ساردس وده عنده نص صعب برضو فيه شبهة الموداليزم لما بيقول أنه ”هو
الآب.. وهو الابن.. وهو كل شيء“ (159). ثم
ثيؤفيلوس الأنطاكي، وكبريانوس والكاتب بيعرض قول لكبريانوس بيربط فيه بين الثالوث
وصلوات السواعي.. أول مرة أقرأ عن صلاة السواعي في الوقت المبكر ده!! (166). الكاتب
بذل جهد كبير في البحث عن آباء لا نعرف إلا القليل عنهم زي ثيؤغناسطس السكندري.
ثم ديونسيوس السكندري وحتى نوفاتيان المنشق
أورد ليه أقوال مهمة عن الثالوث.. وميثوديوس الأوليمبي.. ثم إكليمندس السكندري
والعلامة هيبوليتوس الروماني وكان معاصر للعلامة أوريجانوس أورد الكاتب أقوال مهمة
عنده ثم إيريناؤس اللي بيمثل حلقة مهمة في اللاهوت السابق لنقية.. وتعبيرات خاصة
جدًا لإيريناؤس عن ”يدي الله“ ويقصد الابن والروح القدس.. لكن الكاتب في الحقيقة أورد أن
هذا التشبيه استمر لدى ق أثناسيوس وكيرلس السكندري وأمبروسيوس (197).
في جزء مهم جدًا عن مشكلة الخلط بين أقنومي
الكلمة والروح القدس والكاتب عمل بحث رائع في المسألة دي.. وبيفسر المسألة دي بشكل
رائع وأوضح أن الآباء بيأكدوا على وحدة العمل في الثالوث (202- 204). ثم جزء مهم عن
شرح بدعة التراتبية أو التبعية والآباء المتهمين بها.. وأثبت أن يوستينوس نفسه أكد
المساواة بين الأقانيم في كتاباته وشرح النص الوحيد عند يوستينوس اللي فيه شبهة
تراتبية وبيقترح تفسير لكلام يوستين.. وإنه ليس ترتيب على حسب القيمة على الإطلاق
(212).
نفس الشيء مع أثيناغوراس الفيلسوف والعلامة
ترتليان (وأظن الكاتب وقع في مغالطة وهي أنه نسب المونتانية لماني وليس لمونتانوس.. وفي
فرق كبير بين المونتانية والمانوية.. وكمان المانوية ظهرت بعد ترتليان على حد
عملي- ص 220). ثم يختم ببحث جميل عن العلامة أوريجانوس وكيف شرح الثالوث القدوس
وهو أول من استخدم لقب ”هوموأوسيوس“ (254)، وأكد على الولادة الأزلية للابن،
وشهادة ق أثناسيوس لصحة تعاليم أوريجانوس في الموضوع ده، حتى أن ق أثناسيوس لقب
أوريجانوس بمحب التعب ”فليبونس“، ثم استعرض رأي أوريجانوس في لاهوت الروح القدس.
بشكل عام:
هذا الكتاب للأمانه يعتبر مرجع أو نقدر نقول
عليه دليل شامل لموضوع الثالوث قبل نيقية.. وستقرأ فيه عن آباء لم تسمع عنهم من
قبل. يُحسب للكاتب اطلاعه على عدد كبير من المراجع العربية والأجنبية.. ووفر على
القارئ هذا العناء الكبير. هذا الكتاب يوفر عليك البحث في عشرات الكتب في نفس
الموضوع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق